A+ A-

تجمعات بدوية فلسطينية تتصدى للتوسع الاستيطاني ببيوت من صفيح

سليمان الهذالين احد سكان ام الخير
سليمان الهذالين احد سكان ام الخير

من نجود القاسم

مدينة يطا (جنوب الضفة الغربية) - 23 - 10 (كونا) -- يتصدى أهالي خربة (أم الخير) لتمدد مستوطنة (كرمئيل) الاسرائيلية ببيوت من صفيح تناثرت على قمة جبل قاحلة في مسافر مدينة يطا أقصى جنوب الضفة الغربية.
ويبلغ عدد سكان الخربة 230 نسمة يعيشون في بيوت من صفيح كل منها مكون من غرفة واحدة مقسمة لمرافق الحياة لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء ولا تحميهم من اعتداءات المستوطنين.
وأخذت خضرة الهذالين وهي تقف أمام منزلها تسرد معاناتها قائلة "هدموا منزلي المكون من غرفة واحدة مرتين ويمنعونا من البناء وحياتنا لا تشبه حياة البشر".
وأضافت الهذالين التي لا يفصل منزلها عن مستوطنة (كرمئيل) سوى سياج لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "نتعرض لاعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين يهاجمون الخربة ويعتدون علينا بهدف ترحيلنا".
وأشارت الى أن آخر اعتداء وقع قبل أسبوعين عندما هاجمت القوات الإسرائيلية الخربة وانتزعت علم فلسطين المرفوع على سارية وسط البيوت والخيم.
من جهته قال سليمان الهذالين (63 عاما) إنهم اشتروا الارض عام 1964 وسكنوها خلال الثمانينات من القرن الماضي لكن إسرائيل صادرت أراضيهم وأقامت عليها مستوطنة (كرمئيل).
وأوضح ل(كونا) انه "منذ عام 2007 وجيش الاحتلال يهدم مساكننا ويمنعنا من البناء الإسمنتي وهذا تطهير عرقي حيث انهم يريدون منا أن نرحل وهذه أرضنا ولن نرحل عنها".
ولفت إلى أنه تعرض للاعتداء أكثر من مرة واعتقلته القوات الإسرائيلية لتصديه لعمليات الهدم فيما الاعتداءات المستمرة عليهم.
في هذا السياق أكد رئيس بلدية يطا ابراهيم الهريني ان التجمعات البدوية مستهدفة بشكل متواصل من قبل المستوطنين الذين يقومون بترهيبهم وكذلك من قبل جيش الاحتلال الذي يهدم مساكنهم بهدف ترحيلهم.
وقال الهريني ل(كونا) ان 17 تجمعا بدويا تسكن في منطقة المسافر التي تمتد حتى مشارف البحر الميت وجميعها تعاني جراء سياسات الاحتلال.
وفي تجمع بدوي آخر يمسى (المفقرة) حولت عشرات العائلات الكهوف إلى منازل لكنها بالنسبة لأفرادها أكثر أمنا من منازل الصفيح خلال المداهمات الليلية لقوات الاحتلال.
أحد هؤلاء فضل حمامده الذي يسكن وعائلته المكونة من 13 شخصا في كهف وهو تحدث الى (كونا) فقال إنه لجأ الى العيش في كهف بعد أن هدمت القوات الاسرائيلية منزله المكون من الصفيح ومنعته من البناء.
وعلى مقربة من سكان الكهوف تقع قرية (سوسيا) التي اصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا بهدمها رغم مضايقات المستوطنين والجيش فيما يتشبث أهلها بأرضهم وما عزز صمودهم دعم المؤسسات الدولية لهم.
وروت نساء القرية ل(كونا) معاناتهن اليومية مع الاحتلال ومستوطنيه حيث قالت احداهن "معاناتنا كنساء مضاعفة إذ انهم يهاجموننا ويعتدون بالضرب علينا".
وأضافت "اطفال حديثي الولادة توفوا بسبب عرقلة جيش الاحتلال وصولهم إلى المستشفى ونساء أنجبن في الخربة بعد منعهن من الوصول الى المستشفى".
وتعيش النساء في حالة خوف دائمة على أطفالهن خاصة أثناء توجههم إلى المدرسة خشية اعتداءات المستوطنين اثناء ذهابهم وعودتهم من المدرسة.
وأقامت سلطات الاحتلال عام 1983 مستوطنة (سوسيا) على أراضي القرية بعد الاعلان عنها أراضي دولة وأصدرت المحكمة قرار الهدم لإجبار السكان على الرحيل وتوسيع المستوطنة.
وتقع التجمعات البدوية في المنطقة المصنفة (ج) حسب اتفاق اوسلو وذكر مركز المعلومات الاسرائيلي لحقوق الإنسان (بيتسليم) أن اسرائيل تدعي بأن أماكن سكنهم غير قانونية تقع في منطقة اطلاق نار وانها مناطق عسكرية مغلقة منذ السبعينات من القرن الماضي.
وفي وقت سابق حذرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اسرائيل من هدم القرية وقالت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية اليزابيت ترودو انه في حال نفذت اسرائيل الهدم فإن ذلك سيترك آثارا مدمرة على حياة الفلسطينيين.(النهاية) ن ق / ر ج