A+ A-

(اعلان نواكشوط): ترحيب بالمبادرة الفرنسية وتأكيد الحل لسياسي في سوريا وليبيا واليمن

شعار القمة العربية ال27 (قمة الامل) المنعقدة في موريتانيا
شعار القمة العربية ال27 (قمة الامل) المنعقدة في موريتانيا
نواكشوط - 25 - 7 (كونا) -- رحب القادة والرؤساء العرب بالمبادرة الفرنسية الداعية الى عقد مؤتمر دولي للسلام مؤكدين ضرورة تحقيق الحل السياسي للازمات في سوريا وليبيا واليمن.
جاء ذلك في (اعلان نواكشوط) الصادر هنا مساء اليوم الاثنين عن القمة العربية فى دورتها العادية ال27 الذي اشاد بالجهود المصرية الاخيرة لدفع عملية السلام ودعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدفع العملية السلمية.
ورحب القادة بالمبادرة الفرنسية الداعية الى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية بما يكفل حق الشعب الفلسطيني "وفق اطار زمني" في اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واكد في هذا الاطار ان تكون الدولة الفلسطينية "كاملة السيادة على مجالها الجوي ومياهها الاقليمية وحدودها الدولية" فضلا عن الحل العادل لقضية اللاجئين.
وشدد على "رفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة واطلاق سراح جميع الاسرى الفلسطينيين ووقف الاعتداءات على المسجد الاقصى والاجراءات الاسرائيلية الهادفة الى تهويد القدس الشرقية".
وطالب القادة المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بانهاء الاحتلال الاسرائيلي والانسحاب من كامل الاراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري الى حدود الرابع من يونيو 1967 وكذلك من الاراضي المحتلة في جنوب لبنان.
كما طالب البيان المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الامن بتحمل مسؤولياته في انهاء الاحتلال الاسرائيلي وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني مجددا على "مركزية القضية الفلسطينية" في العمل العربي المشترك والمضي قدما في دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الاسرائيلي الممنهج.
واكد تكريس الجهود كافة في سبيل حل شامل عادل ودائم يستند الى مبادرة السلام العربية ومباديء مدريد وقواعد القانون الدولي والقرارات الاممية ذات الصلة.
كما اكد القادة العرب التزامهم بانتهاج انجع السبل العملية من اجل التصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الامن القومي العربي بتطوير اليات مكافحة الارهاب وتعزيز الامن والسلم العربيين.
واوضح القادة ان ذلك "بنشر قيم السلام والوسطية والحوار ونبذ ثقافة التطرف والغلو وبث الفتنة واثارة الكراهية للارتقاء بمجتمعاتنا الى مستوى الدفاع عن نفسها وصيانة تماسكها واستقلالها سبيلا الى ارتياد مستقبل عربي آمن زاهر".
وشدد القادة في اعلانهم على ايمانهم الراسخ بضرورة توثيق اواصر الاخوة وتماسك الصف العربي "انطلاقا من وحدة الهدف والمصير وتطوير العلاقات البينية وتجاوز الخلافات القائمة والتأسيس لعمل عربي بناء".
واشار الى اهمية مراعاة "متغيرات المرحلة وتطلعات الشعب العربي والانطلاق من التشبث بالطرق الودية وبتحقيق المصالحة الوطنية وتسوية الاختلافات المرحلية سدا لذريعة التدخل الاجنبي والمساس بالشؤون الداخلية لبلادنا العربية".
ولفت الاعلان الى انه استنادا الى ذلك "دعا القادة العرب الاطرف الليبية الى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الارهابية ودعوة مجلس النواب لاستكمال استحقاقاته باعتماد حكومة الوفاق الوطني".
وعن اليمن اكد القادة دعم الحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي ومواصلة العمل لخروج مشاورات الكويت بنتائج ايجابية على اساس مرجعيات قرار مجلس الامن 2216 وقرارته الاخرى ذات الصلة ومبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني "بما يحفظ وحدة مؤسسات الدولة اليمنية ووحدة وسلامة اراضيها".
وناشدوا الفرقاء في اليمن "تغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج ايجابية تعيد لليمن امنه واستقراره ووحدة اراضيه في اقرب وقت".
وفي سياق اخر اكد القادة العرب التزامهم "بانتهاج انجع السبل العملية من اجل التصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الامن القومي العربي بتطوير اليات مكافحة الارهاب ايا كانت صوره".
واعرب القادة العرب عن املهم في ان يتوصل الاشقاء في سوريا الى حل سياسي "يعتمد على مقومات الحفاظ على وحدة سوريا ويصون استقلالها وكرامة شعبها".
واكدوا على دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة اراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات "الارهابية" وتحرير اراضيه من تنظيم (داعش) الارهابي.
ورحب القادة بالتقدم المحرز على صعيد المصالحة الوطنية الصومالية واعادة بناء مؤسسات الدولة.
واكدوا على تضامنهم مع جمهورية السودان في جهودها لتعزيز السلام والتنمية في ربوعها وصون سيادتها الوطنية والترحيب بعملية الحوار الوطني الجارية والجهود المتصلة بتفعيل مبادرة السودان الخاصة بالامن الغذائي العربي "كاحد ركائز الامن القومي العربي".
واعلن القادة العرب عن رغبتهم في خلق بيئة نابذة للغلو والتطرف "من خلال العمل على ترسيخ الممارسة الديمقراطية والحكم الرشيد واحترام حقوق الانسان وتوسيع مشاركة المرأة والنهوض بالشباب لتوظيف طاقاته وامكانياته وحيويته في الرقي بالمجتمعات العربية وفي تقلد مواقع اتخاذ القرار لتعزيز انتمائه للمجتمع وفاعليته فيه وتحصينه بالعلم والوعى من الوقوع فريسة لتنظيمات العنف والهجرة غير الشرعية.
واكد القادة على حرصهم على ارساء قيم التضامن والتكافل بين الدول العربية ودعم القدرات البشرية ورعاية العلماء العرب وايلاء عناية خاصة للعمالة العربية وتمكينها من تبؤ الصدارة في فرص التشغيل داخل الفضاء العربي "توطيدا لعرى الاخوة وحفاظا على هويتنا ومقوماتنا الثقافية والحضارية".
واكدوا على التصميم على صيانة الوحدة الثقافية والتشبث باللغة العربية الفصحى "رمز الهوية العربية ووعاء الفكر والثقافة العربية والعمل على ترقيتها وتطويرها بسن التشريعات الوطنية الكفيلة بحمايتها وصيانة تراثها وتمكينها من استيعاب العلم الحديث والتقنية الدقيقة".
واكدوا اهمية نشر اللغة العربية الفصحى على المستوى الاقليمي كرافد من روافدنا الثقافية والحضارية في المنطقة والعمل على تعزيز مكانتها دوليا "لاثراء الثقافات العالمية والحضارة الانسانية".
واكد القادة على سعيهم فى سبيل تطوير منظومة العمل العربي المشترك وآلياته وتوسيع مضامينه وتكليف المؤسسات العربية المشتركة بالعمل على تطوير انظمة واساليب عملها والاسراع فى تنفيذ مشروعات التكامل العربي القائمة وتوسيع فرص الاستثمارات بين الدول العربية.
وشددوا على ايجاد اليات لمساعدة الدول العربية الاقل نموا وتأهيل اقتصادياتها وتوجيه الاستثمارات العربية في القطاعين العام والخاص نحو تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة "التي تستهدف الشباب وتنشيط الاقتصاد الاخضر لتحقيق التنمية المستدامة والتقليل من المخاطر البيئية وفقا لمرجعيات (قمة باريس) الاخيرة حول البيئية".
كما اكد القادة العرب على دعمهم لجهود الاغاثة الانسانية العربية والدولية الرامية الى تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من الحروب والنزاعات من لاجئين ومهجرين ونازحين ولتطوير اليات العمل الانساني والاغاثي العربي واستحداث الاليات اللازمة داخل المنظومة العربية اتلبية الاحتياجات الانسانية الملحة ومساعدة المتضررين والدول المضيفة لهم.
وجدد القادة الدعوة الى الزام اسرائيل بالانضمام الى معاهدة منع الانتشار النووي واخضاع منشآتها وبرامجها النووية للرقابة الدوليه ونظام الضمانات الشاملة وتوجيه وزراء الخارجية العرب لمراجعة مختلف قضايا نزع السلاح النووي واسلحة الدمار الشامل الاخرى ودراسة كل البدائل المتاحة للحفاظ على الامن القومي العربي والامن الاقليمي وتأكيد ضرورة جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل.
واكد القادة اهمية الدعوة الى سبل التعاون والشراكة مع مختلف الدول الصاعدة ومع التكتلات والمنظمات الاقليمية والدولية في اطار المنتديات والاطر المؤسسية القائمة بين جامعة الدول العربية وهذه الاطراف.
ولفتوا في هذا الاطار الى ان التعاون العربي-الافريقي يشكل بعدا استراتيجيا هاما "وصولا الى بناء شراكات فاعلة تحقق مصالح جميع الاطراف وتسهم في ازدهار التعاون الدولي" مرحبين بعقد الدورة الرابعة للقمة العربية الافريقية في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية فى نوفمبر المقبل.
ورحب القادة في ختام الاعلان بتعيين احمد ابو الغيط امينا عاما لجامعة الدول العربية متمنين له كل التوفيق في اداء مهامه ومعربين عن جزيل الشكر والتقدير للامين العام السابق للجامعة الدكتور نبيل العربي على جهوده السابقة. (النهاية) م ش / م ف م