A+ A-

(الوطني للثقافة) يقيم حلقة نقاشية حول جذور ظاهرة الاسلامفوبيا وسبل تجاوزها

الكويت - 27 - 9 (كونا) -- اقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب مساء الثلاثاء حلقة نقاشية بعنوان (الاسلاموفوبيا..جذور الظاهرة وسبل التجاوز) ضمن انشطة احتفالية (الكويت عاصمة الثقافة الاسلامية 2016) واحتفالا بيوم السلام العالمي وذلك في مكتبة الكويت الوطنية.
وتناول المتحدثون في الحلقة جوانب كثيرة في ظاهرة الخوف من الاسلام (اسلاموفوبيا) وبدايتها في اواخر سبعينيات القرن الماضي وانتشارها في الكثير من المجتمعات غير المسلمة وتأثيرها على كثير من نواحي الحياة فيها فضلا عن انعكاسها على التوجهات السياسية للدول التي تعاني من هذه الظاهرة.
وراى المتحدثون ان مصطاح الاسلامفوبيا بدأ يظهر في المجتمعات المسلمة بعد ان كان محصورا في غيرها نتيجة لالتصاق الكثير من العمليات الارهابية التي مرت بها هذا المجتمعات والعلم بجماعات متطرفة تدعي انتهاجها المنهج الاسلامي.
وشارك في الحلقة استاذ الانثربولوجيا من الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور ديل ايكلمان واستاذ الفلسفة السياسية في جامعة القاهرة الدكتور سعيد اللاوندي واستاذ الانثربولوجيا والاجتماع بجامعة الكويت الدكتور يعقوب الكندري وادارها الدكتور علي الزعبي.
وقال استاذ الانثربولوجيا من الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور ديل ايكلمان في مداخلته بالحلقة ان استخدام عبارة (اسلاموفوبيا) ابتدأت في نهاية السبعينات ولكن بشكل محدود جدا الا انه ازداد استخدامها في الثمانينات مبينا ان المصطلع في ذلك الحين لم يكن يستخدم على مستوى الحكومات.
واوضح ان صورة الاسلاموفوبيا تختلف درجتها من دولة لأخرى اذ يمثل الزي الاسلامي مشكلة لدى بعض الدول في مثل دول اوروبا بينما في دول اخرى مثل الصين فان موضوع الأكل الحلال قد أثر هناك في الصورة اذ يوجد من يردد ان المسلمين هناك يتلقون معاملة خاصة.
واشار الى وجود مصطلحات اخرى اكثر سوءا من مصطلح الاسلامفوبيا مثل "الفاشية الاسلامية" وغيرها مستشهدا بما ذكره عدد من المؤرخين ان كلمة الدين كانت تستخدم مفرده الا انه بدأ استخدام جمعها (ديانات) في القرن الماضي اضافة الى ان بعض الدول الاسلامية كانت سابقا لا تفرق بين مواطنيها على اساس الدين.
وذكر ان الاسلامفوبيا ادى الى الصاق الكثير من العمليات الارهابية بالاسلام كرد فعل اولي عند حدوثها مشيرا الى تصريح احد المسؤولين الامريكيين بعد حادثة التفجير في مدينة أوكلاهوما الامريكية في عام 1995 "أنها لابد ان تكون قنبلة اسلامية" ثم اكتشف لاحقا ان الفاعل كان جندي أمريكي.
وبين الدكتور ايكلمان ان مؤسسة (غالوب) لاستطلاعات الرأي في امريكا أظهرت في أحد استطلاعاتها أن الناس الأكثر خوفا من الاسلام هم الأشخاص الأقل تعليما كما اظهر الاستطلاع ان المنتمين الى الحزب الجمهوري اكثر احتمالا بأن يكون لديهم اسلاموفوبيا من المنتمين للحزب الديمقراطي كما ان الاشخاص اللذين لايملكون الثقة في المؤسسات الحكومية لديهم (اسلاموفوبيا) اكثر من غيرهم.
ومن جهته قال استاذ الفلسفة السياسية في جامعة القاهرة الدكتور سعيد اللاوندي في مداخلته ان مصطلح (الاسلاموفوبيا) ظهر في فرنسا نتيجة للاهتمام الفرنسي منذ القدم بالعالم الاسلامي ثم انتقل الى بريطانيا ثم الى العالم.
واوضح "انه حين اخرج كتابه عن الاسلاموفوبيا قبل 10 سنوات سأله الناشر ماذا يعني المصطلح" مبينا ان المصطلح يستخدم الان في الشارع العربي ومعروف بشكل واسع "بل انه موجود في الداخل العربي والاسلامي.
ورأى ان اهتمام دولة الكويت في تناول اثار انتشار مصطلح الاسلامفوبيا يحسب لها وهي سباقة دائما في هذا الجانب.
وتحدث اللاوندي عن تجربته الشخصية اثناء اقامته لفترة طويلة في فرنسا مبينا انه الى وقت قريب لم يكن يعاني من هويته الاسلامية الا انه بدأ يتعرض لمضايقات من الشرطة وغيرهم لكون هيئته تدل على انه عربي او مسلم.
وذكر انه لا يمكن الحديث عن الديانة اليهودية بشكل سيء بينما يمكن ان تقول ما تريد عن الاسلام مبينا ان ان هناك اعدادا من الاوروبيين يدخلون الاسلام ولكن في احدى الدول الأوروبية اذا اردت تسمية ابنك باسم محمد او اي اسم عربي فإنهم يرفضون ذلك بل يعطونك قائمة بالأسماء التي يمكنك استخدامها "وهذا ناتج عن الاسلامفوبيا".
وبدوره بين استاذ الانثربولوجيا والاجتماع بجامعة الكويت الدكتور يعقوب الكندري في مداخلته ان الاسلاموفوبيا ارتبط بعلم الرهابات النفسية وبخوف الغرب من الاسلام موضحا ان ذلك الرهاب ازداد بعد الانتشار السريع للدين الاسلامي مؤخرا وتزايد الجماعات الاسلامية التي اوجدت تخوفا لدى الغرب منها.
وذكر ان الاسلاموفوبيا يعد امتدادا لحركات قديمة معادية للأقليات في الولايات المتحدة وأن المصطلح يعد الأحدث في هذا الجانب مشيرا الى أن هناك تزايد في انعدام الثقة تجاه المسلمين مشيرا الى دراسات واستطلاعات رأي قامت بها مؤسسات ومراكز بحثية موثوقة ودقيقة أظهرت ان هناك قناعة من عدد كبير من الغربيين ان الاسلام دين غير متسامح.
ووبين ان الدراسات اظهرت حدوث نحو 100 جريمة بين عامي 2012 و2013 ضد مسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية لافتا الى ان الدراسات بينت ان احداث سبتمبر 2001 ادت الى تزايد ظاهرة الاسلامفوبيا اذ وصل الخوف من الاسلام الى ان ثلث العينة المشمولة بالدراسة رأت ان المسلمين يفترض ان يمنعوا من الترشح للرئاسة الأمريكية.
ورأى الكندري ان هناك ثلاثة عوامل ادت الى الخوف من الاسلام لدى بعض الدول وهي ارتباط الاسلام بمجموعة من الجماعات التي قامت بالأعمال الارهابية وانتشار الاسلام والتغير في التركيبة الديمغرافية للسكان هناك نتيجة الهجرة واعتناق الكثير من السكان للاسلام وكذلك ارتفاع بمعدلات الخصوبة لدى المسلمين في اوروبا عن السكان غير المسلمين ما ادى الى ازدياد في اعدادهم.
واضاف ان العامل الثالث هو السيطرة الاسلامية على بعض مراكز القوى والحكم من قبل جماعات اسلامية في ظل وجود تفكير خاطئ عن الاسلام بأنه يلغي الآخر مؤكدا ان هذا الخوف غير مبرر حيث ان الضوء لا يسلط الا على الجماعات الارهابية المنتمية للاسلام فيما ان هناك أعداد كبيرة من الجماعات الارهابية التي تنتمي لدول غير مسلمة.
وذكر ان هناك جرائم ارهابية يرتكبها ارهابيون ينتمون الى ديانات غير الاسلام ولكن لا يتم الصاق هذه الجرائم الى ديانات مرتكبيها بعكس ما يحدث مع الاسلام مؤكدا ان الخوف من السلام هو خوف من الثقافة المختلفة التي لا يفهمونها.
واكد الدكتور الكندري اهمية دور الاعلام في نشر الخوف من الاسلام وتصوير الرجل الشرقي بالشخص الثري غير الاخلاقي في العديد من الأفلام السينمائية وتصويره بأنه همجي وسيء بالاضافة الى ربط الاسلام بعادات قبلية غير صحيحة مشددا على اهمية تعزيز الاسلام الوسطي الذي يواجه التيارات المتشددة بالفكر وتعزيز ثقافة احترام الآخر.
وكانت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) اختارت الكويت (عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016) لتكون إحدى المدن الثلاث المحتفى بها بوصفها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016 إلى جانب كل من مدينة (مالية) في جمهورية مالديف ومدينة (فريتاون) في جمهورية سيراليون.
وجاء الاختيار بناء على قرار صادر عن اجتماع وزراء الثقافة للمؤتمر الإسلامي السادس الذي عقد في مدينة باكو بجمهورية أذربيجان في أكتوبر عام 2009. (النهاية) م د م / ف ش