A+ A-

(فرقة التلفزيون) بصمة وطنية محفورة في ذاكرة أبناء الكويت وعلامة فارقة في مسيرة الاحتفال بالأعياد

من آمنة الشمري

الكويت - 25 - 2 (كونا) -- (ياوطن لك من يحبك..يا وطن لك من يودك..حبنا لك ماكو مثله..حبنا لك ماكو شكله ..حبنا لك عملية ما هي سهله) بهذه الكلمات العفوية النابعة من القلب في حب الكويت استطاعت فرقة التلفزيون للفنون الشعبية خلال مسيرتها الطويلة ترك بصمة وطنية لا تمحى من ذاكرة أبناء الكويت الذين يستحضرونها سنويا وهم يحتفلون بأعياد البلاد الوطنية.
وقدمت فرقة التلفزيون خلال هذه المسيرة الحافلة بالعطاء والتي تمتد لأكثر من 38 عاما أعمالا وطنية وتراثية مميزة أحيت خلالها الفولكلور الكويتي في مجال الاغنية الشعبية والوطنية الى جانب تقديمها العديد من اللوحات الفنية الراقصة التي تربط الماضي بالحاضر.
ولم تقتصر المشاركات الفنية لفرقة التلفزيون على النطاق المحلي وإنما عمدت الى نقل التراث الكويتي الأصيل الى الخارج فشاركت خلال مسيرتها الطويلة في الكثير من المحافل والملتقيات والمهرجانات العربية والدولية محققة نجاحا تلو الآخر بفضل أصالة أعمالها التي اعتمدت على اختيار الكلمة المعبرة واللحن الأصيل.
ولعل تعدد الالوان الغنائية التراثية التي قدمتها الفرقة ما بين اغاني البحر والقرى والبادية ساهم في توثيق الفن الكويتي داخل الذاكرة الوطنية وتأصيل ملامح الفنون وفروقات القوالب كالعرضة البحرية والسامري والخماري واللعبوني والصوت والقادري الشابوري والحدادي والدوسري والفريسني والشبيثي.
وحول مرحلة تأسيس "أبرز فرقة خليجية" تعنى بالفنون التراثية الغنائية قال رئيس فرقة التلفزيون للفنون الشعبية الموسيقار الكويتي غنام الديكان في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن الفنون الشعبية احد المشارب الانسانية لصياغة الهوية الوطنية والمنهل الأبرز من التراث الشعبي الذي يعكس أصالة القيم والعادات والتقاليد التي تنظم حياة الشعوب.
وأوضح الديكان ان وزارة الاعلام الكويتية قد أدركت ابعاد هذه الحقيقة فبادرت على اكثر من صعيد للعمل على جمع التراث الشعبي الوطني واجراء الدراسات والبحوث التي استهدفت في مجملها الكشف عن عناصره واعدادها بصورة يسهل معها على الدارسين والمهتمين الاطلاع عليها فأنشأت من اجل ذلك مركز رعاية الفنون الشعبية الذي ساهم بقدر وفير في انجاز هذا العمل.
وأضاف ان تلك الجهود لم تقتصر على ذلك وإنما باشرت الوزارة بتقديم العون لكل من حاول من أبناء هذا البلد المساهمة في احياء الفنون الشعبية او تطويرها كما تبنت العديد من أعمال الفرق الشعبية وقامت بتسجيلها وتصويرها حتى أصبح لديها اليوم مكتبة خاصة بمختلف الفنون الشعبية التي كانت سائدة في المجتمع الكويتي.
وذكر أن تلفزيون الكويت بادر بإنشاء فرقة للفنون الشعبية لتساهم في عملية تطوير التراث الكويتي والمحافظة عليه حيث تم الاعلان في شهر مارس من عام 1978 عن تشكيل الفرقة وفتح باب القبول للالتحاق بها.
وفور الإعلان عن تأسيس الفرقة أكد الموسيقار الديكان تقدم مجموعة كبيرة من الشباب للالتحاق بها اذ تم اختيار (40) عضوا جرى انتقاؤهم وفق شروط معينة بعد اجتياز الاختبارات المطلوبة لتخصص لهم أماكن لديها للتدريب وعمل البروفات.
واضاف ان التلفزيون زود الفرقة بكل الآلات والمعدات التي تحتاجها الى جانب تعيين 10 من الإداريين والفنيين الذين يقومون على التدريب وتسيير شؤون الفرقة اداريا وماليا.
وأوضح الديكان أن فرقة التلفزيون قدمت العديد من الاعمال الشعبية والوطنية حيث كانت باكورة أعمالها عرضا قدمته عام 1979 بمناسبة افتتاح مجمع الاعلام.
وقال ان الفرقة رغم حداثة تكوينها آنذاك إلا انها اشتركت في العديد من الحفلات الفنية التي أقيمت للشخصيات البارزة التي زارت الكويت كما دعيت لمختلف المهرجانات والمنتديات الفنية في الوطن العربي.
وأكد ان من أبرز المناسبات التي كانت ولا تزال تحرص فرقة التلفزيون على المشاركة فيها بعروضها الفنية هي احتفالات الاعياد الوطنية بدءا من عام 1979 وحتى اليوم كما قدمت عروضها لتمثيل البلاد ضمن الأسابيع الثقافية الكويتية وكذلك اثناء زيارات رؤساء الدول وكبار المسؤولين للكويت فضلا عن تقديم العروض في المشاركات الرياضية والمهرجانات الكويتية والعربية والأجنبية لاسيما مؤتمرات القمم الخليجية.
وذكر الموسيقار الديكان أن من الأغاني الوطنية التي قدمتها الفرقة وما زالت راسخة في أذهان الكثير من الناس (يا غيمة النور) و(يا ساكنة في العيون) و(علمتنا الكويت) و(إنتي يا كويت العظيمة) و(يا وطن منهو يحبك) و(مبروك يا كويت) و(سلام يا وطن) وغيرها من الأغاني الخالدة.
ومن الإداريين والفنيين المؤسسين للفرقة احمد القطامي (رئيس الفرقة) وغنام الديكان ومرزوق المرزوق (مشرفون فنيون) وبدر الجويهل ونجم العميري وعلاء الدين الشربيني (مدربون) ورابحة مرزوق عبدالله (مساعدة مدرب) واحمد البقشي (منسق اعلامي) وعائشة مفرح بن طوق (مصممة الأزياء) ومحمود إبراهيم اليتيم (علاقات عامة).
وشدت الفرقة بكلمات كبار الكتاب والشعراء امثال عبدالله الحبيتر ومنصور الخرقاوي والدكتور عبدالله العتيبي والشاعر محمد الفايز والدكتور يعقوب السبيعي ومبارك الحديبي والكاتب عبدالرحمن النجار وبدر بورسلي وعبدالله الدويش ولحنها نجوم الموسيقى وفي طليعتهم غنام الديكان ومرزوق المرزوق واحمد باقر وخالد الزايد ويوسف المهنا.
وقد يصعب اختزال القيمة الفنية لفرقة التلفزيون في سطور الا ان من ابلغ ما ذكر عنها ما كتبه احد المدونين الذي وصفها قائلا "هي فرقة جمعت في جنباتها صوت الكويت الجميل" واعضاء الفرقة "هم مجموعة الفتية الذين امتزجت الوان بشرتهم بالوان وطنيتهم" لترسخ في الوجدان "بسمة" مرسومة على المحيا في تناغم جميل "دونما تمييز".(النهاية) أ ش / ج خ