A+ A-

المبعوث الاممي لليمن يسعى لتحديد طريق يسمح بانجاح "مشاورات الكويت"

(خبر موسع) الكويت - 30 - 4 (كونا) -- يسعى مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد من خلال اللقاءات المنفردة والمشتركة التي يجريها مع ممثلي الوفود اليمنية في مشاورات السلام المنعقدة حاليا في الكويت الى تحديد طريق يسمح بقيام كل الأطراف بواجباتها لضمان نجاح سير تلك المشاورات وتسوية الأزمة اليمنية.
الا ان مفتاح الحل للازمة يبقى وفق ما يراه المراقبون بيد اليمنيين أنفسهم من خلال الانخراط في المشاورات بحسن نية ومرونة ورغبة في السلام للمضي قدما في التوصل الى اتفاق شامل ينهي الأزمة في بلادهم ومعاناة شعبهم من ويلات الحرب.
وبعد مرور عشرة ايام على انطلاق مشاورات السلام اليمنية برعاية الامم المتحدة صار لدى الجميع تصور عن ابرز القضايا التي يسعى ولد الشيخ احمد الى تذليل العقبات التي تواجهها في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية ووضع ارضية صلبة ومتماسكة تساعد في انهاء الأزمة في اليمن ومعاناة شعبها من صراع دام سنوات عديدة.
وفي هذا الصدد عقد المبعوث الاممي بعد مشاورات "منفردة" اجراها امس الاول الخميس مع الاطراف اليمنية جلسة مباحثات مشتركة اليوم السبت جرى خلالها مناقشة الاطار العام الذي اقترحته الامم المتحدة بشأن هيكلية واطار العمل بالنسبة للمحاور السياسية والأمنية والاقتصادية في المرحلة المقبلة اضافة الى الاستماع لتصور كل طرف عن الترتيبات الأمنية والانسحابات من المدن وتسليم الأسلحة والاسرى والمعتقلين.
وتندرج "مشاورات الكويت" بين القوى السياسة الممثلة في وفود الحكومة اليمنية والمؤتمر الشعبي العام وانصار الله في إطار جهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد سبل كفيلة بتسوية الأزمة اليمنية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
ويتضمن جدول الاعمال خطة عملية تمهيدا للموافقة عليها من مختلف الأطراف اليمنية تتضمن عددا من النقاط التي تشكل قاعدة صلبة تنطلق منها المشاورات وهي الاتفاق على اجراءات أمنية انتقالية وانسحاب المجموعات المسلحة وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة وإعادة مؤسسات الدولة واستئناف حوار سياسي جامع وإنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين.
وفي مؤتمر صحفي عقده ولد الشيخ عقب جلسة مباحثات اليوم وصف المبعوث الاممي اجواء جلسة المباحثات من مشاورات السلام اليمنية التي جرت اليوم السبت بين الاطراف اليمنية بانها كانت "ايجابية وبناءة ومشجعة وتؤسس لأرضية صلبة لحل تفاهمي" للازمة في اليمن.
وقال ان وفد انصار الله والمؤتمر الشعبي العام سلما اليوم ورقة شاملة تحتوي على تصور الوفد لملامح المرحلة المقبلة وعلى عرض لمقترح خاص بالانسحاب وتسليم السلاح وكذلك موضوع الاسرى والمعتقلين والشأن السياسي.
واضاف ان وفد الحكومة اليمنية قام كذلك باستكمال عرض الجوانب الاخرى من مكونات الاطار العام الذي اقترحته الامم المتحدة بشأن هيكلة العمل للمرحلة المقبلة وتطرق لاستعادة مؤسسات الدولة واستئناف العملية السياسية وكذلك مقاربة حول موضوع الاسرى والمعتقلين.
واكد المبعوث الاممي ان الوفدين قدما في ورقتيهما عروضا شاملة خلال الجلسة العامة لتوضيح العناصر الرئيسية لكلتا الورقتين اللتين تضمنتا الالتزام الكامل بالقرارات الدولية ذات الصلة سيما القرار 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وقال "نعمل حاليا على وضع اطار استراتيجي عام يشمل مقترحات الفريقين ويبنى على القواسم المشتركة لوجهات النظر التي قدمت وتشكل تصورا شاملا عن المحاور والاليات".
واضاف "اننا امام مؤشرات ايجابية لتفاهم سياسي ونعمل على تذليل جميع العقبات التي تحول دون التوصل الى التفاهم السياسي وذلك بدعم الشعب اليمني حيث قطعنا شوطا مهما على الطريق الصحيح بإرادة مشتركة وعزم قوي للتوصل الى حل".
واكد ولد الشيخ "ان السلام في اليمن لن يكون الا من خلال حل سياسي ومشاورات الكويت هي التي يجب ان تضع الاطار العام والعملي لهذا الحل".
وقال ان الجميع يتطلع الى حل سريع والمشاركين امام مسؤولية وطنية وانسانية للتوصل الى حل "غير ان الامر الواقع يفرض علينا ان نكون واقعيين".
واوضح "ان الحرب استمرت اكثر من عام ومن غير الممكن ان تحل في يوم أو يومين.. وكل حل متسرع يأتي مبتورا وهشا حيث نسعى للتوصل الى حل متين وشامل يعيد السلام لليمن والامن لليمنيين".
وحول شكل واطار المشاورات قال المبعوث الاممي انه لاحظ قيام البعض بتقييم نتائج الجلسات بحسب طريقة عقدها "ويعتقد ان الجلسات الثنائية تعكس اجواء سلبية فيما الجلسات الجامعة تطمئن لها النفوس".
واوضح في هذا الصدد ان مشاورات السلام "لا ترتكز على صيغة واحدة بشكلها او هيكليتها فبعض الجلسات تتطلب نقاشا معمقا حول مواضع مركزة مع اشخاص محدددين فيما تبنى مقررات اخرى على اجماع كل المشاركين".
واكد ان مسار الجلسات وشكلها ومضمونها سيحدد بحسب المتطلبات وبما يضمن تكامل الجهود للتوصل الى حل شامل يحيط بالجوانب الامنية والسياسية والانسانية والاقتصادية.
وحول خروقات وقف اطلاق النار قال ولد الشيخ "اننا نراقب التطورات الامنية بشكل متواصل ورغم الهدوء النسبي المسيطر على معظم المناطق فان هناك خروقات مروعة في مناطق اخرى ونحن على تواصل مع لجان التهدئة لمعرفة اسباب هذه الخروقات ونبذل جهدا للضغط على الاطراف المعنية".
واضاف انه سمع من الحكومة اليمنية اليوم عن سقوط ضحايا مدنيين في اليومين الماضيين معربا عن ألمه في ان "يدفع اليمنيون ثمن التراخي وعدم الالتزام".
وشدد على ان دماء اليمنيين "تدفعنا للضغط أكثر على الجميع للتقيد الكامل بوقف الاعمال القتالية" مؤكدا ان الجميع جددوا صباح اليوم التزامهم بوقف جميع الاعمال القتالية.
وذكر المبعوث الاممي ان السلام في اليمن لن يكون الا من خلال حل سياسي مشددا على ضرورة ان تكون مشاورات الكويت هي التي يجب ان تضع الاطار العام والعملي لهذا الحل.
واضاف "فليكن عنوان هذه المرحلة هو المضي قدما في طريق السلام خاصة اننا نلاحظ رغبة مشتركة من المشاركين في التقدم في مسار السلام وان تصل نسمات الارتياح الى قلب كل مواطن ومواطنة في اليمن ونسبتشر من مشاورات الكويت خيرا وان يكون اليمن قريبا على موعد مع اليسر بعد العسر".
وعن الضمانات لعدم تكرار ما حدث في اليمن قال ولد الشيخ ان المشاورات استغرقت كل هذا الوقت بهدف التوصل الى اتفاق يضمن الامن في اليمن وتثبيت وقف اطلاق النار ويحدد المسار الواضح للخطوات المستقبلية وفق مخرجات الحوار الوطني الشامل.
واوضح ان الضمانات الحقيقية هي اقامة الحوار الجاد والاتفاق الحقيقي الصلب النابع من ارادة جميع الاطراف لانهاء الازمة اليمينة.
وحول تفسيره للرؤية التي قدمها وفدا انصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام قال "ان الجميع متفق على المرجعيات الثلاث المتمثلة في قرار مجلس الامن رقم 2216 والقرارات الدولية الاخرى ذات الصلة والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل".
واوضح "ان اليوم تطرقنا للمرة الاولى وبجدية الى القضايا الخلافية.. وكان هناك خلاف حول تصور ورؤى الطرفين وهو ما دفعنا لاعطاء الاوراق للجميع لتمكين كل طرف من دراسة الطرف الاخر بعمق".
واشار الى انه سيلتقي الاطراف اليمنية في اجتماع جديد سيعقد غدا الاحد لمناقشة هذه الاوراق معربا عن الامل في ان تشهد الايام المقبلة تقاربا في الرؤى ووجهات النظر ازاء مختلف القضايا.
وردا على سؤال حول الخروقات الامنية في مدينة تعز قال المبعوث الاممي "ان هذا أمر كارثي وتصلنا من مدينة تعز وغيرها من المدن رسائل قوية من الحكومة والمواطنين في الوقت ذاته".
واضاف "ان ما يجعل من العمل في هذه القضايا صعبا هو متابعته الشخصية لموضوع وقف اطلاق النار الذي يعد من اهم القضايا المطروحة على جدول الاعمال" محذرا من ان فشل تثبيت وقف اطلاق النار سيحول دون وجود نقاش جاد في قاعة المشاورات لانشغال الاطراف بالضحايا المدنيين الذين يسقطون جراء العمليات العسكرية.
واكد ان التقارير الواردة من اليمن تشير الى ان وقف اطلاق النار تم تثبيته بنسبة تتراوح ما بين 80 و90 في المئة داعيا في هذا الصدد الى العمل بجدية لعودة الهدوء والسلام الى مدينة تعز.
وقال ان لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية المكونة من اليمنيين تعمل بشكل رائع وهناك متابعة ودعم دولي لدورها معربا عن الامل في ان يعم الامن والاستقرار عموم المناطق اليمنية.
وحول استمرار ايصال المساعدات الانسانية الى اليمن افاد بأن المنظمات الانسانية تعمل باستمرار على ايصال المساعدات الاغاثية الى جميع المناطق اليمنية ومنها مدينة تعز التي شهدت اشتباكات عسكرية.
ووصف الاوضاع الانسانية في اليمن بانها "كارثية" مشددا على ضرورة انهاء الازمة اليمنية ومعاناة الشعب اليمني لتجنب تفاقم المأساة الانسانية ووقوع المزيد من الضحايا.
وقال "ان هناك ما يزيد على 21 مليون يمني يواجهون اليوم اوضاعا انسانية صعبة وهم بأمس حاجة الى وصول تلك المساعدات الاغاثية" داعيا جميع الدول والمنظمات المعنية الى تكثيف الجهود لمساعدة الشعب اليمني. (النهاية) ع م