A+ A-

العطية: طموح مجلس التعاون والاتحاد الاوروبي لايزال اكبر لتحقيق مزيد من التعاون

الدوحة - 24 - 5 (كونا) -- اكد وزير الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية اليوم ان طموح دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي لايزال اكبر في تحقيق المزيد من خطوات التعاون خاصة في ظل ما تملكه المجموعتان الخليجية والاوروبية من قدرات وامكانات كبيرة.
وقال العطية في مؤتمر صحفي مشترك مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني في ختام الاجتماع الوزاري المشترك ال24 لمجلس التعاون والاتحاد الاوروبي ان من شأن هذه القدرات والامكانات أن تفتح افاقا ارحب لهذا التعاون واستثماره على النحو الذي يحقق مصالح الجانبين المشتركة وتطلعات شعوبهما.
واضاف ان الاجتماع الوزاري المشترك ساده جو إيجابي حيث تم استعراض الخطوات التي تحققت في مسيرة التعاون بين الجانبين وتبادل الرؤى ووجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية ومستجداتها بروح من الصراحة والشفافية مرحبا "بالخطوات التي تم انجازها في مجالات التعاون المشترك وما تم الاتفاق عليه في هذا الشأن".
واشار الى ان الاجتماع المشترك تناول تنامي ظاهرة "الارهاب" والتي كان آخرها حادث التفجير "الاجرامي" الذي وقع يوم الجمعة الماضي في احد المساجد بمحافظة القطيف بالمملكة العربية السعودية الشقيقة والذي أسفر عن عدد من القتلى والمصابين.
وذكر العطية "نؤكد هنا وقوفنا وتأييدنا للمملكة العربية السعودية في كافة الإجراءات التي تتخذها لمواجهة أعمال العنف التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وبذر الفتنة الطائفية".
وبين ان الاجتماع أكد ضرورة تكريس التعاون الدولي حتى يتم القضاء على آفة "الإرهاب" الخطيرة من جذورها ومعالجة أسبابها الحقيقية.
وتابع أن مشاورات الجانبين السياسية حظيت ببحث مكثف وخاصة حول أزمات وقضايا منطقة الشرق الأوسط في سوريا واليمن والعراق وليبيا وفلسطين اضافة الى قضايا الأمن والسلم الدوليين.
وأوضح أن القضية الفلسطينية وتعثر عملية السلام استأثرت ببحث موسع في ظل تداعياتها على مجمل القضايا في المنطقة والعالم مؤكدا "أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي يشكل من منظورنا الحل الأمثل والجاد للنزاع العربي - الإسرائيلي وذلك بعد أن تبين قصور الحلول الجزئية في تحقيق أهدافها".
وذكر العطية ان الاجتماع تناول كذلك الأوضاع في اليمن وتاكيد دعم استعادة الشرعية ووحدة واستقرار اليمن عبر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الذي عقد باليمن في يناير 2014 وإعلان الرياض الصادر في 19 مايو الجاري وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقال في هذا الإطار "نثمن دور المملكة العربية السعودية في دعم الشعب اليمني الشقيق من خلال إنشاء مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية".
وفيما يتعلق بالعراق أوضح العطية أن الاجتماع بحث هذا الجانب وطريقة دعم الحكومة لإخراج العراق من أزمته وتحقيق أمنه واستقراره بمنأى عن أي تدخل خارجي مع معالجة الأسباب الحقيقية لتردي الأوضاع الداخلية.
وحول ليبيا اشار إلى أن هناك توافقا في الرؤى حول دعم الحوار الوطني الليبي للتوصل إلى الحل السياسي "الذي نرى انه الأنجع" لإنهاء الانقسام وتحقيق الاستقرار والوحدة للشعب الليبي.
وفي الشأن السوري قال العطية انه تمت مناقشة الأزمة السورية حيث كان هناك اجماع على ضرورة إنهاء هذه الكارثة الإنسانية وفق إرادة الشعب السوري وتمكينه من تحقيق تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار والوحدة وإخضاع كل من أجرم في حق الشعب للمحاسبة.
وأشار الى أن الملف النووي الايراني كان محل بحث في الاجتماع الوزاري المشترك حيث "أكدنا الموقف الخليجي الثابت بشأن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي وحل الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية وترحيبنا بالاتفاق الإطاري الذي أبرم عبر مفاوضات مجموعة (5+1).
وقال "نؤكد على أن يكون الاتفاق النهائي شاملا ويبدد كافة الشكوك الإقليمية والدولية وفي هذا الصدد نثمن الجهود الدبلوماسية القائمة للاتحاد الأوروبي في هذا الشأن".
وردا على سؤال حول مفاوضات منطقة التجارة الحرة بين مجلس التعاون والاتحاد الاوروبي أوضح العطية ان المفاوضات أخذت وقتا طويلا مع الاتحاد الاوروبي الذي تربطه بدول التعاون علاقات قديمة وطويلة مبينا "ان الاصدقاء في أوروبا تفهوا وجهة النظر الخليجية بخصوص هذا الموضوع واتفقنا على خطوات عملية من أجل إحراز تقدم في هذا الملف".
من جهتها اكدت موغيريني أهمية هذا الاجتماع الإيجابي البناء وعبرت عن تعازيها للسعوديين في الحادث "الإرهابي".
وقالت ان هذا الاجتماع يثبت التزامنا بالعمل مع الشركاء في الخليج من خلال تركيز التعاون الفني والتقني والسياسي والاقتصادي مشيرة الى تزايد التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الجانبين.
واضافت ان الاتحاد الاوروبي يتطلع لتعميق العلاقات أكثر وإلى مزيد من التعاون في المجالات كافة.
وحول مفاوضات التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون أكدت موغيريني اهتمام ورغبة الاتحاد الأوروبي في إعادة المفاوضات وأن اجتماع الدوحة كان مثمرا في هذا الاتجاه.
وحول الأوضاع في اليمن أعربت عن تفهم المجتمعين لخطورة الوضع هناك مؤكدة ضرورة التزام الأطراف اليمنية بالحوار مع التعاون من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين هناك.
وعن البرنامج النووي الإيراني أكدت الالتزام بإيجاد اتفاق بعدم تطوير السلاح النووي الإيراني وأن يقتصر استعمال البرنامج النووي في الأغراض السلمية فقط.
وحول سوريا أوضحت موغيريني أن العمل جار للوصول إلى حل سياسي للأزمة هناك خاصة أن الشعب السوري واقع بين مطرقة النظام وسندان الجماعات الإرهابية مضيفة "نحن ندعم جهود الأمم المتحدة للوصول لحل شامل لهذه القضية".
وشددت على دور مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي الذين يبذلون جهودا كبيرة للتقارب بين المعارضة السورية وإنشاء فريق توافقي يضم مختلف أطياف المعارضة السورية سيثمر نتائج إيجابية.
فلسطينيا ذكرت "نحن نتفهم الحاجة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط وخاصة ما يتعلق بالوضع في فلسطين ونحن نلتزم بمراجعة مبادرة السلام من أجل التوصل إلى إطار دولي لإعادة إطلاق عملية السلام والتوصل إلى نتائج إيجابية بهذا الخصوص".
وفيما يتعلق بالوضع في العراق قالت "اتفقنا على ضرورة تعزيز عملية التصالح الوطني".
وحول ليبيا ذكرت ان هذا الملف يعد إحدى أولويات الاتحاد الأوروبي منذ اندلاع الثورة هناك مشيرة الى إحراز تقدم في المفاوضات مما يوصل إلى توافق الآراء على المستوى الوطني هناك.
وحول الهجرة غير الشرعية أعلنت موغيريني أن دول الاتحاد ستضاعف الى ثلاث مرات تواجدها في البحر الأبيض المتوسط لمراقبة الحدود البحرية بالتعاون مع الدول العربية والإفريقية وستعمل على تطوير استراتيجيتها لمنع الهجرة غير الشرعية.
واوضحت أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على تعزيز التعاون مع الدول المصدرة للمهاجرين غير الشرعيين وكذلك مع دول "الترانزيت" إلى جانب التعامل مع الأسباب الجذرية لهذه المشكلة.(النهاية) ن ن د / م م ج