A+ A-

هيئات دولية وأممية تعرب عن قلقها إزاء الأوضاع الإنسانية في اليمن

جنيف - 1 - 5 (كونا) -- أعربت ثلاث هيئات دولية وأممية هنا اليوم عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية في اليمن لاسيما فيما يتعلق بالصحة والطفولة والغذاء.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان من مقرها الرئيسي "إن النظام الصحي في اليمن يواجه بعد مرور نحو شهر من بدء الضربات الجوية والقتال صعوبات في التكيف مع الظروف".
وأضافت "أن هناك نقصا حادا في المواد الأساسية ولاسيما في المواد الغذائية والوقود كما زادت القيود المفروضة على الاستيراد من جراء تردي الأوضاع".
وأوضحت أن الفريق الجراحي التابع لها وجميع الموظفين المحليين والمرضى "اضطروا إلى مغادرة مستشفى الجمهورية في عدن بعدما أصبح مبنى هذا المستشفى نفسه جبهة للقتال".
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن سيدريك شفايتسر في البيان ""لقد أصابتنا الصدمة من قلة احترام جميع الأطراف للمستشفى الذي يعد مؤسسة صحية محايدة".
وأضاف "لا ينبغي أن يحدث هذا تحت أي ظرف من الظروف ولا ينبغي تحت أي ظرف استهداف المستشفيات أو استخدامها لأغراض القتال".
وأكد "أن فرق اللجنة ظلت تعمل في هذا المستشفى لمدة ثلاثة أسابيع غير أنه تقرر إخلاء المستشفى بعد أن أصبح جميع المرضى والموظفين عرضة للخطر".
وأوضحت اللجنة أن "العاصمة صنعاء تشهد كل صباح طوابير طويلة أمام محطات الوقود والوضع لا يختلف عن ذلك في جميع أنحاء البلاد ويضاف إلى هذا الوضع نقص في إمدادات المياه والكهرباء".
ونقل البيان أيضا عن مدير مستشفى الكويت في صنعاء عيسى الزوبة قوله "نواجه صعوبات لوجستية هائلة في سعينا إلى الحفاظ على هذا المستشفى كي يؤدي عمله" مشيرا إلى "نفاد مخزوننا من وقود الديزل ولم يعد بإمكان سيارات الإسعاف التي بحوزتنا نقل المرضى ولا يستطيع سوى نصف عدد موظفينا المجيء إلى العمل نظرا لتوقف حافلات المستشفى عن السير".
وأفاد أحد كبار الأطباء في قسم الطوارئ بمستشفى الكويت بأن "النقص الحاد في الإمدادات اللازمة لإنقاذ الأرواح في المستشفيات يعزى إلى انعدام الواردات الأساسية إذ كان للمستشفى مصنع الأوكسجين الخاص به ولكن الإنتاج توقف الآن ولم يعد من الممكن إجراء أعمال الصيانة واستيراد قطع الغيار".
وتقول اللجنة الدولية إنها بقيت على اتصال بالمرافق الصحية الرئيسية المنتشرة في جميع أنحاء اليمن والتي تعمل على إسعاف المرضى ومعالجتهم ونقلهم إلى المستشفيات.
وأشارت إلى أنها قدمت حتى الآن مواد تضميد وسوائل وريدية ونقالات وعكازات وأدوية لما يزيد عن 15 مستشفى في محافظات صنعاء وصعدة ومأرب وتعز وعدن وأبين والضالع كما زودت بالوقود أيضا ثلاثة مستشفيات رئيسية في صعدة وأبين وعدن.
وفي السياق ذاته قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إنها تقوم بايصال إمدادات منقذة للحياة إلى عدن بعد أن بدأ الدواء والمعدات بالنفاد الى جانب ايصال إمدادات لأكثر من نصف مليون شخص معظمهم من النساء والأطفال في اليمن تكفيهم للاشخر الثلاثة القادمة.
وأوضحت (يونيسف) في بيان أن الإمدادات التي وصلت إلى عدن عبر البحر ستقوم بسد النقص في المواد الضرورية المنقذة للحياة والتي بدأت تنفد من المستشفيات والمراكز الصحية في محافظات عدن والضالع ولحج وأبين وشبوة "وهي من بين المناطق التي تأثرت بشكل كبير".
كما أوضح البيان أن الإمدادات التي تم إرسالها إلى اليمن تتضمن أدوية تكفي لمعالجة سبعة آلاف طفل من الإسهال المائي الحاد و50 رزمة لقابلات الولادة تساعد في توليد 2500 طفل بأمان كما من المتوقع أن تصل شحنة أخرى من هذه الإمدادات الضرورية إلى ميناء الحديدة غدا.
وتقول (يونسيف) "لقد توقف العديد من الخدمات الرئيسية في البلاد بعد أن بدأ الوقود والماء والطعام بالنفاد بسرعة وبدأت المياه والنفايات تتراكم في الشوارع كما بدأت مياه المجاري بالفيضان". وأوضحت "أن ظروف النظافة والصرف الصحي المتردية تزيد من خطر انتشار الأمراض والإصابة بالإسهال وستساعد إمدادات المياه والصحة الطارئة التي ستوفرها (يونيسف) في درء هذه المخاطر".
ويقول ممثل (يونيسف) في اليمن جوليان هارنيس "يواجه الأطفال الآن أكثر من أي وقت مضى خطر الموت بسبب أمراض كالإسهال المائي الحاد والتدهور العام في ظروف الحياة ولذا فإن هناك حاجة ملحة لجلب إمدادات الغذاء والوقود للبلاد".
وأوضح أن "منظمات الإغاثة الإنسانية قد تستطيع توفير المساعدة الفورية إلا أنها لن تتمكن بأي شكل من الأشكال من تلبية الاحتياجات اليومية الضخمة للسكان المدنيين المتأثرين بالنزاع".
ومن جانبه قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان إن توزيع المواد الغذائية الطارئة قد توقف في اليمن بسبب نقص الوقود الشديد.
وناشد البرنامج "جميع الأطراف في اليمن السماح لوكالات الإغاثة بجلب الوقود والمواد الغذائية حيث يهدد نقص الوقود بوقف إيصال المساعدات المنقذة لحياة اليمنيين".
وأوضح البيان أن برنامج الأغذية العالمي تمكن خلال الأسبوعين الماضيين من توصيل غذاء إلى قرابة 700 ألف شخص من خلال معونات غذائية طارئة في سبع محافظات بينها عدن وصنعاء وحجة والحديدة وعمران والمحويت وذمار.
وقال ممثل البرنامج والمدير الإقليمي في اليمن بورنيما كاشياب "لقد وصلنا إلى مرحلة لم يعد بإمكاننا فيها الاستمرار في نقل الغذاء من مخازننا إلى الناس الذين في أمس الحاجة إليه لاسيما ونحن في بلد يعاني نصف سكانه من انعدام الأمن الغذائي وهذا يعني أن الكثير من الأسر لا تعرف من أين ستأتي بوجبتها المقبلة كما أنهم لا يستطيعون امتصاص أي صدمات".
ويقول البرنامج الأممي "إننا بحاجة عاجلة إلى أكثر من 200 ألف لتر من الوقود لمواصلة توزيع المواد الغذائية المتبقية بالفعل في المستودعات والتي تكفي لإطعام 4ر1 مليون شخص لمدة شهر واحد".(النهاية) ت ا / ط م ا