A+ A-

مملكة البحرين بلد متعدد الثقافات ومتميز الإنجازات

في ما يلي تقرير ثقافي حول مملكة البحرين الشقيقة ضمن الملف الثقافي لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)

 الكويت - 30 - 4 (كونا) -- منذ القدم ومملكة البحرين توصف باعتبارها بلدا متعدد الثقافات يتمتع فيه الناس بحرية العيش والعمل في مناخ مضياف ومتسامح تسوده المودة والتراحم وتغلب عليه قيم الحوار والتعايش بين جميع الأعراق والأديان.
وهذا المناخ الحر والمنفتح كان سببا فيما تحظى به البحرين من مكانة ودور سواء في نفوس المقيمين فوق أرضها الطيبة من مواطنين ووافدين أو في محيطها الإقليمي الدولي حيث كانت ومازالت البحرين هي القلب لكل راغب في العيش بطمأنينة وسلام والبوتقة التي تنصهر فيها شتى الأفكار والاتجاهات.
ويوجد على أرض هذا الوطن الكريم الكثير والكثير من الشواهد المادية والثقافية التي تدعم هذه الميزة التنافسية التي تتمتع بها المملكة مقارنة بالكثير من الدول حيث الأجواء الثقافية والانفتاحية التي تمثل في ذاتها قيمة مضافة يمكن أن تستفيد منها البلاد في توجهاتها نحو التنويع الاقتصادي المستدام والنمو المرتكز على الإنتاجية والتي ارتبط بعضها بأبرز المعالم الأثرية والتاريخية وارتبط الآخر بالبرامج الثقافية المتعددة التي تشهدها البحرين خلال الأشهر القليلة الماضية ومنها: وموقع (طريق اللؤلؤ) الذي يعد ثاني معالم مملكة البحرين التراثية ادرج على قائمة التراث العالمي لليونيسكو عام 2012 بعد نجاح المملكة في وضع قلعة البحرين التاريخية على القائمة عام 2007.
ويمتد (طريق اللؤلؤ) لمسافة ثلاثة كيلومترات بداية من هيرات اللؤلؤ بالقرب من قلعة بوماهر التي تعود إلى سنة 1840 وصولا إلى بيت سيادي في قلب المحرق والذي سيكون المتحف الرئيسي للؤلؤ.
ويأخذ (طريق اللؤلؤ) الزائرين في رحلة تمتد من شاطئ بوماهر حيث مركز معلومات قلعة بوماهر ليمر بعد ذلك ببيت الغوص ثم بيت الجلاهمة وبيت بدر غلوم للطب الشعبي ثم بيت يوسف العلوي وبيت فخرو وبيت ومجلس مراد وبعض المحلات والعمارات في سوق القيصرية كعمارة يوسف عبدالرحمن فخرو وراشد فخرو ثم بيت النوخذة وأخيرا بيت ومسجد سيادي.
كما يمثل متحفا حيا في الهواء الطلق ويؤسس لتوثيق تاريخ حقبة زمنية في مملكة البحرين عندما كان اقتصادها يعتمد على اللؤلؤ كما يوضح للزائر المسار الذي يعيشه اللؤلؤ البحريني منذ لحظة خروجه من قاع البحر وحتى وصوله إلى الأسواق العالمية.
ويروي الطريق أخبارا عن أشهر ألقاب العاملين في إنتاج اللؤلؤ كالطواش والغواص والنوخذة والسِّيب وغيرهم ويروي كذلك حكايات أخرى عن صور الحياة البحرينية القديمة.
وطريق اللؤلؤ هو مرآة تعكس هوية المجتمع البحريني ولهذه الأسباب فإن هيئة الثقافة بذلت كافة جهودها من أجل وضع الأدوات القانونية والخطط الإدارية التي تساعد في الحفاظ على الموقع واستمرار استفادة المجتمع المحلي الذي يشكل خط الدفاع الأول عن تراث مملكة البحرين العريق.
ومشروع (طريق اللؤلؤ) هو شاهد على اقتصاد جزيرة حاز موافقة وتصديق لجنة التراث العالمي في دورتها ال 36 عام 2012 في مدينة سانت بطرسبورغ بالجمهورية الروسية بعد استيفائه متطلبات تسجيل مواقع التراث على قائمة التراث العالمي.
وتؤدي هيئة البحرين للثقافة الآثار دورا كبيرا في حماية الهوية الثقافية الوطنية وتعزيزها والتعريف بها باعتبارها أحد مكونات الهوية الحضارية.
وتسعى الهيئة إلى جعل الثقافة ركنا من أركان التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز شهرة البحرين كدولة محايدة ثقافيا تتمتع بالاحترام على الساحة الدولية وتحفيز الإبداع والابتكار في مجالات الثقافة والفنون والعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والإدارة والعمارة وتنظيم المدن ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني وتوظيف الثقافة في خدمة الاقتصاد.
ودعمت الهيئة الصناعات الثقافية والسياحة العائلية والثقافية وقطاع الفنون للمساهمة بدور كبير في التنمية الاقتصادية لأنها توفر العديد من فرص العمل ولأن عائداتها مجزية كما تسهم في تدوير رؤوس الأموال المحلية.
وعلى الصعيد الثقافي استطاعت مملكة البحرين خلال العام 2016 أن تحقق الكثير من الإنجازات من أهمها استضافتها في يناير 2016 اجتماع شبكة تربويي متاحف الخليج وذلك في كل من متحف البحرين الوطني ومتحف موقع قلعة البحرين حيث هدف الاجتماع الذي يعقد دوريا كل ثلاثة اشهر إلى مناقشة سبل تعزيز مكانة المتاحف في الحراك الثقافي المحلي وتبادل الخبرات والمعارف في مجال العروض المتحفية والأنشطة التي تقوم به المتاحف من خلال مجموعة من ورش العمل واللقاءات والندوات.
وبحضور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة الثقافة والآثار أقام مسرح أوال في فبراير 2016 مهرجان مسرح أوال المسرحي في صالة البحرين الثقافية بمشاركة سبعة عروض محلية وخليجية من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.
وتزامنا مع احتفال مملكة البحرين بيوم السياحة العربي وذلك في ال25 من فبراير من كل عام والذي انطلق في عام 2013 استضافت هيئة الثقافة والآثار في مسرح البحرين الوطني العرض العالمي المشهور (كان يا ما كان) لمسرح كركلا اللبناني من إخراج إيفان كركلا.
وتستعد مملكة البحرين لاستضافة العرس المسرحي الخليجي ال14 وذلك في 24 سبتمبر والرابع من أكتوبر من العام الجاري.
وأعربت مديرة هيئة الثقافة والآثار الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة خلال اجتماعها التحضيري مع اللجنة الدائمة للمسارح الأهلية برئاسة الدكتور إبراهيم غلوم عن تمنياتها بأن يخرج المهرجان بنتائج إيجابية تساهم في إنجاح النسخة القادمة من مهرجان المسرح الخليجي.
وأشارت آل خليفة إلى أن احتضان البحرين للمهرجان يأتي تماشيا مع رؤية قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي تضع الثقافة ضمن أولوياتها لتعزيز الهوية الوطنية وإيمانا من البحرين بقدرة الثقافة على صناعة الأثر الإيجابي.
وأوضحت أن مملكة البحرين تحتفي بمقوماتها الثقافية ضمن برنامجها الذي يأتي عام 2016 بشعار (وجهتك البحرين) معربة عن الامل بأن يواصل مهرجان المسرح الخليجي دوره في تفعيل الشراكة الممتدة بين كل دول مجلس التعاون في المجالات الثقافية والفنية.
يذكر أن مملكة البحرين شاركت في مهرجان المسرح الخليجي 13 الذي أقيم العام الماضي في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة وفازت البحرين بجائزة ثاني أفضل عرض عن مسرحية (عندما صمت عبدالله الحكواتي).
وأطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار جائزة تحمل اسم (لؤلؤة البحرين) للمرأة العربية عربون وفاء لعمل الشيخة لولوة بنت محمد بن عبدالله آل خليفة رائدة العمل الاجتماعي والحركة النسائية في مملكة البحرين والتي ستسلم بنسختها الأولى عام 2018 مع استكمال (طريق اللولو) أثناء معرض الكتاب بنسخته ال18.
وذكرت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن الجائزة "أقل ما يمكننا القيام به تخليدا لاسم ترك في القلوب والوطن مكانة تبقى ورمزا للارتقاء الفعلي بالمجتمعات وهو إعلان اسم لجائزة تعكس ما للشيخة لولوة من أهمية في تاريخ مملكة البحرين الحديث".
واشارت آل خليفة الى ان هذا العمل الثقافي ما هو إلا فعل المقاومة الذي يعكس شخصية الشيخة باقتناعها بقضية الإنسان والإعلاء من شأنه في شتى المجالات مؤكدة أهمية اللؤلؤ في تاريخ البحرين والذي ساهم في إدراج اسم المملكة للمرة الثانية بعد موقع قلعة البحرين على لائحة اليونسكو للتراث الإنساني العالمي.

 - واستضافت مملكة البحرين في مارس الماضي العرض المسرحي العالمي (مسرح إيميج) وذلك بدعوة من هيئة الثقافة والآثار وتأتي هذه الدعوة تأكيدا على أهمية أن تصل الثقافة إلى جميع الفئات في المجتمع البحريني إضافة إلى اتساق عملها مع برنامج المسؤولية المجتمعية لمهرجان ربيع الثقافة الذي يحرص في كل عام على تنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية وتقديم الورش التدريبية.
وقدم (مسرح إيميج) دمجا ما بين فنون المسرح الأسود والتمثيل الإيمائي والرقص الحديث المستند الى التقاليد التشيكية العريقة كما قدم المسرح في ختام عروضه ورش عمل شارك فيها الأطفال والحضور لتعلم بعض الأسرار المسرحية الخاصة.
وضمن مهرجان ربيع الثقافة ال11 في مملكة البحرين وبالتعاون مع السفارة المصرية في البحرين استضافت هيئة الثقافة والآثار في مارس الماضي العرض المصري الشهير (الليلة الكبيرة) حيث يعد هذا العرض أحد أشهر الأعمال الفنية لشاعر العامية صلاح جاهين.
ونقل عرض (الليلة الكبيرة) المشاهدين بطريقة ممتعة وحية إلى وسط الأحياء المصرية حيث مظاهر الاحتفالات الشعبية التي تصاحب موالد الأولياء المنتشرة في أنحاء مصر هذا بالإضافة إلى اللوحات الجميلة من عروض الباليه العالمية.
واحتفت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بتعاون مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والبحوث والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مارس الماضي باليوم العربي للشعر الذي يحتفل به العالم العربي في 21 من مارس من كل عام حيث استضافت مدينة المنامة الدورة الثانية له والتي خصصت للاحتفاء بالشاعر نزار قباني.
واحتفت مملكة البحرين بيوم الشعر العربي بتكريم الشيخة الدكتورة سعاد الصباح بمصاحبة الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة وبمشاركة الفنانة التونسية أماني بن طارة بتقديم مجموعة من الأغنيات من أشعار الراحل نزار قباني.
ويأتي هذا الحفل ضمن الموسم الثقافي لمركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث تزامنا مع فعاليات مهرجان ربيع الثقافة ال11 كما استقبل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي اليوم الثاني لفعاليات احتفالية اليوم العربي للشعر ندوة علمية ليوم الشعر العربي حول أشعار نزار قباني وتقديم كتاب من إعداد باحثين متخصصين من الأردن ومصر وتونس والجزائر والبحرين.
وبرعاية كريمة من الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء انطلق معرض البحرين الدولي ال17 للكتاب في مارس الماضي في متحف البحرين الوطني بتنظيم من هيئة البحرين للثقافة والآثار تحت شعار (وجهتك البحرين) وشارك في المعرض 380 دار نشر ومؤسسة ثقافية فكرية محلية وعربية وعالمية.
ويوازي تلك المشاركات برنامج ثقافي برفقة المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف نسخة المعرض 17 حيث العديد من المشاهد الثقافية والفكرية بالإضافة إلى الفعاليات التي تقدمها جهات ثقافية وأنشطة تدشين الكتب وغيرها.
واعترافا بالعمل الثقافي في مملكة البحرين والعالم العربي فإن معرض الكتاب العام الحالي شهد تكريم شخصيات وأعمال ثقافية رائدة عبر ثلاث جوائز هي جائزة البحرين للكتاب التي خصصتها هيئة البحرين للثقافة والآثار في نسختها الحالية للاحتفاء بكتاب وباحثي المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين تحت عنوان "الوعي أثري وذاكرة الأوطان".
كما قدمت جائزة محمد البنكي لشخصية العام الثقافية التي تكرم في موسمها أحد المفكرين او الباحثين او الأدباء أو صاحب إنجاز ثقافي ملحوظ وجائزة اخيرة انطلقت خلال معرض البحرين الدولي للكتاب باسم جائزة (لؤلؤ البحرين) التي تخصصها هيئة البحرين للثقافة والآثار لتكريم الكتاب والباحثين في مجال خدمة وتنمية المجتمعات والارتقاء بها والذين تبنوا الكتابة في مواضيع تسهم في تناول قضية الإنسان وتنوير المجتمعات فكريا وثقافيا وحضاريا.
وتأتي تلك الجوائز كعربون وفاء لعمل الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة رائدة العمل الاجتماعي في مملكة البحرين كما تم إعلان فوز كتاب (قرية الدوايمة) لكاتبه الباحث حسن أبوصبيح بجائزة البحرين للكتاب لعام 2016 وبحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار والسفير الأردني محمد علي سراج وأعضاء لجنة تحكيم جائزة البحرين للكتاب كما فاز أيضا بجائزة محمد البنكي لشخصية العام الروائي الكويتي سعود السنعوسي.
وتقديرا للجهود والتاريخ الفني الموسيقي للفنان الموسيقي الراحل مجيد مرهون أقامت هيئة الثقافة والآثار في شهر إبريل الجاري حفلا موسيقيا ضخما بعنوان (سمفونيات الذات) سلط الضوء على إرث الملحن البحريني الراحل مجيد مرهون من خلال عزف وعرض قامت بأدائه فرقة البحرين للموسيقى.
وأقامت الهيئة عروضا بصرية ورقمية لأعمال موسيقى مرهون من أداء حسن حجيري عصام كوزمو حماد والفنان العالمي هنريك شوارز وبوجي ويسيلتوفت والذي يسهم في توثيق التاريخ الثقافي للبحرين حيث ان مؤلفات مرهون وصلت الى العالمية وعزفت من قبل الأكاديمية الملكية السويدية للموسيقى أوركسترا الراديو الألمانية وغيرها.
وبرعاية كريمة وسامية من ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة انطلق في أبريل الجاري مهرجان التراث السنوي في نسخته ال24 تحت عنوان (موجات صوتية من بحريننا) وذلك تأكيدا من جلالته على أهمية التراث والهوية المحلية في الارتقاء بالمشهد الثقافي البحريني من خلال عناية الملك حمد الشخصية للمهرجان منذ انطلاقته الأولى عام 1992. وانطلاقا من رؤية حكيمة للملك حمد لاستثمار التراث في تعزيز المنجز الإنساني البحريني وصناعة مرتكز للانطلاق نحو آفاق المستقبل واستحضار العديد من ملامح التراث البحريني المرتبطة بمهنة صيد اللؤلؤ وما يتعلق بها من ممارسات اقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها من عناصر التراث غير المادي كالأغاني التقليدية والتراثية.(النهاية) ن س ع