A+ A-

الغوص على اللؤلؤ..مهنة كويتية قديمة يتوقف عنها الكويتيون خلال رمضان

الغوص على اللؤلؤ..مهنة كويتية قديمة يتوقف عنها الكويتيون خلال رمضان
الغوص على اللؤلؤ..مهنة كويتية قديمة يتوقف عنها الكويتيون خلال رمضان

من شيخة اللوغاني

الكويت - 23 - 6 (كونا) -- لم يكن أهل الكويت قديما يمارسون مهنة الغوص على اللؤلؤ إذا تزامن موسم الصيد مع قدوم شهر رمضان المبارك خلال فصل الصيف وذلك لفتوى حرمت إفطار الغاصة.
ويعود عدم ممارسة الكويتيين لهذه المهنة الرئيسية في حياتهم خلال شهر الصيام لتمسكهم بتعاليم الدين الحنيف حيث لم تجز فتاوى العلماء لهم أن يفطروا وهم في أعماق البحار بالتالي ستكون هناك مشقة كبيرة عليهم.
ونشأ آباؤنا وأجدادنا في بيئة سليمة تحرص كل الحرص على التقيد بتعاليم الدين الحنيف ولا يخفى على الكويتيين كيف التزم رجال الرعيل الأول بتطبيق شرع الله في كل أمور حياتهم رغم صعوبة الحياة ومنها فريضة الصوم.
ومع دخول شهر رمضان المبارك يتساءل الجيل الحالي كيف كان الكويتيون الأوائل يقضون موسم الغوص على اللؤلؤ في فصل الصيف حين دخول شهر رمضان هل يقضون صيامهم وهم وسط أعماق البحار يزاولون المهنة الرئيسية في مجتمع ما قبل النفط أم يفطرون بداعي مشقة العمل والسفر؟ وللغوص مواسم أهمها موسم الغوص الكبير الذي يبدأ في شهر مايو عندما تصبح المياه دافئة وتسمى (الركبة) وينتهي في شهر سبتمبر وتسمى النهاية (القفال) لكن إذا صادف حلول شهر رمضان كانت سفن الغوص تعود إلى أرض الوطن لتأدية فريضة الصوم بالتالي تتأخر العودة النهائية إلى شهر أكتوبر.
وفي هذا الخصوص قال الباحث في التراث الكويتي والتاريخ البحري نواف العصفور لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن موسم الغوص صادف دخول شهر رمضان مرة في زمن الشيخ مبارك الصباح في عام 1912 الموافق لسنة 1330 هجرية وهي سنة الخير والرخاء الاقتصادي والتي سميت بسنة (الطفحة) لوصول عدد سفن الغوص 812 سفينة وعمل عليها نحو 30 ألف رجل ووصل مدخول الغوص إلى 6 ملايين روبية.
وأوضح العصفور أن الغوص كان (غوصين) الأول في سنة (الطفحة) أي يذهبون قبل شهر رمضان ثم يعودون إلى الكويت لصيامه والثاني بعد عيد الفطر حيث كانوا يذهبون إلى الغوص ثانية.
وأضاف أن عددا من النواخذة والتجار الكويتيين راسلوا شيوخ وعلماء الأزهر ومكة المكرمة وبغداد ودمشق لأخذ الفتوى حول مسألة جواز الفطر في شهر رمضان خلال مزاولة مهنة الغوص وجاءت أكثر الردود من المشايخ والعلماء بأنه لا يجوز الفطر ويحرم الغوص في شهر رمضان.
وذكر أنه بعد وصول البرقيات من المشايخ والعلماء بمحتوى الفتوى قرر النواخذة أن يكون الغوص غوصين الأول قبل دخول رمضان يقفلون موسم الغوص ويرجعون إلى (الديرة) ويقضون صيام شهر رمضان وفي أول أيام العيد يتناولون وجبة الغداء ومن ثم يعودون مرة أخرى لمزالة الغوص حتى يأذن أمير الغوص وبدرايته وخبرته بإطلاق طلقات من مدفعه إعلانا بانتهاء موسم الغوص.
وقد نشر المؤرخ سيف الشملان في كتابه (تاريخ الغوص) فتوى من مجموعة أوراق جده المرحوم شملان بن علي آل سيف لشيخ اسمه محمد سعيد وهو من علماء بغداد ومدرس في جامع الإمام أبي حنيفة أفتى بتحريم الإفطار للغاصة في شهر رمضان لعدم تحقق السفر في حقهم وعدم الضرورة للافطار في هذا الشهر المبارك وأخرجت هذه الفتوى بتاريخ 5 شعبان 1330 هجري 19/7/1912 ميلادية. (النهاية) ش ع ل / ت ب