A+ A-

أمين الجامعة العربية يشيد بموقف دولة الكويت "المشرف" تجاه ازمة اللاجئين

جانب من اعمال مؤتمر منظمة المرأة العربية تحت عنوان (قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية: الواقع والمستقبل)
جانب من اعمال مؤتمر منظمة المرأة العربية تحت عنوان (قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية: الواقع والمستقبل)

القاهرة - 3 - 5 (كونا) -- أشاد الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي اليوم الثلاثاء بالدور "المشرف" الذي قامت به الكويت تحت قيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لمواجهة معاناة اللاجئين السوريين.
جاء ذلك في كلمة للعربي خلال افتتاح اعمال مؤتمر منظمة المرأة العربية تحت عنوان (قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية: الواقع والمستقبل) بمشاركة الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وعدد من الوزراء والخبراء والمتخصصين.
واعتبر العربي ان أهمية المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام بمشاركة وفد كويتي برئاسة رئيسة الجمعية الكويتية للأسرة المثالية الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح تكمن في تسليط الضوء على عمق هذه المأساة الانسانية غير المسبوقة في المنطقة العربية وفي الاسراع بتوفير المستلزمات الضرورية للتخفيف من معاناة المتضررات والمتضررين من هذه المأساة ومن تداعياتها الخطيرة.
واشار الى ما أحدثته الصراعات المحتدمة من ضحايا ومعاقين وما خلفته من دمار شامل في بنية الدولة الوطنية وتراثها الحضاري وتدهور حاد في المقومات الأساسية لحياة الانسان من غذاء ودواء وتعليم وموجة نزوح للسكان.
وقال إن ما زاد من حدة تفاقم الصراعات المتداخلة داخليا واقليميا ودوليا أنها "أفرزت نوعا جديدا من الارهاب المدمر للحياة ولروح العصر ولأشكال التطور وأصبح يتخذ من بؤر النزاعات والتوترات حاضنات له تتعدى على نوازع التطرف الديني والتخندق الطائفي".
وأضاف العربي ان الحديث عن الحقوق الاساسية للمرأة العربية من حيث حقها في الحياة والكرامة الانسانية والامن والأمان والغذاء والصحة والتعليم يأتي في ظل الظروف الاستثنائية للمنطقة.
وشدد على أن هذه الازمة الاستثنائية تتطلب استجابة استثنائية فيما يخص معالجة أزمة اللاجئين والنازحين وبالأخص اللاجئات والنازحات "كواجب انساني واخلاقي وسياسي وتنموي".
وحث العربي الجميع على بذل الجهود والتكاتف للبحث عن حلول سريعة لانهاء معاناتهن مبينا أن تلك الظروف التي يعشن فيها "تعد في حد ذاتها انتهاكا لحقوق الانسان".
وأوضح ان المؤتمر سيشهد اطلاق التقرير الذي اعدته منظمة المرأة العربية عن اوضاع ومشكلات اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية بعد زيارة المنظمة لعدد من المخيمات ومناطق تمركز اللاجئين في اربع دول عربية.
واستعرض العربي جهود الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في هذا المجال التي من بينها اعتماد (اعلان القاهرة للمرأة العربية) و (خطة العمل التنفيذية لاستراتيجية النهوض بالمرأة في المنطقة العربية) وكذلك اطلاق الاستراتيجية الاقليمية لحماية المرأة العربية (الأمن والسلام).
وأشار في الوقت ذاته الى ان "التحديات كثيرة والمعاناة الانسانية كبيرة والموارد غير كافية" متمنيا ان يتسم الطرح خلال أعمال المؤتمر ب"الشفافية" وان يتم تقديم مبادرات عملية "يمكنها ان ترفع ولو جزءا من معاناة المرأة اللاجئة والنازحة على الأقل في منطقتنا العربية".
واعتبر العربي ان استمرار اكتفاء المجتمع الدولي بالادانة والتنديد يعد "سياسة سلبية غير مقبولة".

من جانبها اشادت مدير عام منظمة المرأة العربية السفيرة ميرفت التلاوي في كلمة لها بدور دولة الكويت في مواجهة قضايا اللجوء والنزوح في المنطقة العربية مثمنة في الوقت ذاته استضافة الكويت ثلاثة مؤتمرات للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا وحشد الدعم الدولي لمساعدة الشعب السوري.
واعتبرت السفيرة التلاوي ان المؤتمر يطرح قضية "بالغة الحساسية والاهمية" تتمثل في ازمة اللجوء والنزوح التي "تمثل اكبر مأساة انسانية منذ الحرب العالمية الثانية" مشيرة الى "المستجدات الدموية" التي تشهدها مدينة (حلب) منذ ايام.
واعربت عن التطلع الى تجاوز "مرحلة الوقوف عند وصف الازمة وبشاعتها الى مرحلة ايجاد حلول ملموسة تخلق واقعا جديدا على الارض" متسائلة عن الدور الذي يؤديه المجتمع الدولي "المتضامن مع هذه المأساة الانسانية والالتزامات الدولية بقبول اللاجئين وعدم تركهم للموت في البحر".
وتساءلت ما اذا كانت هناك "التزامات دولية لضمان حماية النساء والفتيات اللاتي يتعرضن للعنف وكذلك عما اذا كانت هناك مواجهة جادة للتنظيمات الارهابية التي تنكل بالمرأة والتنظيمات الاجرامية والتي تستغل واقع اللجوء لدفع المرأة الى شبكات الاتجار بالبشر".
وتطرقت الى التمويل لتطوير مشروعات صغيرة يعيش منها اللاجئون واللاجئات "بما يصون كرامتهم" وكذلك الى التنسيق العربي الرامي لحل المعضلات القانونية الملحة للاجئين التي تؤدي الى شتات الاسر وتضيف كثيرا من المعاناة للنساء اللاتي بلا عائل.
واكدت التلاوي ضرورة تحرك المجتمع الدولي "تجاه تطوير اطر قانونية وآليات جديدة تتناسب وطبيعة الازمة الراهنة في المنطقة العربية من خلال حث مجلس الامن على اعادة النظر في تطبيق قراراته بشأن توفير الحماية لللاجئين وللاجئات بصفة خاصة".
واقترحت انشاء لجنة متابعة لقرارات مجلس الامن ذات الصلة بالمرأة والامن والسلام "على غرار لجان اتفاقيات حقوق الانسان" فضلا عن اعادة هيكلة الدعم المالي والاقليمي والدولي "ليفي بالاحتياجات الانسانية الاساسية للاجئين ويدعم المجتمعات المضيفة لهم".
ودعت الى تطوير قدرات المنظومة العربية للتعامل مع هذه الازمات ووضع المرأة داخلها في اشارة الى ضرورة تطوير تلك القدرات في ميدان بناء وحفظ السلام ومجال الاغاثة وتقديم الدعم العاجل "على ان تراعي كافة عمليات التدخل اعتبارات النوع الاجتماعي وتتفهم احتياجات المرأة".
وشددت التلاوي على ضرورة ان يكون هناك "دور اكبر" للاعلام العربي في توجيه الاهتمام المناسب لقضايا اللجوء عامة فضلا عن ضرورة التوثيق والتسجيل الدقيق للمعلومات المتوفرة في الدول العربية عن واقع اللجوء ومشكلاته والمعضلات الخاصة باستضافة اللاجئين في الدول العربية.
وبدورها أوضحت مبعوث الامين العام لجامعة الدول العربية لشؤون الاغاثة الانسانية الشيخة حصة آل ثاني في كلمتها ان أكثر من 75 بالمائة من اللاجئين السوريين هم من النساء والاطفال مشيرة الى ان ما يزيد على 800 الف من هؤلاء من نساء وفتيات في سن الانجاب.
وقالت ان "التحدي العظيم" الذي تواجهه الدول المضيفة للاجئين يتمثل في نقص موارد التمويل وعدم مقدرة البنية التحتية لها على تحمل المزيد فضلا عن الثقل الذي تعانيه قطاعات الخدمات والصحة والتعليم في تلك الدول.
ودعت الى تخصيص نسبة من التمويل الخاص بالعناية الطبية بغرض الخدمات الخاصة بصحة النساء وضرورة ان توجه البرامج التعليمية ورفع الوعي نحو العنف المبني على الجنس ومخاطر الزواج المبكر.
وطالبت الشيخة حصة وسائل الاعلام بصفتها وسيلة تعليمية وتثقيفية لرفع الوعي بأن تلقي الضوء على ظاهرة العنف المبني على الجنس وزواج المراهقات "وليس عبر تقارير تتسم بالاثارة".
وشددت على ضرورة العمل على وضع اليات موحدة للحماية داخل المخيمات واعداد دراسات واجراء ابحاث ميدانية اكثر بهدف وضع وابتكار اساليب للحماية بالاضافة الى حث الدول العربية الاعضاء لدى الجامعة العربية على تحويل مشروع الاتفاقية العربية للجوء الى اتفاقية قانونية فعلية مطبقة.
ويناقش المؤتمر على مدى ثلاثة ايام موضوعات عدة تتناول الاطار العام لازمة اللاجئات والنازحات في المنطقة وكذلك الواقع المعاش والدور الاقليمي والدولي للازمة فضلا عن التطرق الى خبرة الحكومات العربية المضيفة للاجئين ودور المجتمع المدني في دعم اللاجئات والنازحات.
ويناقش المؤتمر خبرات بعض الدول الغربية في استضافة اللاجئين وموقف الاعلام العربي والدولي في طرح قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة وكذلك تمويل ازمات اللجوء والنزوح في المنطقة العربية والمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص.
ويقام على هامش جلسات المؤتمر معرض للصور الفوتوغرافية التي تسجل معاناة اللاجئين والنازحين وكذلك معرض لبعض المنتجات والمشغولات اليدوية للاجئات سوريات في مصر. (النهاية) م ش / خ ع ح