A+ A-

المؤتمر الدولي للسلام بالشرق الاوسط يطالب باحترام عملية الوضع النهائي

باريس - 15 - 1 (كونا) -- حذر المشاركون في المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط اليوم الاحد الاسرائيليين والفلسطينيين من تجاوز عملية الوضع النهائي من خلال اتخاذ "اجراءات أحادية" من شأنها أن تعرض عملية السلام الهشة بالفعل للخطر وإثارة العنف.
وسعت نحو 75 دولة ومنظمة خلال المؤتمر الى تعزيز رغبتهم في دعم عملية السلام وخاصة حل الدولتين الذي يتهدده التوسع الاستيطاني الاسرائيلي وما يعقبه من أعمال عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتشارك دولة الكويت في المؤتمر بوفد يترأسه الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية.
وفي مؤتمر صحفي ختامي أكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت أن المشاركين في المؤتمر الذي شهد حضورا كبيرا أيدوا بشدة حل الدولتين الذي تمت مناقشته منذ الجلسة الصباحية.
وقال الوزير الفرنسي ان هذا الحل وهو الوحيد القابل للتطبيق في المستقبل يتعرض للتهديد بشكل خطير اليوم بسبب بناء المستوطنات (الاسرائيلية) وما يعقبه من أعمال عنف.
وطالب المؤتمر في بيانه الختامي الطرفين بالامتناع عن القيام بأعمال من شأنها أن تثير مزيدا من العنف وعدم اتخاذ تدابير أحادية الجانب في إشارة إلى سياسة الاستيطان الإسرائيلية ومصادرة الأراضي العربية في الضفة الغربية والقدس.
وقال ايرولت ان ثمة ضرورة ملحة لتفادي جميع الإجراءات الأحادية التي قد تزيد من توتر الوضع على الأرض في القدس وفي أماكن أخرى.
وكان ايرولت جدد معارضته القوية في وقت سابق اليوم لأي مقترح بنقل السفارة الأمريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس واصفا هذا الخطوة بأنها ستمثل "استفزازا كبيرا" للفلسطينيين ودول المنطقة.
وقال انه في حال نفذت الولايات المتحدة وعود ترامب بنقل السفارة الأمريكية الى القدس فان ذلك سيكون له "توابع خطيرة جدا" وسيثبت انه قرار "من المستحيل تنفيذه".
ودعا البيان الختامي أيضا إلى حل يحترم حدود عام 1967 والتي تصر الدول العربية على أن تكون معلما رئيسيا لترسيم حدود الدولة الفلسطينية الجديدة.
ومن شان اتفاق في إطار حدود عام 1967 ان يجبر إسرائيل على إخلاء المستوطنات الكبيرة التي يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية بأي حال.
ولاسرائيل مئات الآلاف من المستوطنين الذين يعيشون الآن في الضفة الغربية المحتلة والتي ستدخل تحت السيادة الفلسطينية بموجب اتفاقات موضوعة حاليا على الطاولة.
وعلاوة على ذلك فقد صدمت الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة لتفويض وإضفاء الشرعية على المستوطنات على الأراضي العربية التي حكمت سابقا على أنها بؤر استيطانية غير قانونية البلدان التي تحاول التوسط في اتفاق سلام وأدت إلى حد كبير إلى إدانة سياسة إسرائيل الاستيطانية من قبل مجلس الأمن في ديسمبر الماضي.
وطالب البيان الختامي للمؤتمر بتجنب أي "إثارة" من قبل أي طرف.
وتقول فرنسا ان العمل سيستمر بعد المؤتمر للسعي إلى توفير إطار وحوافز للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين وحوافز من شأنها أن تشمل التدابير الاقتصادية والدعم العملي لسير العمل في الدولة الفلسطينية المستقبلية والجهود المبذولة لخلق روابط بين المجتمع المدني في كل المجتمعات.
وقد رفضت اسرائيل بقوة مبادرات السلام الفرنسية وسعت للسخرية من المؤتمر الذي عقد هنا اليوم الاحد.
وذكرت تقارير اخبارية اليوم ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض عرضا لزيارة باريس بعد المؤتمر كما رفض أن يطلعه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على التطورات.
ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي المؤتمر بأنه "غير مجد" وعفى عليه الزمن.
كما وصف انعقاد مؤتمر في باريس بأنه "يعبر عن أن عالم الأمس يلفظ أنفاسه الأخيرة" مضيفا أن "عالم الغد وشيك للغاية وسيكون مغايرا".
واتهم فرنسا والفلسطينيين بالسعي لفرض شروط على إسرائيل وتقويض جهود السلام.
ومن المتوقع أن يزور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس العاصمة الفرنسية قريبا للاطلاع على نتائج الاجتماع.
وكانت أعمال المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط انطلقت في باريس في وقت سابق اليوم بمشاركة 70 دولة ومنظمة دولية من أجل محاولة دعم "حل الدولتين" وتشجيع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني على استئناف المفاوضات التي شهدت توقفا دام ستة اعوام.(النهاية) ج ك / م م ج