A+ A-

الكويت تشارك العالم غدا إحياء اليوم العالمي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر

من أروى الوقيان

الكويت - 7 - 5 (كونا) -- تشارك دولة الكويت العالم غدا إحياء اليوم العالمي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي يحتفل به في الثامن من مايو كل عام تكريما لمؤسس الصليب الأحمر هنري دونان الذي يصادف يوم مولده.
وتتوحد رؤية جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في العالم بإيمانها بالعمل الإنساني ورغبتها في صنع عالم أفضل وتقديم العون للانسان المحتاج وحماية حياته وصحته وضمان عيشه بكرامة بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو لونه.
وتحرص جمعية الهلال الاحمر الكويتية التي تعد أحد مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر على تطبيق المبادئ الانسانية العالمية من خلال تقديم المساعدة لكل بقعة في الأرض أصيب أبناؤها بأضرار نتيجة الكوارث أو الحروب وغيرها بدليل كثافة أنشطتها وحضورها المميز عالميا ومحليا لنجدة المتضررين.
وبهذه المناسبة قال رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتية الدكتور هلال الساير لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الجمعية التي تضطلع بدور كبير في مواجهة الأزمات وصون كرامة الإنسان وتحسين ظروف معيشته تفخر بالشراكة المستمرة والمتميزة مع الحكومة الكويتية.
وأضاف الساير أن الجمعية التي تسعى إلى المساهمة بدور فاعل في العمل الإغاثي والإنساني تقدم المساعدة والعون لأشد الحالات ضعفا في العالم.
وذكر ان هذا اليوم يعد فرصة "لنا للوقوف مع الذات وتقييم المسيرة والدفع بها إلى الأمام" والمساهمة بفاعلية في حشد التأييد للبرامج وتعزيز الشراكات مع كل قطاعات المجتمع ونشر القيم والمبادئ التي نسعى إلى تحقيقها".
وبين أن الاحتفال باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر هو مناسبة لجميع العاملين في المجال الإنساني للتذكير بالمبادئ والأهداف التي وضعها مؤسسو هذه الجمعيات الإنسانية "التي نعد جزءا بارزا من أنشطتها على كل الصعد".
وأكد الساير ضرورة تطوير استراتيجية العمل التطوعي والإنساني والنظر إليه بصورة أكثر شمولية لتتناسب مع المتغيرات التي طرأت على الساحة الدولية وإيجاد وسائل أكثر فاعلية لإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها في المناطق الملتهبة دون التخلي عن المبادئ الأساسية.
وأشار إلى أنه في ضوء الأزمات والنزاعات والحروب يجب أن تكون تلك النشاطات ملتزمة بالحياد والاستقلالية "لأن هذا العمل ذو طابع إنساني محض وشارتهم التي يرفعونها ليست امتيازا لتنظيم سياسي أو لفئة أو عرق بل هي رمز للتضامن مع البشر في حالات العسر والضراء".
وأوضح الساير أن الجمعية ستستمر في عملها الإنساني الذي يغطي كل أنحاء العالم مشيرا إلى أن خريطة التحديات أصبحت الآن أكثر تعقيدا ومن المهم أن يتم التنسيق والتعاون مع عدد من المنظمات.
وأكد أن الجمعية تتبنى المبادرات التي تدعم قدرات المتطوعين وتطور مهاراتهم الميدانية وتعزز جهودهم في التصدي للقضايا الإنسانية وفقا لأفضل الممارسات في هذا المجال الحيوي والمهم.
وتعددت الفعاليات والأنشطة التي نفذتها الجمعية العام الماضي سواء داخل البلاد أو خارجها وزادت قيمة المشاريع الإنشائية والإغاثية التي أنفقتها على الفئات المحتاجة وتعتمد في مجمل ذلك على قاعدتين أساسيتين الأولى التبرعات التي يقدمها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للدول المنكوبة.
أما القاعدة الأخرى فهي من خلال شركائها من المحسنين وأهل الخير والمؤسسات المجتمعية الأخرى وهم جميعا يقفون بثبات إلى جانب الجمعية في تنفيذ مشروعاتها الإنسانية فضلا عن المتطوعين الذين يعدون سندا مهما في تنفيذ برامجها.
وبتوجيهات من سمو أمير البلاد الرئيس الفخري للهلال الأحمر الكويتي قدمت الجمعية العام المنصرم مساعدات إنسانية لعدد من الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة الازمات والكوارث التي اجتاحتها.
وعلاوة على ذلك نفذت مشاريع بنية تحتية ومشاريع تنموية في الكثير من الدول إضافة إلى الاحتياجات الفورية للدول المنكوبة من جراء الاضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية.
وتابعت الجمعية بقلق شديد تداعيات العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يواجه ظروفا انسانية اقل ما توصف بأنها مأساوية وقدمت له أدوية قدرت حمولتها ب 40 طنا وكما قدمت مساعدات داخل غزة بالتعاون مع المنظمات الانسانية في دلالة حية على إحساس الكويت الصادق تجاه المنكوبين في القطاع.
ووزعت الجمعية في غزة أيضا 20 ألف سلة غذائية و 20 ألف قطعة من الأغطية والفرش المتنوعة و20 ألفا من المواد والمستلزمات الصحية علاوة على 200 ألف ليتر من الديزل وتم شراء 20 ألف سلة غذائية وخمسة آلاف حقيبة مدرسية وشراء بما قيمته مليون دولار ادوية من السوق المصري.
ونفذت الجمعية العديد من الأنشطة الإغاثية لمساعدة اللاجئين السوريين في الاردن ولبنان وشملت المساعدات توزيع المواد الغذائية والبطانيات وإفطار الصائم وكسوة عيد الفطر والأضحى وكسوة الشتاء والعلاج في المستشفيات وغسيل الكلى ودفع الرسوم الدراسية عن الطلبة الدارسين في لبنان إضافة إلى تأجير مخابز لتوزيع الرغيف في هذين البلدين يوميا للاجئين السوريين.
وقدمت الجمعية مساعدات إغاثية لمتضرري السيول التي ضربت أجزاء واسعة من السودان خلال موسم الأمطار وشملت توزيع خيام وأدوات مطبخ وغيرها من المساعدات الضرورية للعائلات المتضررة بقيمة 5ر2 مليون دولار.
وتمت أيضا إقامة جسر جوي لنقل المساعدات إلى السودان بعدد طائرات بلغ 11 طائرة تابعة لوزارة الدفاع الكويتية تولت نقل المساعدات إضافة إلى شراء بعض المستلزمات من الأسواق المحلية في السودان علاوة على تحميل سفينة مساعدات شملت 275 طنا من الخيام وأدوات المطبخ وعبوات المياه الكبيرة وغيرها.
واستمرت الجمعية في مساعدة الشعب الصومالي الشقيق من خلال مشروع حفر الآبار الذي كان له مردود ايجابي لتوفير المياه الصالحة للشرب إذ تمثل مشكلة شح المياه تحديا كبيرا للكثير من الدول التي تعاني الجفاف والتصحر.
وإلى الفلبين أرسلت الجمعية مساعدات إنسانية جراء الإعصار الذي اجتاحها حيث تعد الكويت من أوائل الدول التي لبت نداء الواجب الإنساني من خلال تبرعها بمبلغ 10 ملايين دولار.
وساهمت الجمعية بقوة كبيرة في بناء عدد من المنازل للمتضررين جراء الفيضانات التي تسببت في هدم الكثير من المنازل في صربيا والبوسنة بالتعاون مع سفارة الكويت والجهات المعنية هناك.
أما محليا فقد قدمت الجمعية من خلال متطوعيها العديد من ورش العمل وزيارة المستشفيات والمشاركة في الندوات والمعارض التطوعية في حين قامت اللجنة الاجتماعية بالجمعية بعدة زيارات لدور الرعاية الاجتماعية والمسنين.
وشاركت الجمعية في كل المناسبات الاجتماعية إضافة إلى انضمامها لوفود الجمعيات الإغاثية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين السوريين في لبنان والأردن. في موازاة ذلك نظمت إدارة الخدمات الطبية 60 دورة تدريبية على الاسعافات الأولية ل 828 مشاركا من العاملين في الشركات المختلفة والوزارات على أيدي مدربين متخصصين بهذا المجال كما باشرت تنفيذ خطة الجمعية العلاجية لتوفير العلاج للمرضى المحتاجين الذين يعانون أمراض القلب والكبد الوبائي وعدد من الأمراض الأخرى.
وتستقبل الجمعية باستمرار طلبة المدارس لتوعيتهم بأهمية العمل التطوعي والأدوار التي تقوم بها إداراتها على المستويين المحلي والدولي فضلا عن مشاركتها في حملات التوعية التي تنظمها المدارس.
ولدى النظر في رسالة الجمعية نجد أنها حققت ما تصبو إليه بمجال العمل الانساني والخيري وساهمت في الحفاظ على سمعة الكويت في تقديم المساعدات الإنسانية سواء داخل الكويت أو خارجها لاسيما انها ملتزمة قواعد العمل الانسانية العالمية وخصوصا في تقديم العون للجميع دون استثناء.(النهاية) أ خ و / ت ب