A+ A-

الازمة السورية محل اهتمام القمم العربية منذ اشتعال فتيلها عام 2011

من خالد الشمري

نواكشوط - 23 - 7 (كونا) -- لطالما كان القادة العرب في قممهم الاخيرة على موعد لبحث العديد من القضايا التي تؤرق العالمين العربي والاسلامي وعلى رأس هذه القضايا الازمة السورية.
فمنذ اشتعال فتيل الازمة في مارس 2011 وبعد ان اصبحت سوريا مستنقعا للدماء جراء استخدام النظام السوري العنف المسلح ودخول المليشيات والفصائل والجماعات المسلحة علاوة على التدخل العسكري الروسي لم يلبث القادة العرب حتى تقدموا بالعديد من المقترحات املا بالوصول الى حل سياسي سلمي يخلص الشعب السوري من الكوارث التي حلت به.
ويترقب المهتمون بالازمة السورية القمة العربية ال27 المقرر عقدها في موريتانيا وبأعينهم بصيص من الامل في ايجاد حلول جديدة يمكنها الوصول بالشعب السوري الى بر الامان.
وتزامنت الازمة السورية منذ اندلاعها مع العديد من القمم العربية اولاها اعلان بغداد ثم الدوحة فقمة الكويت وقمة شرم الشيخ في مصر.
وفي قمة بغداد (اعلان بغداد) 2012 اكد القادة العرب الدعم الكامل للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله والتداول السلمي للسلطة.
وشددوا على ضرورة التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الأجنبي في الأزمة السورية حفاظا على وحدة سوريا وسلامة شعبها.
واكدوا دعمهم للمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا في ذلك الوقت كوفي عنان و للنقاط الست التي تقدم بها وضروة تنفيذها.
وجاءت بعدها قمة الدوحة 2013 (إعلان الدوحة) لتؤكد الدعم الكامل والمساندة للحقوق العادلة والمشروعة للشعب السوري في استعادة كامل الجولان العربي السوري المحتل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ورفض كل الاجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي لتغيير الوضع القانوني والطبيعي والديموغرافي للجولان العربي السوري.
ودانت القمة التصعيد العسكري الخطير الذي تمارسه قوات النظام السوري ضد الشعب السوري واستمرار عمليات العنف والقتل الجماعي التي يمارسها ضد السكان المدنيين.
ورحب القادة العرب بشغل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية إلى حين اجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا وذلك باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.
وحثوا الدول والمنظمات الاقليمية والدولية على الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلا شرعيا للشعب السوري ولتطلعاته الى الحرية والعدالة وإرساء قواعد الحكم الرشيد ودعوة جميع المؤسسات الاقليمية والدولية لتقديم جميع أشكال المساندة والدعم لتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه ومواصلة كفاحه من أجل أرساء دولة الحق والعدل والقانون.
ودعا القادة العرب لعقد مؤتمر دولي فى إطار الامم المتحدة من أجل إعادة الاعمار في سوريا وتأهيل البنية التحتية الاساسية لجميع القطاعات المتضررة جراء ما حصل من تدمير واسع النطاق.
اما قمة الكويت 2014 فأكدت دعم ومساندة سوريا لاستعادة الجولان العربي السوري المحتل إلى خط الرابع من يونيو 1967 مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ قراراته الى جانب رفض الاجراءات الاسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني والطبيعي والديموغرافي للجولان العربي السوري.
وجددت التضامن الكامل مع الشعب السوري لتحقيق مطالبه المشروعة في حق الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة وإقامة نظام دولة دون تمييز أو إقصاء بسبب العرق أو الدين أو الطائفة.
كما اكد الدعم الثابت للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوصفه ممثلا شرعيا للشعب السوري داعية الى ضرورة ايجاد حل سياسي للأزمة السورية وفقا لبيان جنيف (1) الذي يتيح للشعب السوري الانتقال السلمي لإعادة بناء الدولة وتحقيق المصالح الوطنية بما يكفل المحافظة على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها.
كما شددت على ضرورة توحيد الصف العربي في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية مشيرة إلى أن العنف بسوريا انتج تطرفا حولها الى ساحة لصراعات اقليمية ودولية بالوكالة مما افضى الى غياب دور الدولة ومؤسساتها وعدم قدرتها على حماية شعبها والحفاظ على سيادتها ووحدة اراضيها.
واشاد القادة العرب في البيان الختامي بجهود سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ومبادرته لتقديم العون الإنساني للاجئين والنازحين السوريين وتخفيف معاناتهم والدعم المادي السخي الذي قدمته دولة الكويت لتحسين اوضاعهم.
وفي قمة شرم الشيخ الاخيرة تعهد القادة العرب ببذل كل جهد ممكن والوقوف صفا واحدا حائلا دون بلوغ بعض الاطراف الخارجية مآربها في تأجيج نار الفتنة والفرقة والانقسام في بعض الدول العربية على أسس جغرافية او دينية او مذهبية او عرقية.
وبالرغم من كل التوصيات التي خرجت بها الجامعة العربية فان الازمة لم تهمد حتى وقتنا الحالي لذلك يعقد الكثيرون الامال على قمة الامل في نواكشوط لايجاد حل سياسي سلمي يضع حدا للانتهاكات الجسيمة بحق الشعب السوري وانهاء الازمة. (النهاية) خ ن ش