A+ A-

دمشق: تنظيم داعش يدمر مدافن تدمرية اثرية

عمان - 4 - 9 (كونا) -- قال مدير دائرة الاثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم اليوم ان ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية(داعش) قام بتدمير المدافن التدمرية البرجية في مدينة تدمر الاثرية وتسويتها بالأرض باستخدام كميات كبيرة من المتفجرات ووضعها بين الطوابق التي تتألف منها المدافن.
ونقلت كالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن عبد الكريم القول في تصريح صحفي إن المديرية تلقت منذ نحو 13 يوما معلومات عبر بعض سكان المجتمع المحلي في تدمر تفيد بقيام مسلحي (داعش) بتدمير المدافن التدمرية البرجية بدعوى انها تخالف فكرهم الذي يرفض البناء على القبور.
وأضاف ان المديرية تمكنت من تأكيد هذه الاخبار بعد اطلاعها على الصور التي نشرها المعهد الامريكي للبحوث المشرقية التابع لجامعة بوسطن (اي اس او ار) اليوم والتي اظهرت بشكل لا لبس فيه زوال هذه المدافن والتي تعتبر فريدة من نوعها على مستوى مدن الشرق القديم باسره. واوضح ان القيمة التاريخية لهذه المدافن التي يعود بناؤها لفترات مختلفة تمتد من سنة 44 الى 103 ميلادي وهي مدفن كيتوت الذى بني سنة 44 ومدفن جمليك الذى بني سنة 83 وكان في حالة ممتازة من الحفظ ومدفن اله بل الذى بني بدوره سنة 103 وهو مؤلف من اربعة طوابق وكان ايضا في حالة حفظ ممتازة اضافة الى معبد رابع مجهول الاسم.
وحدد عبد الكريم المنطقة التي توجد فيها المدافن التدمرية قائلا انها تمتد خارج اسوار المدينة القديمة جوار الارض التي بني عليها فندق تدمر الشام حيث يقع مدفن جمليك شمال غرب الفندق بنحو 300 متر فيما يقع اله بل غرب الفندق بنحو 600 متر في حين يقع مدفن كيتوت اقصى جهة الشمال على مسافة كيلومتر واحد من المدينة.
وحسب تقديرات عبد الكريم فان تدمير المدافن البرجية على يد تنظيم ما يسمى (داعش) تم قبل تدميره معبدي بعل شمين وبل لكن الحصار الذي يفرضه التنظيم على مدينة تدمر يجعل من معرفة حجم اجرام وتخريب التنظيم لآثار المدينة صعبا.
ويفرض التنظيم منذ 20 مايو الماضي حصارا على مدينة تدمر واهلها يعزلها عن العالم الخارجي بشكل كامل الامر الذي يجعل الاتصال مع داخل المدينة امرا في غاية الصعوبة.
وتقتصر المعلومات الواردة من الداخل على الأهالي الذين يتمكنون من الفرار منها او الاتصال بطرق خاصة مع خارج المدينة.
وتتعرض مدينة تدمر الاثرية المدرجة على لائحة التراث الاممي منذ مطلع يونيو الماضي لسلسلة من الاعتداءات التي يرتكبها مقاتلو التنظيم حيث حطموا تمثال اسد اللات الشهير وثمانية تماثيل وجدت في مدافن تدمرية وحولوا متحف تدمر الوطني الى سجن وما يسمى محكمة شرعية وارتكبوا جريمة قتل العالم الاثري وابن تدمر خالد الاسعد بقطع راسه والتي لاقت تنديدا من منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) وقالت ان جريمة قتله ارتكبت لرفضه خيانة نشاطه القوي من اجل حماية اثار تدمر. (النهاية) ط ك / ط م ا