A+ A-

تقرير.. عدد النازحين داخل بلدانهم بلغ في 2014 رقما قياسيا

تقرير.. عدد النازحين داخل بلدانهم بلغ في 2014 رقما قياسيا
جنيف - 6 - 5 (كونا) -- ذكر تقرير متخصص اليوم ان عدد النازحين داخل بلدانهم نتيجة الصراعات والعنف قد سجل في عام 2014 رقما قياسيا جديدا بلغ 38 مليون شخص مشيرا الى أن هذا الرقم يعادل عدد سكان لندن ونيويورك وبكين مجتمعين.
ووثق التقرير الصادر عن (مركز رصد النزوح الداخلي) التابع للمجلس النرويجي للاجئين نزوح 11 مليون شخص جديد على امتداد عام 2014 نتيجة لأحداث العنف وهو رقم قياس جديد للسنة الثالثة على التوالي.
وقال التقرير الذي جاء تحت عنوان (استعراض عالمي 2015 : الأشخاص النازحون داخليا بسبب الصراع والعنف) ان هذا العدد القياسي الجديد يمثل زيادة بمقدار 7ر4 مليون نازح عن العام 2013 حيث بلغت احصائيات المركز انذاك 3ر33 مليون نازح.
وأوضح ان 60 بالمئة من النازحين الجدد يتواجدون في خمسة بلدان هي العراق وجنوب السودان وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا.
واضاف ان المدنيين العراقيين كانوا الأكثر معاناة من النزوح في 2014 إذ فر 2ر2 مليون شخص على الأقل من منازلهم.
كما اشار التقرير الى أن 40 بالمئة على الأقل من سكان سوريا أصبحوا نازحين في بلدهم أي ما يعادل 6ر7 مليون شخص ويمثلون بذلك أعلى رقما في العالم.
ولفت في الوقت ذاته الى ان حملة حركة (بوكو حرام) للسيطرة على مناطق شمال شرق نيجيريا بغية فرض ما يصفونه بأنه قانون إسلامي قد أدت إلى إجبار مئات آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم.
في الوقت ذاته كشف التقرير الى ان اوروبا شهدت لأول مرة منذ ما يزيد على عقد من الزمن حركة نزوح قسري كبيرة نتيجة الحرب في أوكرانيا حيث فر أكثر من 646 الف شخص من منازلهم في 2014.
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان ايغلاند ان هذه الارقام تعد الأسوأ من حيث اعداد المجبرين على النزوح خلال جيل كامل وهي أرقام تشير إلى إخفاقنا التام في حماية المدنيين الأبرياء.
واضاف ايغلاند في بيان صحفي "إن دبلوماسيي العالم وقرارات منظمة الأمم المتحدة ومحادثات السلام واتفاقيات وقف إطلاق النار قد خسروا جميعا المعركة في مواجهة المسلحين المتجردين من الرحمة والمدفوعين بمصالح سياسية ودينية".
وشدد على ضرورة ان يكون هذا التقرير "صرخة مدوية للتنبه" مطالبا بإيقاف النمط السائد المتمثل في ان يجد ملايين الرجال والنساء والأطفال أنفسهم عالقين في مناطق الصراع حول العالم.
وخلص ايغلاند الى ان "هناك 38 مليون إنسانا يعانون غالبا في ظروف مأساوية" مشيرا الى انهم لا يملكون أي أمل ولا مستقبل طالما لم نقم بتحدي أنفسنا لتغيير طريقة تعاملنا مع الأمر.
من جانبه أعتبر مساعد مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين المعني بشؤون الحماية فولكر تورك في البيان ذاته "أن أعداد النازحين الكبيرة نتيجة للصراع" مشيرا الى انه كلما طال أمد النزاع كلما زاد شعور هؤلاء بعدم الأمن وفقدان الأمل مما سيحدوا بهم لعبور الحدود ليغدو لاجئين.
واوضح انه "كما شاهدنا في السنوات الماضية في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط على سبيل المثال فإن اليأس يدفع الناس إلى تجريب حظهم وحتى المجازفة بالمضي في رحلات خطرة بالقوارب".
وأضاف أنه مع نهاية عام 2014 اصبح هناك أشخاص يعيشون حالة نزوح منذ عشر سنوات أو أكثر في 90 بالمئة من البلدان والأقاليم الستين التي رصدها (مركز رصد النزوح الداخلي).
وقال مدير المركز ألفريدو زموديو أنه "مع ظهور أزمات جديدة أو تجدد أخرى في بلدان مثل أوكرانيا أو العراق فقد نشأت حالات نزوح أشخاص جدد يضافون إلى العدد الهائل من النازحين عالميا والذين يبدو أنهم قد حرموا فرصة إيجاد طرق لإنهاء نزوحهم".
وذكر زموديو أن اغلبية العدد الهائل من النازحين يشمل أولئك الذين هجروا من ديارهم منذ سنوات عدة كما هي الحال في أذربيجان وقبرص مما قد يدفع بالنازحين إلى أن يصبحوا أسرى دائرة مفرغة يصعب عليهم الخروج منها مع مرور الوقت.
كما بين تقرير (مركز رصد النزوح الداخلي) ان النزوح كشف في أحيان كثيرة عن التحديات الهيكلية الأساسية داخل بلد ما وكيف يمكن جعل قضية النزوح ممتدة زمنيا من خلال تعمد بعض الحكومات لايجاد حل رسمي للأزمة.
ويغطي التقرير حالات النزوح بالاستناد إلى البيانات التي تم توفيرها من قبل الحكومات ومنظمات غير حكومية شريكة ووكالات الأمم المتحدة.
ويوثق الأرقام والتحليلات الخاصة بالنزوح داخل 60 بلدا واقليما نتيجة الصراعات وانتشار العنف. (النهاية) ت ا / ن س ع