A+ A-

سد بني هارون: احد أهم الانجازات الاقتصادية بالجزائر

بناء سد بني هارون ساعد على انتشار رياضة الزوارق الشراعية في المنطقة
بناء سد بني هارون ساعد على انتشار رياضة الزوارق الشراعية في المنطقة

من فتيحة زماموش

الجزائر - 2 - 12 (كونا) -- يعد سد (بني هارون) في مدينة ميلة التي تبعد 490 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائر واحدا من أهم الانجازات الحضارية الاقتصادية التي حققتها الجزائر لحل مشكلات المياه والكهرباء والزراعة في عدد من المدن.
وأولت الجزائر اهتماما خاصا بانشاء اكبر سد بافريقيا في مدينة ميلة المعروفة بمدينة الألف منبع ما دفع صناديق الاستثمار الدولية الى التسابق لانشاء هذا السد التي بلغت تكلفته الاجمالية اكثر من خمسة مليارات دولار امريكي.
وكان للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية دور في تمويل جزء من مشروع انجاز السد بمنح الجزائر قرضا بقيمة عشرة ملايين دينار كويتي أي ما يعادل (32 مليون دولار أمريكي) عام 2002 لربط السد ببعض المضخات المحيطة به.
وساهم السد في حل مشكلة المياه لسكان ولايات ميلة وجيجل وقسنطينة وأم البواقي وباتنة وخنشلة منذ بدء ضخه للمياه في عام 2009 كما وفر 180 ميغاواط من الكهرباء ليرفع اجمالي الطاقة الكهربائية في منطقة الشرق الجزائري ذات الكثافة السكانية العالية.
من جهتها ذكرت وزارة الموارد المائية الجزائرية في تقرير تلقته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان السد سيوفر مياه الشرب لاكثر من ستة ملايين مواطن جزائري مع حلول عام 2030 اضافة الى ري نحو 20 ألف هكتار من الأراضي الزراعية ليسهم في دفع عجلة التنمية الزراعية في الجزائر.
وساهم السد في عودة الحياة للأراضي الزراعية التي اصبحت اليوم مساحات خضراء بعدما كانت مهملة على حد تعبير محمد زواغي أحد الفلاحين في منطقة "وادي العثمانية" بولاية ميلة.
وقال زواغي ل( كونا) أن هذه المساحات تستغل اليوم في زراعة القمح والشعير والبطاطا والطماطم والفواكه كالعنب والبرتقال والتفاح والاجاص وتموين الأسواق الجزائرية بهذه المنتجات الزراعية.
من جانبه كشف المهندس في مجال الزراعة والري نور الدين بن حمودة ل ( كونا) عن أن سد بني هارون ضاعف من مجموع المساحات الزراعية المسقية في منطقة ميلة وقسنطينة وجيجل وسطيف شرقي الجزائر حيث اشتهرت المناطق القريبة منه بزراعة الثوم والحبوب وبخاصة أنه يمون عشر ولايات بمياه السقي وتخصص 194 مليون متر مكعب للسقي سنويا.
وقال ان السد فتح الباب أمام بروز نشاطات كثيرة ومنها الصيد اذ تمت فيه زراعة انواع متعددة من الأسماك ما دفع الصيادين الى ممارسة هوايتهم على أطرافه الممتدة وهي الهواية التي كانت تفرض عليهم قبل نشوء السد التوجه الى سواحل مدينة (جيجل) التي تبعد 540 كيلومترا شرق العاصمة الجزائرية.
الى جانب ذلك تحول سد (بني هارون) خلال السنوات الأخيرة الى فضاء رياضي لاجراء البطولات المحلية والدولية للزوارق الشراعية.
وبفضل انشاء السد عادت الحياة الى مدينة ميلة ونشطت الحركة التجارية والسياحية بعدما استغلت المساحات المحاذية للسد لتكون وسائل ترفيه للعائلات خلال عطلة نهاية الأسبوع وتمكين الأطفال من اللعب بالطبيعة التي تجمع بين الماء والمناظر الطبيعية الخلابة.(النهاية) ف ت / ع م