A+ A-

وزيرا الخارجية السعودي والأمريكي يعلنان عن اتفاق لاستئناف المشاورات اليمنية

جدة - 25 - 8 (كونا) -- أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره الأمريكي جون كيري اليوم الخميس التوصل إلى اتفاق مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لاستئناف المشاورات بهدف التوصل إلى حل سلمي شامل للأزمة اليمنية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الجبير وكيري عقب مباحثات اجراها وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع نظيرهم الأمريكي ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توبايس إلوود بمدينة جدة السعودية بحضور ولد الشيخ أحمد والأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني.
وأوضح الجبير أن المباحثات شهدت بحث الأوضاع في المنطقة مع التركيز على الازمة اليمنية للوصول الى حل سلمي مبني على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الامن (2216).
وشدد على اتفاق جميع الأطراف المشاركة في المحادثات على رفض الخطوات الاحادية الجانب من قبل جماعة (أنصار الله) وحزب المؤتمر الشعبي العام بتشكيل مجلس سياسي والتعدي على البنك المركزي اليمني.
وأشار الجبير إلى خروج الاجتماعات باتفاق يتعلق بخارطة طريق لايجاد حلي سلمي ونهائي في اليمن ودعم جهود المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد لاستئناف المشاورات لإنجاز الحل.
ولفت وزير الخارجية السعودي إلى أنه تم بحث تدهور المؤسسات المالية في اليمن والأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب اليمني مؤكدا حرص السعودية على ادخال المساعدات الانسانية إلى اليمن وكذلك حرص دول التحالف على الالتزام بالقانون الدولي الانساني وتجنب سقوط ضحايا مدنيين.
كما شدد على ضرورة مطالبة جماعة (انصار الله) بفك الحصار عن المدن اليمنية لادخال المساعدات الانسانية إليها ومناشدة جميع الاطراف للتجاوب مع مساعي ولد الشيخ احمد لايجاد حل سلمي للازمة في اليمن.
وأكد الجبير أن تدخل دول التحالف في اليمن جاء بناء على طلب من الحكومة الشرعية ولحماية حدود الدولة "بعد ان استولت على الحكم مليشيا متطرفة مشابهة لتجربة (حزب الله) في لبنان ما يشكل خطرا على امن واستقرار السعودية والمنطقة".
وأشار إلى جماعة (أنصار الله) استولت على اموال البنك المركزي والقوات الجوية وبدأت في اطلاق صواريخ باتجاه المملكة.
وشدد وزير الخارجية السعودي على أن بلاده تسعى لامن واستقرار اليمن "وان تراه آمنا ومزدهرا" مشيرا إلى أن المملكة أكبر مانح للمساعدات لليمن منذ سبعينيات القرن الماضي وتستضيف اعدادا كبيرة من اليمنيين على أراضيها.
وأكد أن هدف التحالف هو دعم الحكومة الشرعية مشيرا الى النجاح في تحرير جزء كبير من الاراضي اليمنية وتخفيف التهديد عن حدود المملكة.
ولفت الجبير إلى أن (أنصار الله) تشكل نسبة عشرة في المئة من سكان محافظة صعدة وتسعى لان تكون لها اليد العليا" في حكم اليمن مستدركا بأنه من حقها ان تكون جزءا من المكونات السياسية في اليمن وليس مليشيا مسلحة.
كما أكد حرص المملكة ودول التحالف على عدم استهداف المدنيين مشيرا إلى اتخاذ التحالف التدابير اللازمة لتجنب ذلك.
وأضاف انه "في المقابل لا ارى أي انتقاد لممارسات (أعضاء جماعة انصار الله) باستخدامهم الاطفال دون سن العاشرة في العمليات القتالية ومحاصرة المناطق وتجويع سكانها والاستيلاء على اموال البنك المركزي".
وأكد أن المؤسسات المالية في اليمن تأثرت سلبا باستيلاء (أنصار الله) على أموال البنك المركزي المقدرة بمئة مليون دولار شهريا وقال "نعمل مع خبراء ماليين يعقدون اجتماعات حاليا لايجاد آليات ناجعة لمعالجة الاوضاع المالية في اليمن وضمان عدم حصول (الحركة) على الدعم المقدم من الاموال وضمان وصولها إلى الحكومة الشرعية".

من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ضرورة التوصل لحل سلمي في اليمن وحق السعودية في حماية حدودها "ضد هجمات الحوثيين بالاسلحة التي حصلوا عليها من اطراف خارجية تعمل بالوكالة عنها في مهاجمة السعودية" مشددا في الوقت نفسه على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في اليمن.
وأكد كيري التزام الولايات المتحدة بأمن السعودية واهمية ان تحترم كل دولة حدود الدول الاخرى وسيادتها معربا عن القلق ازاء شحن اسلحة متقدمة وصواريخ لمناطق قريبة من الحدود السعودية "ما يشكل تهديدا لامن واستقرار المملكة والمنطقة وكذلك للولايات المتحدة".
ووصف المباحثات التي أجراها في جدة اليوم بأنها كانت "مثمرة" مشيرا إلى حصول توافق في المواقف السعودية - الامريكية تجاه معظم القضايا في المنطقة واستمرار التعاون الاسترتيجي بين البلدين.
واوضح ان الهدف من المباحثات التي جرت في جدة هو ايجاد طريقة لانهاء الحرب في اليمن ومعالجة الوضع الانساني المتفاقم والتوصل الى حل يحفظ سيادة اليمن ويضمن في الوقت نفسه حماية حدود المملكة وان تكون جماعة (انصار الله) جزءا من حكومة وحدة وطنية في المستقبل بقدر حجمها في المجتمع اليمني.
وقال كيري إن السعودية وعدت بالتحقيق في معلومات بوقوع ضحايا مدنيين نتيجة للهجمات في اليمن.
وأضاف أن "الحرب في اليمن ادت الى نزوح مليوني شخص من منازلهم وارتفاع اسعار الطعام والدواء" مشيرا الى ان "خطر الجوع يتهدد نحو 14 مليون شخص وأن نسبة 80 في المئة من الشعب اليمني بحاجة لمساعدات غذائية وانسانية".
واعلن كيري تبرع الولايات المتحدة بمبلغ 189 مليون دولار كمساعدات اضافية عاجلة للشعب اليمني مناشدا المجتمع الدولي سرعة الاستجابة لتقديم الاعانات والمواد الاغاثية للمحتاجين.
ودعا جميع الاطراف الى السماح بادخال المساعدات الاغاثية والانسانية وضرورة انهاء الحرب ووقف اطلاق النار في اليمن.
وقدم وزير الخارجية الأمريكي شكره لدولة الكويت على جهودها لانجاح مشاورات السلام بين الاطراف اليمنية كما أعرب عن شكره للسعودية على جهودها لدعم جهود المبعوث الاممي للتوصل الى حل سلمي في اليمن.
وأكد كيري التوصل إلى اتفاق مع المبعوث الاممي لاستئناف المفاوضات لتسوية شاملة في اليمن وتشكيل حكومة وحدة وطنية ونزع أسلحة جماعة (أنصار الله) وتسليمها لطرف ثالث وحماية حدود المملكة.
كما دعا (أنصار الله) الى دعم هذا الاتفاق ملمحا إلى وجود خيارات اخرى لم يسمها في حال فشلت المقترحات الجديدة في ايجاد حل سلمي.
وشدد على التزام بلاده بتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لليمن بعد احلال السلام مضيفا ان الولايات المتحدة ستقود تحركات دبلوماسية مع شركائها الدوليين لتحقيق الامن والاستقرار في اليمن.
وأكد كيري أن الخطة الامريكية حول الحل السلمي في اليمن ستحدث فارقا في الأزمة المينية مستدركا بأن نجاح هذه الخطة يعتمد على التزام (أنصار الله) "الجهات الداعمة التي تعلم بالوكالة عنها".
وقال إن السعودية ودول الخليج الأخرى قدمت عرضا يلبي حاجات جميع الاطراف يتضمن إعطاء (أنصار الله) فرصة المشاركة في الحكم مضيفا ان أنصار الجماعة "أقلية في البلاد وعليهم ان يدركوا ان الشعب اليمني انتخب الحكومة الحالية".
وأشار إلى أن قرار مجلس الأمن رقم (2216) حدد التزامات جميع الاطراف موضحا ان المقترحات الجديدة تسمح للحوثيين بالمشاركة في الحكم مقابل التخلي عن السلاح والانسحاب من المناطق "التي سيطروا عليها بطريقة غير مشروعة".
وأوضح كيري أن الخطة المقترحة تهدف أيضا إلى ضمان عدم تعرض السعودية للهجمات الصاورخية على حدودها مع اليمن وتجنيب شعبها التعرض للعنف والقتل.
وقال "نتفهم ان السعودية تقوم بعمليات عسكرية وهي تستجيب لتهديدات حقيقية على حدودها وفي الوقت نفسه ومع التزامنا بامن السعودية فاننا ايضا نجدد التزامنا بالقانون الدول الإنساني وضرورة الابتعاد عن استهداف المدنيين".
وأضاف "نحن مستمرون في التعاون مع المملكة وفي علاقاتنا الاستراتيجية معها كحليف منذ القدم". (النهاية) ن ح / م ع ع