A+ A-

محللون: توحيد القوى أبرز التحديات أمام الجمهوريين والديمقراطيين قبل الانتخابات الأمريكية

من رونالد بايغنتس

واشنطن - 30 - 4 (كونا) -- يرى محللون أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة سيواجهان مصاعب جمة في توحيد قوى كل منهما خلال مؤتمريهما الانتخابيين المقررين هذا الصيف ليتوجها بذلك صوب حملة سلبية إلى أقصى مدى على الارجح لانتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل.
وقال وليام غالستون كبير زملاء مؤسسة (بروكنغز) البحثية في الولايات المتحدة ان الديمقراطيين الذين سيرشحون غالبا هيلاري كلينتون يرجح أن يتمكنوا من جذب تأييد داعمي منافسها لنيل ترشيح الحزب بيرني ساندرز وذلك بعكس الحزب الجمهوري الذي ليست لديه احتمالات كبيرة في تحقيق ذلك.
واضاف غالستون الذي عمل مستشارا للرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون وعدد من مرشحي الرئاسة الامريكية في تصريحات لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إن الحزب الجمهوري أثناء مؤتمر يوليو المقبل في كليفلاند بولاية أوهايو سيجد صعوبة في الوحدة لأن الارجح حظا في نيل ترشيح الحزب هو ملياردير نيويورك دونالد ترامب "وهو ليس محافظا بل قنبلة موقوتة".
وأعرب عن شكوكه ازاء احتمال أن يصوت كثير من الجمهوريين في انتخابات نوفمبر المقبل بل ربما يعطي بعضهم صوته لهيلاري كلينتون والبعض الآخر ربما يصوت لمرشحين مستقلين.
واشار إلى أن الكثير من أبرز الاسماء في الحزب الجمهوري باتوا يفكرون بصوت عال في امكانية قيام إحدى الشخصيات بخوض غمار السباق الانتخابي في نوفمبر المقبل ك"مرشح مستقل" إذا تمكن ترامب من انتزاع ترشيح الحزب.
وفيما يتعلق بطبيعة حملتي الانتخابات الرئاسية في الثامن من نوفمبر المقبل قال غالستون إن كلا المرشحين كلينتون وترامب لديهما سلبيات عالية وتوقع "حملة سلبية مليئة بالتجريح" مضيفا أن "وجود ترامب يضمن ذلك".
بدوره يتفق كبير زملاء معهد (كاتو) للأبحاث في الولايات المتحدة دوغ باندو مع الاعتقاد بأن كلا الحزبين يواجه مشكلات في الوحدة الداخلية هذا الصيف.
وأكد باندو الذي عمل مساعدا خاصا للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان في تصريح مماثل ل(كونا) أن كلينتون التي ينظر إليها باعتبارها "ديمقراطية أساسية ومؤسساتية" ستواجه صعوبة في اجتذاب مؤيدي السيناتور ساندرز في ولاية فيرمونت لأنهم تقدميون وأيديولوجيون ينتمون إلى أقصى يسار الحزب الديمقراطي.
ورأى أن كلينتون عليها تأمين هؤلاء إذا كان لها أن تهزم ترامب ذلك أن بعض مؤيدي ساندرز والكثير منهم من فئة الشباب ربما يرون في ترامب شخصية "ضد المؤسسة" وهو المنظور نفسه الذي يرون من خلاله ساندرز.
ومع ذلك يتفق باندو أيضا على صعوبة الوحدة داخل الحزب الجمهوري هذا الصيف نظرا لأن ترامب لا يزال بعيدا جدا عن موقع نشطاء الحزب مع انتقاداته للرئيس السابق جورج دبليو بوش وكذلك لحرية التجارة.
واعتبر أن "ترامب يعيش تماما في عالمه الخاص" متسائلا حول امكانية أن يكسب تأييد الجمهوريين التقليديين.
ويرى باندو أن الحملتين نحو البيت الابيض الخريف المقبل ستختلفان تماما عن السابق من الحملات الرئاسية الامريكية لأنه "لا يمكن توقع ترامب على الاطلاق سواء من ناحية الإهانات أو التفاخر والتبجح أو التركيز على الامور الشخصية" متسائلا هل يحدث تحول لدى ترامب في الخريف المقبل ليبدو بهيئة الرئيس ويصبح "ترامب جديد".
ولا يستبعد باندو أن يقرر الناخبون الثقة أو التأييد ل"ترامب جديد" إذا عدل خطابه وسلوكه عما كان يقوله ويقوم به في المؤتمرات الحزبية والانتخابات التمهيدية "خاصة إذا كان الناخبون لا يريدون كلينتون".
ولكن في الوقت الذي يبدو مستحيلا لساندرز في هذه المرحلة أن يتمكن من وقف كلينتون من الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي في مؤتمر الحزب في يوليو المقبل فإن خصمي ترامب في الحزب الجمهوري سيناتور تكساس تيد كروز وحاكم ولاية أوهايو جون كيسيك يتمسكان بقدرتهما على إيقاف ترامب والحيلولة دون حصوله على العدد اللازم من المندوبين وهو 1237 مندوبا ليفوز بترشيح الحزب وفرض اتفاق عبر الوساطة.
على أن تلك الجهود ستستأنف يوم الثلاثاء مع الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية انديانا وتستمر أيضا في ولايات الغرب وصولا في نهاية المطاف إلى "الجائزة الكبرى" من المندوبين وهي ولاية كاليفورنيا في السابع من يونيو المقبل كما يرى الصحفي لاري سيزلر ومدير حملة عمدة فيلاديلفيا وهو يعمل الآن في العلاقات العامة لوكالة سيزلر الاعلامية.
ورأى سيزلر في تصريح مماثل ل(كونا) أن انديانا ستكون "جدار الحماية" لمعارضي ترامب لكونها ولاية محافظة جدا مؤكدا أنه إذا لم يتمكن كروز وكيسيك من إيقاف ترامب هناك "فلا أرى أنهما سيتمكنان من إيقافه بعدها".
أما على الجانب الديمقراطي فيعتقد سيزلر أن ساندرز "يعرف أنه لن يحظى بترشيح الحزب الديمقراطي" وسيذهب لمؤتمر الحزب في فيلادلفيا كي يحاول إيجاد مكان لرؤاه على منصة الحزب. (النهاية) ر م / ه س ص