A+ A-

تربية الماشية مهنة كويتية قديمة وهواية جديدة مطورة

مشارك يستعرض مواشيه من خلال المزادات
مشارك يستعرض مواشيه من خلال المزادات

من زهراء الكاظمي

الكويت - 4 - 10 (كونا) -- تعددت المهن والحرف اليدوية في الكويت منذ القدم ولاقت تربية الماشية (مهنة الخير) رواجا كبيرا بين الاباء والاجداد وتوارثتها الاجيال حتى اصبحت البلاد في وقتنا الحالي من الدول الرائدة في الخليج بهذه المهنة وايضا الهواية.
ولم تقف هذه المهنة باعتبارها مصدرا للحوم والحليب والألبان والأصواف فقط بل طالت جمال الخراف والأغنام ومواصفاتها التي تحدد أسعارها باختلاف اشكالها واحجامها عن مثيلاتها المخصصة للذبح والأكل وباتت هواية تحمل المتعة لممتهنيها رغم صعوبتها وكلفتها.
ويعتمد مربو الأغنام عددا من المواصفات الجمالية التي تحدد ما اذا كان الخروف أو النعجة التي يمتلكها مؤهلة لتدخل ضمن ما يطلقون عليه مسمى (صنف) وتعني أنها ذات مواصفات تجعلها صنفا أعلى مرتبة من الأغنام والخراف العادية والتي تحتاج الى رعاية خاصة واحترافية وتصل كلفتها لمبالغ طائلة.
ويتم التنافس على اغنام الصنف والتباهي بها من خلال تنظيم مهرجانات ومزادات ومسابقات خاصة للجمال تسمى (مزاين) يستعرض فيها كل مشارك ما تمتلكه أغنامه من نعاج وخراف مواصفات تجعلها متميزة بشكلها وحجمها عن أقرانها مايجعلها مفتاحا للرزق الوفير.
ويتم فرز الأغنام الصنف منذ صغرها حيث تبرز مميزاتها باكرا عن قريناتها ما يجعلها تحظى بمعاملة مميزة واهتمام كبير وأطعمه خاصة ومتابعة حثيثة لصحتها والمحافظة عليها من أي اصابات أو كسور قد ينقص أو يعيق نموها بشكل جيد.
ويعرف أصحاب هذه المهنة او الهواية الخراف (الصنف) بأسماء متميزة مثل (أبو سبعين) و(تغيير) و(المجبه) و(الأسطورة) كما يعرف من هو أباه وجده وأمه كذلك ما يجعله مميزا ويتم متابعة أخباره ومعرفة من يملكه ما يعطي ميزة فارقة لهذه المجموعة ولإنتاجها بين جميع المنتجين.
وبذلت الكويت جهودا حثيثة نحو البيئة حيث اقرت قانون حماية البيئة الجديد رقم (42) العام الماضي ليحمل في طياته موادا صارمة تتلخص بحماية الحياة الطبيعية والمحافظة على مكوناتها وتلزم الجميع باحترام البيئة والسعي نحو تنميتها ويصب ذلك في صالح ممتهني هذه الهواية ويضمن تطوير وتوارث مهنة الاباء والاجداد جيلا بعد جيل.
وحول هذا الخصوص قال مربي أغنام الصنف سعد رحيل الظفيري في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان هواية تربية الأغنام هي امتداد لتراث آبائنا وأجدادنا ومهنتهم التي كانوا يعتاشون منها معتبرا أن دخول الشباب في مجال تربية الأغنام أدى الى تطويرها حتى وصلت دولة الكويت الى كونها الأفضل على مستوى الخليج بمجال تربية (الصنف).
واوضح الظفيري أن ما يسمى بالصنف هي أغنام وخراف تتمتع بصفات مميزة من ناحية الشكل والحجم حيث يرى فيها هواتها مواصفات جمالية تميزها عن بقية الأغنام ما يعطيها معاملة مميزة ومتابعة حثيثة ومحاولات لتطوير مواصفاتها من خلال العمل على تزاوج بين المميز من الأغنام والخراف من أجل الوصول الى الشكل والمواصفات المطلوبة في الانتاج.
واضاف ان ما يقام من مهرجانات للأغنام الصنف تساعد على تطويرها من خلال التقاء المربين مع بعضهم البعض وتبادل الأفكار والخبرات في مجال الانتاج والتركيب وما يستجد من معلومات وكما تساعد على نمو سوقها ما أعطى الكويت الأسبقية والريادة بين دول الخليج في كل ما يختص بالأغنام الصنف.
من جانبه أكد دلال الأغنام والمزادات أنس الانصاري الملقب ب(النوخذة) ان تجارة وهواية تربية (الصنف) من الأغنام تدعم الثروة الحيوانية وتدعم التطور في مجال الاهتمام بالأغنام والخراف حيث أن التنافس بين المربين وخصوصا الشباب لاقتناء المتميز يجعلهم يبدعون في هذا المجال من خلال منافسات شريفة بينهم بمسابقات عدة وكذلك في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي نجد فيها حسابات مختصة بمجال جمال الأغنام ومواصفاتها.
وذكر الأنصاري أن الدلالين الأبرز في مجال (الصنف) على مستوى الخليج هم من الكويت وتجدهم في جميع المحافل التي تقام على المستوى الخليجي مشيرا الى أن أقوى المنافسات تقام بالبلاد يتوافد إليها جميع المهتمين من دول الخليج للمشاركة بها نظرا لما يعرض فيها من مستوى عالي ومميز حيث يعتبر الانتاج الكويتي هو الأفضل.
ومن ناحيته قال مربي الأغنام خالد العجمي ان للصنف مواصفات عديدة مثل ضخامة الرأس وطول الوجه وعرض (الخدة) وهو الوجه وكذلك (الرمة) وهي الفم ومطلع الوجه الذي يميزها كبر حجمها وكذلك بداية الرقبة التي يفضل أن تكون طويلة وكذلك نحرها الذي يكون عريض وما يسمى (الجل) أو (الجبار) وهو حجم عظام الخروف أو النعجة الذي كل ما كان ذو حجم كبير اعتبرت افضل كصفة و(شقة الظهر) وهو طول الظهر الذي يميز طوله احداها عن الآخر وكذلك أن يكون بطنها كبيرا وتتميز ايضا بتباعد أقدامها وطول (الذنبه) وهي الشحم في مؤخرة الخروف.
وأضاف العجمي أن للخراف سلالات معروفة لدى مربي الأغنام حيث يعرفون أباه وأمه وكذلك جده ويتميز بمواصفات يتوارثها عن أبيه وجده مشيرا الى ضرورة أن يمتلك المربي أغنام ذات مواصفات مميزة وجيدة بحيث يكون الانتاج أفضل ويستمر انتاج الخراف لديه بشكل مميز وأن يتطور أكثر ولكي تكون مشاركاته متميزة في المهرجانات والمسابقات والمنافسات التي تقام في هذا الاختصاص.
ومن جهته أوضح مربي الأغنام أحمد الذايدي أن تربية الأغنام تطورت من كونها مهنة لانتاج اللحم والحليب والصوف الى تفرعات كثيرة ومنها الانتاج الجمالي ذي المواصفات المتميزة والتي أصبحت بشكل احترافي وتعدت مرحلة الهواية اذ يقوم مربو الصنف بالتنسيق وتركيب المواصفات بين الخراف والأغنام بشكل محترف ليكمل المواصفات الناقصة في احداها من الأخرى وينتظر ما تنتجه ويكرر التجربة حتى يصل الى النتيجة التي يطمح إليها.
وذكر الذايدي أن تربية الصنف تجتذب بالأغلب الشباب ومن جميع الفئات بعد أن كانت مقتصرة على عدد محدود من الأسماء المعروفة والذين يعملون فيها بشكل دقيق وبتطوير وبفكر اداري محترف وهو ما نجده في ما يتم عرضه من خلال المهرجانات والمسابقات التي يجتمع فيها المربون لاستعراض وبيع ما لديهم كما تعتبر فرصة لتبادل الأفكار والنصائح بشكل يعمل على تطوير هذه المهنة.(النهاية) ز ا ك / ا ع س