A+ A-

أهالي الموصل بين صعوبة الحياة داخل المدينة ومعاناة النزوح

تقديم المساعدات للنازحين
تقديم المساعدات للنازحين

من مخلص خوشناو

اربيل - 30 - 11 (كونا) -- يعاني سكان مدينة الموصل الامرين منذ بداية عملية تحريرها قبل اسابيع من قبل القوات العراقية والكردية (البشمركة) وبدعم من طائرات التحالف الدولي.
فالسكان بين مطرقة البقاء في المدينة وسندان المعاناة داخل المخيمات المخصصة للنازحين حيث البقاء في المناطق المحررة محفوف بالمخاطر من جراء القصف العشوائي لمسلحي ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وعدم توفير الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والماء وماالى ذلك من خدمات.
اما بالنسبة للنازحين فان الحياة داخل المخيمات المخصصة لهم نظرا لكثرة عددهم تفتقر الى العديد من مقومات الحياة الطبيعية وهناك من يفضلون البقاء في منازلهم بسبب تدهور أوضاع النازحين.
وعلى الرغم من اعلان القوات الامنية تحرير العديد من الاحياء السكنية والقرى المحيطة بمدينة الموصل فإن معوقات كثيرة تقف حائلا دون عودة النازحين اليها بسبب الدمار الكبير الذي خلفه تنظيم (داعش) نتيجة استخدام مسلحيه السيارات الملغمة وتفخيخ المنازل والمؤسسات الحكومية.
اما الحكومة المحلية لمحافظة نينوى فأكدت من جانبها انها تفتقر الى مقومات اعادة الحياة لاغلب المناطق المحررة بالرغم من نداءات المواطنين الذين ابدوا رغبتهم بالعودة لتلك المناطق ومنهم من فضل البقاء بالفعل تحت كل الظروف.
وعلى نفس الصعيد دعا محافظ نينوى نوفل حمادي السلطان في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اهالي المناطق المحررة لنينوى الى عدم العودة في الوقت الحالي الى منازلهم لحين السماح لهم بذلك من قبل الأجهزة الأمنية.
وقال السلطان ان القوات الأمنية والدوائر الخدمية تعمل ليل نهار من اجل تنظيف المناطق المحررة من الألغام والنفايات والمخلفات الاخرى بسبب المعارك مع تنظيم (داعش).
واشار الى ان تنظيم (داعش) خلف دمارا في الموصل وليس من السهل اعادة تأهيل ما دمره داعش الا بتضافر الجهود من قبل الجميع.
ويشكو سكان المناطق المحررة من محافظة نينوى من الجوع وظروف معيشية قاسية خاصة مع حلول فصل الشتاء ويعانون من شح في الطعام والوقود والخدمات الطبية والاحتياجات الاساسية موضحين ان المساعدات التي تقدمها وزارة الهجرة العراقية والمنظمات الخيرية الدولية والمحلية غير كافية مع غياب آلية عادلة لحصول الجميع على المساعدات. ويؤكد اغلب الموصليين ان حجم المساعدات الاغاثية كبير الا أن طريقة توزيعها غير عادلة فبعض الناس تتسلم اكثر من مرة والبعض الآخر يحرم منها بسبب الازدحام وفوضى التوزيع.
وبهذا الصدد قال نائب رئيس مجلس ادارة جمعية (حباء) للتنمية والاغاثة الانسانية محمد سليم في تصريح مماثل ل(كونا) "نسعى من خلال الجهات الداعمة والتي تقدم المعونات لاهالي الموصل الى ايصال المواد الغذائية والاغاثية الضرورية الى داخل الموصل لكن بسبب الظرف الامني للمدينة فان اغلب التوزيعات لن تتم بصورة سلسة وتكون عشوائية".
واكد "اننا في كل مرة نركز على منطقة وتوزيعاتنا تتنوع في التنقل بين منطقة واخرى لكي تصل المساعدات الى اكبر عدد من اهالي الموصل الذين يعانون من نقص شديد في الخدمات".
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قالت في بيان لها ان هناك الاف العوائل بحاجة كبيرة للمساعدات لاسيما الغذائية منها على وجه السرعة في المناطق التي تمت استعادتها من قبضة داعش حديثا مؤكدة انها تعمل جاهدة على ايصال المساعدات الغذائية للعوائل في المناطق المحررة بالتعاون والتنسيق مع القوات الامنية.(النهاية) ص ب ر / س ع م