A+ A-

الأطفال يقبلون على تعلم اللغات الأجنبية وقراءة كتبها أكثر من العربية

اقبال كبير من الأطفال على القراءة بالانجليزية
اقبال كبير من الأطفال على القراءة بالانجليزية

من نورة المطيري

الكويت - 20 - 11 (كونا) -- تتمتع كتب الأطفال باللغات الأجنبية في الكويت بإقبال كبير من أولياء الأمور والأطفال لما تمتاز به من طباعة فاخرة ورسوم جاذبة مما يدعو للتساؤل عما إذا كانت كتب الاطفال العربية ستحظى بنصيب مماثل هذا العام خاصة مع الدورة ال40 لمعرض الكويت للكتاب التي تعقد بين 18 - 28 نوفمبر الجاري.
وأظهر استبيان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم أن 58 في المئة من أولياء الأمور يشجعون أطفالهم على القراءة باللغة الإنجليزية وذلك لتقوية لغتهم الثانية خاصة أن أغلبهم يدرسون في مدارس أمريكية أو بريطانية أو ثنائية اللغة. وذكر الاستبيان أن لدى الأطفال الذين يدرسون في المدارس الحكومية أيضا محاولات في قراءة الكتب الأجنبية بسبب انتشارها الملحوظ في المجتمع والتي تشاهد في المنتجات والافلام والمسلسلات وحتى في الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها الأطفال.
وقالت مؤلفة كتب الأطفال عبير بلان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن كتب الاطفال باللغة الاجنبية أكثر إثارة من نظيراتها العربية لأنها تحكي قصة قصيرة وبسيطة وتكون مليئة بالصور الملونة ومفعمة بلغة شاعرية وموسيقية تجعل الطفل يبحر في عالم من المرح والاستمتاع. وأضافت بلان أن معظم الكتب العربية عكس ذلك تماما فهي تلقن الطفل القارئ درسا قاسيا بالاخلاق والعبر مشيرة إلى أن كتب الاطفال العربية "خالية من المرح والترفيه" وهما عنصران أساسيان في جذب الطفل للكتب وحب القراءة.
وأشارت إلى أن الأطفال يريدون أن يرفهوا عن أنفسهم ويريدون المتعة والضحك والخوض في تجارب مرحة وهنا يأتي دور أولياء الأمور في غرس حب القراءة لدى أطفالهم منذ الصغر موضحة أن اكتساب المعلومة ياتي في وقت لاحق عندما يزرع حب القراءة فيهم وعندها يكونون باحثين عن المعلومة.
ولفتت بلان إلى ضرورة توفر كتب الاطفال العربية المصورة في المكتبات وعلى الأجهزة الالكترونية ليتمكن الطفل من الوصول إليها بنفسه دون الاعتماد على أحد.
من جانبها أكدت الكاتبة والقاصة في أدب الطفل أمل الرندي في تصريح مماثل أهمية القراءة باعتبارها من الهوايات المهمة للأطفال بالإضافة إلى الحرص على اكساب الطفل هذه الهواية في سن مبكرة ليألف الكتاب ويحبه.
وقالت الرندي إن نوعية الكتب التي تقدم للطفل مهمة جدا في كل مرحلة عمرية لضمان استمراره وإقباله على القراءة لافتة إلى أن قصص الأطفال الناجحة يجب أن تتوفر فيها عناصر أساسية هي الرسوم المعبرة ونوعية الورق والطباعة وفكرة القصة والسرد الشيق.
وأضافت أن عدم وجود أحد تلك العناصر في الإصدار سيخل توازنه ويفقده جماله وجاذبيته مبينة أن عنصر الجمال في الكتب الأجنبية يجعلها مبهرة من النظرة الأولى وذلك بسبب الطباعة الفاخرة والرسوم الجاذبة فضلا عن جاذبية الافكار التي تقدم في القصص المناسبة لكل مرحلة عمرية للأطفال.
وحول كتب الاطفال المترجمة من اللغة الاجنبية إلى العربية أفادت الرندي بأن عددها يزداد عاما بعد عام مبينة أن نسبتها منذ خمس سنوات كانت نحو 30 في المئة مما هو مكتوب باللغة العربية.
وأشارت إلى أن هذه النسبة قد تزداد بسبب اعتماد دور نشر كتب الاطفال على الكتب المترجمة كونها أقل كلفة وأكثر إغراء وحقوق نشرها أقل بكثير من حقوق المؤلفين والرسامين العرب متوقعة الوصول إلى نسبة عالية جدا في السنوات المقبلة.
وذكرت أن هناك بعض المخاطر التي تكمن في الكتب المترجمة وبخاصة ما يتعلق بالهوية والاخلاق والتربية لافتة إلى أن طباعة الكتب المترجمة من دون رقابة قد تلحق ضررا في الاجيال القادمة.
واتفقت الكاتبتان الرندي وبلان على أن هناك الكثير من الكتب العربية التي يتم انتاجها بنفس المستوى والتقنية العالية إلا أن انتاجها ليس بنفس كثافة انتاج الكتب الاجنبية مضيفتين أن هناك محاولات جادة تقدم للطفل العربي كتبا تثري معرفته وتقدم له المتعة.
وكانت الكاتبة الكويتية هبة مشاري حمادة اعتبرت في تصريحات سابقة الشهر الحالي وخلال معرض الكتاب بالشارقة أن إقبال الطفل العربي على الكتاب الأجنبي أكبر مقارنة بنظيره العربي لعدة أسباب منها طريقة التغليف والاخراج والمحتوى الفكري وتوفر معلومة يمكن للطفل استثمارها في حياته. (النهاية) ن ف م / أ م ح