A+ A-

مركز جابر الأحمد الثقافي يستهل محاضراته ببحث مفهوم الثقافة بين الترف والبقاء

وزير الإعلام الاسبق الدكتور سعد بن طفلة العجمي ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي خلال المحاضرة الثقافية (الثقافة ترف أم بقاء ؟) التي نظمها مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي
وزير الإعلام الاسبق الدكتور سعد بن طفلة العجمي ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي خلال المحاضرة الثقافية (الثقافة ترف أم بقاء ؟) التي نظمها مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي
الكويت - 29 - 11 (كونا) -- نظم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي مساء اليوم الثلاثاء أولى محاضراته الثقافية بحث خلالها عدد من الأدباء والمثقفين والإعلاميين مفهوم الثقافة بمختلف أبعادها وانعكاساتها على أرض الواقع.
وقدم المحاضرة التي حملت عنوانا تساؤليا (الثقافة ترف أم بقاء ؟) وزير الإعلام الاسبق الدكتور سعد بن طفلة العجمي وأدارها وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي بحضور نخبة متميزة من شخصيات المجتمع في مجالات متعددة.
وتناول السنعوسي إشكالية موضوع الثقافة إن كانت ترفا أم بقاء بالإشارة إلى أن الإنسان ذاته لم يعد مهتما بالثقافة والقراءة بقدر اهتماماته بوسائل التواصل الاجتماعي "التي أصبحت سلاحا ذا حدين".
وأضاف أن المحاضرة تتحدث عن موضوع الثقافة الذي من أجله شيد هذا الصرح العظيم مركز جابر الأحمد الثقافي متقدما بجزيل الشكر والعرفان إلى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على رعايته واهتمامه بهذا الصرح الثقافي وتنفيذه على أعلى مستوى وإلى كل من بذل جهدا لخروجه بهذه الصورة اللائقة.
من جانبه أعرب بن طفلة عن جزيل الشكر لسمو أمير البلاد على هذا الصرح الثقافي الكبير وإلى القائمين على المركز الذي يحتضن هذه المحاضرة.
واستهل بن طفلة موضوع المحاضرة بعبارة (أنت من أنت لأنك تختلف عن الآخرين والآخرون يختلفون عنك) موضحا أن الشخص يكون نفسه وشخصيته من خلال اختلاف الآخر عنه وتناول بعض المفاهيم والمدلولات حول عنوان (الثقافة ترف أم بقاء ؟).
وأوضح أن كلمة ثقافة لها عدة تفسيرات لغوية وهي تعني أيضا الأدب والفطنة معتبرا أن المثقف غير المتعلم "فالمتعلم هو الذي يقرأ ويكتب والمثقف يمكن أن يكون غير متعلم لكنه مؤدب وهو سلوك وليس علما فقط".
وذكر أن الثقافة تعني كذلك الحضارة وأن تكون مختلفا عن الآخرين حيث "لا يوجد اثنان من البشر متطابقان تماما في الكون فكل شخص لديه هوية تميزه يستمدها من الآخرين المختلفين عنه والأمر ذاته ينطبق على الأشياء".
وبين أنه "في علم المعاني تستمد الكلمة معناها من ضدهاأي لابد لكل شيء من ضد وحتى البشر غير متشابهين ولكل منهم نقيضه أو شخص مخالف له ولابد من التعايش مع ذلك الأمر لا إلغائه".
ولفت بن طفلة إلى أن الثقافة ليست مبدأ إلغاء وليس لأحد أن يلغي الثقافات وتنوعها ويقاتل من أجل أن ينشر ثقافة واحدة فقط ويلغي الأخرى أو يقصيها لأن الثقافة بقاء ولا يمكن إلغاؤها بل يجب التعايش مع التنوع الثقافي من اجل البقاء وهي ليست ترفا.
وأوضح أن هناك اختلافا في المجتمعات أبرزها اختلافات عنصرية وفئوية وعرقية وغيرها ولا يوجد مجتمع في الدنيا متجانس كليا أو متشابه لكن مفهوم التعايش وتقبل الاخر هو المتفاوت فيما بين المجتمعات وذكر أن لكل دولة مدنية قانونا يتساوى أمامه المواطنون مؤكدا رفضه لكل أشكال الاستقطاب الفئوي أو سعي البعض إلى تفكيك المجتمعات إلى احزاب وفئات على أساس ما.
وفي اختصار لموضوع المحاضرة أوضح بن طفلة في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش المحاضرة أن القبول بثقافات الآخرين واختلافهم هو ليس من مبدأ الترف بل هو من أجل البقاء ففي حال رغبت أن تكون ثقافتهم سائدة وتلغي بقية الثقافات فأنت من ستكون الضحية وستزول ويبقى اختلاف الثقافات.
إلى ذلك تفاوتت مداخلات الحضور في رؤاها حيال موضوع الثقافة ما بين التيقن بأن هناك وعيا ثقافيا واختيارات فيها تنوع مدهش وبين عنصر شبابي له طروحاته وتمنيات في أن تتحقق ثقافة الاختلاف واحترام الاخر والتنوع الثقافي.
ورأت مداخلات أخرى أن القنوات والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي اصبحت لاعبا رئيسيا في الساحة وفيها مساحات كبيرة للتعبير وطرح الآراء والاتجاهات بكل حرية لكن المشكلة بالأمراض الفئوية في وطننا العربي حيث هناك فضائيات تؤججها ومازلنا نعيش في حالة من التخبط والالتباس الثقافي.
وركزت المداخلات كذلك على أن الثقافة تتطلب التغيير للأفضل والحداثة والمفروض أن من يقود التغيير هم النخبة وليس الجهلاء في حين رأت مداخلات أن الثقافة شقان هما التثقيف المعرفي من كتابة وشعر وأدب وفنون وغيره وهو متأصل في الكويت والشق الآخر هو الثقافة السلوكية وهي ما لدينا بها مشكلة في الكويت حيث عدم قبول واحترام اختلاف الاخر.
في المقابل اعتبرت مداخلات أخرى أن الجامعة والمدرسة في الكويت ليستا بيئة ثقافية وأن الحداثة بمعنى تقلب الثقافات الجديدة وتقبل الآخر ليس له حيز في عقلية الكثيرين وهناك أزمة ربما المخرج منها هو دور الإعلام والتعليم وغيرهما.
ورأت مداخلات أخرى أن هناك مفهوما واسعا للثقافة وهو الموقف الإنساني الحضاري الحديث بينما المفهوم الضيق هو الثقافة بمعنى المثقف في الاداب والفنون كمجال المسرح والموسيقى والشعر وما الى ذلك.
وركزت هذه المداخلات على أن الثقافة مفهوم خارج عن إطارنا الحضاري والى اليوم لدينا مشكلة في مفهوم الثقافة باعتبارها تصنع الانسان ونحن لم نبذل جهد في فهمنا للثقافة وكذلك قصورنا في فهم المجتمع هو قصور في الثقافة والثقافة هي تلك الاشياء التي تمنعنا او تدفعنا لعمل شيء معين.
في السياق وعلى هامش المحاضرة قال أستاذ الإعلام بجامعة الكويت الدكتور محمود الهاشمي ل(كونا) إن المحاضرة هي الأولى التي تنظم في مركز الشيخ جابر الاحمد الثقافي مشيدا بحسن التنظيم والحضور الرائع بمشاركة نخبة من المثقفين.
وبين الهاشمي أن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي من خلال تصميمه يفتح آفاقا كثيرة أمام المفكرين والمثقفين ويشجع على الطرح والنقاش واقامة مثل هذه الندوات والفعاليات التي تساهم في تطور المجتمع وبنائه.
وكان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد افتتح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في 31 أكتوبر الماضي في تحفة معمارية ومنارة ثقافية رائدة لاسيما لتزامنه مع الاحتفالية القائمة حاليا (الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016).
ويتكون المركز من أربعة مبان رئيسية ويقع على شارع الخليج العربي بمساحة 214 ألف متر مربع ويضم مسرحا رئيسيا (المسرح الوطني) ويتسع لحوالي 2000 شخص إضافة الى المسرح الدرامي وثالث للبروفات.
أما المبنى الثاني فهو مركز الموسيقى الذي يقع على مساحة 7000 متر مربع ويضم قاعة كبيرة للحفلات الموسيقية تتسع ل1200 شخص ومسرح أصغر منه فضلا عن مكتبة للمؤلفات الموسيقية مخصصة لجميع الأعمار.
وخصص المبنى الثالث من المركز للمؤتمرات ويحتوي على قاعة سينما تتسع ل430 شخصا وقاعة متعددة الأغراض تتسع ل520 شخصا إضافة الى قاعة مخصصة للمحاضرات بينما يشتمل المبنى الرابع على المكتبة والمستندات التاريخية وقاعات المكتبة ومسرح متعدد الأغراض يتسع ل354 كرسيا وقاعة اجتماعات. (النهاية) ش ه د / ع ي س / ت ب