A+ A-

اتفاق عراقي ألماني على ضرورة المحافظة على وحدة الاراضي العراقية

برلين - 11 - 2 (كونا) -- أعربت الحكومتان الألمانية والعراقية اليوم الخميس عن اتفاقهما على ضرورة الحفاظ على وحدة الاراضي العراقية وان المناطق الكردية في الشمال "هي جزء من العراق".
وجدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في برلين معارضة حكومة بغداد لاجراء استفتاء في المناطق الكردية على استقلال اقليم كردستان العراق.
وقال العبادي "موقفي من القضية واضح وهو ان اقليم كردستان العراق جزء من العراق واتمنى ان يبقى كذلك" مؤكدا أنه "لا يوجد اقليم في العراق يستطيع ان يتطور وحده وهذا ينطبق على اقليم كردستان العراق ولهذا ارفض الاستفتاء".
وناشد المسؤولين في الاقليم مصارحة مواطنيهم "بأن اقليم كردستان العراق لن يكون قادرا على التطور وحده بدون الحكومة المركزية في بغداد." وفيما يتعلق بأهداف الخطط الاصلاحية التي تتبعها الحكومة العراقية قال العبادي "قمنا باتخاذ قرارات تتضمن احياء الاقتصاد وتوفير مزيد من فرص العمل ومحاربة الفساد وتنويع الاقتصاد وذلك من اجل تفادي مزيد من التبعات لانهيار اسعار النفط والعجز الذي تعاني منه حكومتنا ويبلغ 15 بالمئة جراء انخفاض اسعار النفط." ودعا العبادي الشركات الألمانية إلى الاستثمار في اقتصاد بلاده قائلا ان "هناك 16 محافظة عراقية امنة ويمكن للشركات الألمانية ان تستثمر فيها".
وعلى صعيد حركة اللجوء من العراق قال العبادي "حصولنا على ضمانات بتقديم قرض ألماني بقيمة 500 مليون يورو سيساعدنا على خلق فرص عمل تكون كفيلة بتحفيز مواطنينا على البقاء في بلادهم بدلا من التفكير في الهجرة الى اوروبا فنحن لا نريد خسارة مواطنينا والحل الصحيح للهجرة هو تقديم المساعدة للناس في بلادهم." وعلى صعيد مواجهة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) قال رئيس الوزراء العراقي "بحثنا مع المستشارة كذلك التعاون المخابراتي اللازم من اجل محاربة التنظيم الارهابي." واضاف "صحيح اننا حققنا انتصارات كبيرة ضد (داعش) لكننا نسعى الى المزيد وقريبا ستنطلق خطة تحرير الموصل من قبضة التنظيم وذلك بعد تحرير الرمادي وبيجي ورغم ذلك اقول ان (داعش) تنظيم خطير وقد يضرب من جديد." وأوضح "هناك خطر الالغام في المناطق التي نستعيدها من ايدي التنظيم ولأن لألمانيا خبرة كبيرة في هذا المجال نسعى الى الاستفادة من هذه الخبرة وفي هذا المجال حصلنا اليوم على تطمينات وتعهدات من السيدة المستشارة ." وبشأن الازمة السورية قال العبادي "لا حل عسكريا في سوريا ونحن قلنا ذلك في الماضي وما زلنا نؤيد الحلول السياسية للأزمة السورية وفي هذا المجال علينا التعاون." من جانبها قالت المستشارة الألمانية انها تؤيد المحافظة على وحدة الاراضي العراقية وتعارض التقسيم سواء من خلال الاستفتاء الذي تدعو اليه حكومة اقليم كردستان العراق او من خلال خطوات اخرى.
وعلى صعيد الملفات التي تناولها اللقاء والذي يعد الثالث من نوعه الذي يجمع المستشارة الالمانية برئيس الوزراء العراقي جددت ميركل تعهداتها بمواصلة تقديم الدعم للحكومة العراقية سواء من خلال النهوض بالاقتصاد العراقي او من خلال مواصلة محاربة (داعش).
وقالت ميركل "التحديات امام العراق كبيرة ولهذا جددت الحكومة الألمانية اليوم الالتزام بتعهداتها التي قدمتها لرئيس الوزراء العراقي في قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الاخيرة في جنوب ألمانيا." واضافت "من اجل تحقيق هذا الهدف قررنا اليوم منح العراق 500 مليون يورو على شكل قرض عاجل لمساعدته على النهوض الاقتصادي وتطوير البنية التحتية وتحفيز العراقيين على البقاء في بلادهم بدلا من الهجرة الى اوروبا." وبينت انه "من خلال تقديم هذا القرض فإننا نسعى الى حل مشكلة النزوح في العراق لا سيما وان اعداد النازحين من العراق وحده بلغت حوالي 2ر1 مليون نازح." وعلى صعيد الدعم العسكري اكدت ميركل أهمية مواصلة تقديم دعم قوات البشمركة من خلال التدريب ومدها بالعتاد اللازم لمحاربة تنظيم (داعش).
ويقوم رئيس الوزراء العراقي بزيارة الى برلين قبل التوجه غدا الى مدينة (ميونيخ) جنوبي ألمانيا حيث تنطلق اعمال (مؤتمر ميونيخ للأمن) الذي يعد الاكبر من نوعه في العالم ويشارك فيه على مدى يومين اكثر من 30 رئيس دولة وحكومة و60 وزير خارجية ودفاع. (النهاية) ع ن ج / أ م س