A+ A-

تصاميم مركز الكويت للفنون الإسلامية "للفظ الجلالة" و"المحمديات" رسالة سلام للعالم

رئيس مركز الكويت للفنون الإسلامية فريد العلي
رئيس مركز الكويت للفنون الإسلامية فريد العلي

من عبدالله بوقس

كوالالمبور - 5 - 12 (كونا) -- قال رئيس مركز الكويت للفنون الإسلامية فريد العلي اليوم الاثنين أنه يسعى إلى إرسال رسالة سلام للعالم من خلال ما استحدثه من تصميمات فنية في فن الخط العربي للفظ الجلالة والمحمديات لتغيير الصورة المشوهة عن الإسلام.
جاء ذلك في تصريح ادلى به العلي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عقب ألقائه محاضرة في مركز الفنون الإسلامية بعنوان (تجربتي في تصميم لفظ الجلالة والمحمديات) ضمن مشاركة مركز الكويت في مهرجان (بوتراجايا) الدولي للثقافة والفنون الإسلامية المقامة في ماليزيا في الفترة ما بين 2 وحتى 11 ديسمبر الجاري.
وقال العلي ان هذه التصميمات الجديدة هي "رسالة محبة وسلام لتغيير الصورة المشوهة عن الإسلام من خلال فن الخط العربي ومد جسور التعاون بين الدول الإسلامية وغير الإسلامية".
واعتبر أن "الخط العربي يعمل ضد الإرهاب باعتبار ان من يستخدم الأشكال الهندسية والورود والماء في تشكيلات جميلة لن يكون إرهابيا" مضيفا أن الفنان أوالخطاط تكون لديه صفات جميلة وحميدة تمثل الدين الإسلامي وتعرف بهذا الدين الحنيف.
وأكد أن مركز الكويت للفنون الإسلامية يحمل هذه الرسالة على عاتقه من خلال نشر الفنون الإسلامية الجميلة إلى العالم أجمع لاسيما في فن الخط العربي.
واضاف أن الحرف هو الجمال بكل تجلياته وحيويته لتأثيره في الإنسان وكتاباته النابعة من الوجدان لاسيما عندما تستلهم اللوحات المكتوبة من لغة القرآن الكريم.
وعن تصميماته الفنية للفظ الجلالة أوضح العلي أن تكرار الوحدة الزخرفية في لفظ الجلالة شكل تكوينا جماليا ذي دلالة لفظية وشكلية مأخوذة من الأشكال الهندسية المستقاة من الطبيعة بحيث تؤثر على المتلقي العربي وغير العربي بأشكال فنية مفهومة ومقروءة.
وذكر انه يأخذ من هذه الأشكال خصائص ومميزات أنواع الخطوط التقليدية ووظائفها في بعض هذه التشكيلات مثل الخط الديواني والكوفي والهندسي وكذلك من الأشكال الموجودة في الطبيعة مثل ورقة الشجر والمركب والمشكاة وقطرة الماء وغيرها.
وبين أن هذه التشكيلات الجديدة أعطته لغة خاصة وخطا غير مسبوق تشكلت بها هويته فلوحاته لاتنتمي إلى أنواع الخطوط التقليدية المعروفة.
واوضح العلي أن التشكيلات الجديدة ليست تمردا على الخطوط التقليدية ولكنها تكسر الأطر التقليدية وتقدم الجديد وهي محاولة استلهام الخط الحديث في تباين تشكيلي يعطي اللوحة أبعادا أعمق من مجرد الوقوف على جماليات الخط ودقة الالتزام بالقواعد الكلاسيكية.
وعن تصميماته الفنية للمحمديات قال العلي انه قام بتشكيل اسم الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال أسمائه العديدة فقام بتصميم 500 شكل فني لاسم الرسول تعبيرا عن مقدار حبه له عليه السلام.
وأوضح أنه وجد أشكالا دائرية ومربعة ومثمنة وخطوطا حادة ولينة في أشكال اسم الرسول مضيفا أنه فكر في تجميع تلك الأشكال بمجموعات يسهل على المتلقي فهمها إلى أن وصل إلى 500 تصميم في المحمديات وعمل على تصميم براويز لتلك الأشكال بحيث تتناسب مع الشكل المكتوب.
وبين أن دراسة هذه الأشكال استغرقت ستة أعوام من البحث والاستشارة والتصميم والتنفيذ والتجميع مضيفا أنه توصل إلى تصنيفها الى 11 مجموعة وهي المجموعة الحادة ومجموعة الكوفي المربع والمجموعة اللينة ومجموعة المزج والمجموعة الدائرية ومجموعة الأربع مثلثات ومجموعة الربع دائري ومجموعة المثلث والمجموعة المربعة والمجموعة السداسية والمجموعة المثمنة.
وذكر العلي أنه اعتمد في أسلوبه الجديد على مثلث له ثلاثة أضلاع يتكون الضلع الأول من الفن التشكيلي بمدارسه المختلفة والضلع الثاني هو الخط العربي بفنونه ومدارسه المختلفة والضلع الثالث هو الهندسة بدقتها وانتظامها وأن محصلة هذا المثلث التجريدي هي الخط التشكيلي الهندسي.
واكد أن دراسته للهندسة المعمارية أثرت تأثيرا إيجابيا في دقة الخطوط وهندسيتها وانتظامها وكذلك إبراز البعد الثالث للوحات المسطحة وتجسيد الزخرفة الإسلامية.
واضاف أن تراث الأمة الإسلامية والتربية الشرقية أثرتا فيه أيضا حيث انعكست على أعماله الفنية ما جعله يعمل على استثمار ذلك في لوحاته فصمم خطوطا متحركة وألوان ناطقة.
وبين أن الدمج بين الخط وفنونه والتشكيل بجمالياته أنتج أسلوبا يمزج بين الخط والفن في تجانس وتناغم من خلال اللوحات الخطية التشكيلية التي يستخدم فيها خامات مختلفة من الزجاج والمرايا وتفريغ الخشب والبلاستيك والشمع والسلاسل والألوان الزيتية أبرزت جماليات الخط والتشكيل معا في منظومة واحدة.
وأوضح العلي أن الهدف من هذه الأعمال هو استنهاض منابع فنون الخط العربي وإبرازه وإظهاره للناس وكذلك إبراز إمكانيات الخط العربي من خلال سهولة التشكيل به لما فيه من مرونة وليونة إضافة إلى نشر هذا النوع من الفنون في العالم الإسلامي والغربي وإبراز مكانة الكويت الثقافية.
وشدد على أهمية تعليم الأبناء والجيل الجديد الكتابة بالخط العربي وإجادته حتى في مرحلة ماقبل الدراسة لكي ينشأ جيلا متعلما يكتب بحروف القرآن ويحافظ عليه ويصونه لاسيما وان في عالم التكنولوجيا الحديثة باتت الكتابة على الأوراق أمرا نادرا.
من جهته قال المشرف العام على كتابة المصحف الشريف في مركز الفنون الإسلامية بماليزيا محمد يوسف أبو بكر في تصريح مماثل ل(كونا) ان الأمور التي استحدثها العلي في فن الخط العربي تعتبر إضافة جميلة لهذا الفن الصامد في وجه متغيرات العصر لأنه العامود الفقري للفنون الإسلامية حيث ترسخت جذوره في التاريخ والثقافة والحضارات.
وأضاف أبو بكر أن التراث الإسلامي في ضوء المستجدات المتلاحقة وثورة المعارف والاتصالات يحتاج دوما إلى التأمل والتحليل والمقارنة بغرض اختبار مدى العلاقة بين المتلقي والفنان ولمعرفة التأثير المتبادل بين عناصر الفنون الأخرى ومتطلبات المكان والزمان.
ورأى أن العمل الذي قدمه الخطاط الكويتي العلي يحتاج إلى جهد فكري وخيال واسع خصب وإلمام بعدة أمور فنية وبصرية وهندسية وتشريحية مدروسة موضحا ان "الأمر ليس مجرد صدفة محضة أو ضربة حظ بل جاء عن دراسة وخبرة مستفيضة جعله يزاوج ما بين رسوخ الأصالة والانطلاق إلى التجديد والمعاصرة".
ودعا الى قراءة كتابين للعلي هما (تشكيلات في لفظ الجلالة) و (محمديات) وذلك لتحريك ملكة الإبداع عند المتلقي والتأكيد على أن فن الخط العربي يواكب العصر والتطور ويصلح لكل زمان ومكان وأنه من الممكن تطوير وإبداع أنواع جديدة من الخطوط العربية.(النهاية) ع ا ب / ن ب ش