A+ A-

(الريال) و(برشلونة) في مواجهة ضارية ضد فريقين عريقين بنصف نهائي دوري الأبطال

من هنادي وطفة

مدريد - 25 - 4 (كونا) -- يداعب حلم مواجهة نارية بين قطبي الكرة الاسبانية (ريال مدريد) و(برشلونة) في نهائي دوري أبطال أوروبا عشاق الكرة الساحرة المستديرة في اسبانيا في سابقة غير مشهودة حتى اللحظة غير ان الطريق نحو ذلك شاق ومليء بالمصاعب.
واسفرت القرعة التي أجريت في مقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بمدينة (نيون) السويسرية عن مواجهتين من العيار الثقيل في المربع الذهبي بالبطولة احدهما بين (برشلونة) و(بايرن ميونخ) الألماني والأخرى بين (ريال مدريد) و(يوفنتوس) الإيطالي.
ويواجه (برشلونة) المباراة الأقوى والتحدي الأكبر مقارنة بمواطنه إذ سيتنافس ضد العملاق (بايرن ميونخ) الفائز بخمسة ألقاب أوروبية والذي يشهد أحد أفضل مراحله لاسيما بعد ان سحق (بورتو) البرتغالي في دور ربع النهائي مطيحا به من البطولة فضلا عن تربعه على عرش صدارة الدوري الألماني الذي قد يتوج به عمليا خلال عطلة الأسبوع.
ويتطلع الفريق البافاري لتكرار ثلاثية الألقاب التي أحرزها في 2013 عندما فاز بالدوري المحلي وكأس ألمانيا ودوري الأبطال.
وعلى ذلك الطريق سيحل ضيفا على الفريق الكتالوني بأرض (كامب نو) ذهابا في السادس من مايو المقبل على ان يخوض مباراة الإياب على أرضه (اليانز أرينا) في 12 من الشهر نفسه.
ومن جانبه يقبل (برشلونة) الحائز على أربع كؤوس أوروبية آخرها في 2011 على المواجهة في وقت يتألق فيه محليا إذ يتصدر البطولة المحلية بفارق نقطتين أمام أقرب ملاحقيه (ريال مدريد). وسيكون الصدام الاسباني الألماني ملحمة كروية خاصة أن (برشلونة) يتطلع إلى إسقاط بطل الدوري الألماني (بايرن ميونخ) بعد أن أطاح ببطل انجلترا (مانشستر سيتي) في دور ال16 وبطل فرنسا (باريس سان جيرمان) في ربع النهائي.
ويتبادر إلى الاذهان في هذا السياق فكرة مباراة بنكهة "الثأر" بعد الخسارة الأخيرة التي مني بها برشلونة أمام الفريق البافاري في موسم 2012-2013 عندما فاز الألمان بأربعة أهداف نظيفة في مباراة الذهاب على ملعب (أليانز أرينا) قبل أن يعززوا تفوقهم في مباراة الإياب بثلاثية نظيفة ليتأهلوا للدور النهائي بمجموع سبعة أهداف نظيفة.
وتحمل المباراة عناصر تشويق أخرى أهمها عودة المدير الفني الحالي للفريق البافاري بيب غوارديولا إلى (كامب نو) لمواجهة فريقه السابق الذي غادره في 2013 إلى جانب اللاعب البرشلوني السابق تياغو ألكاتنارا.
ويتبع الفريقان أساليب هجومية قوية لكنها تبدو بمستوى أعلى للفريق البافاري الذي أحرز 30 هدفا في المباريات العشر التي خاضها بالبطولة حتى الآن خلال هذا الموسم مقابل 23 هدفا لبرشلونة الذي فاز رغم ذلك بتسع مباريات وخسر في مباراة واحدة في مرحلة المجموعات مقابل فوز بايرن بسبع مباريات وخسارته اثتنين وتعادله في أخرى.
ومن جانبه يلتقي (ريال مدريد) في مواجهة كلاسيكية ضد (يوفنتوس) بطل الدوري الإيطالي والحائز على لقبين بالبطولة القارية.
وكان الفريقان التقيا في 16 مباراة سابقة بالمنافسة فاز الفريق المدريدي بثمان منها وتعادل في واحدة وخسر سبعا.
ورغم ان الحظ حالف مدريد في القرعة باعتبار الفريق الإيطالي أقل الفرق قوة في المربع الذهبي فانه يجب عدم التقليل أبدا من تلك المواجهة بين الفريقين العريقين محليا وأوروبيا إذ بات (يوفنتوس) قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالدوري الإيطالي ما يتيح له التركيز بشكل أفضل على المواجهة ضد ريال مدريد.
وما زالت ذكرى المباراة التاريخية التي جمعت بين الفريقين في نهائي دوري الابطال في عام 1998 تراود مشجعي ريال مدريد اذ أطاح الفريق الملكي في ذلك اللقاء على ملعب (أمستردام أرينا) بمنافسه ليتوج بلقبه الأوروبي السابع بعد جفاف دام 32 عاما.
ورغم ذلك فإن المواجهتين اللاحقتين بين الفريقين لم تكونا إيجابيتين بالنسبة للريال إذ أطاح به (يوفنتوس) في نصف نهائي البطولة عام 2008 وهزمه بعد عامين من ذلك في دور ال16. وانتقم (ريال مدريد) من منافسه العتيق الذي التقى به للمرة الأولى بالكأس الأوروبي في عام 1962 في البطولة بنسختها السابقة عندما تغلب عليه (2-1) في (سانتياغو برنابيو) ذهابا بدور المجموعات واكتفى بالتعادل بهدفين لمثلهما في مباراة الإياب في (تورين).
ووصل (يوفنتوس) إلى نصف نهائي البطولة القارية بعد ان أطاح بفريق (موناكو) الفرنسي في الدور السابق مكملا سلسلة من ستة انتصارات وخسارتين وتعادلين في حين وصل (ريال مدريد) بعد فوزه بثماني مباريات وخسارته في واحدة وتعادله في أخرى.
ويراهن ريال مدريد على الفوز بالكأس الأوروبية لاسيما ان خياراته بالفوز باللقب المحلي مرهونة بسقوط (برشلونة) المتصدر بفارق نقطتين غير ان المباراة أمام (يوفنتوس) لن تكون مريحة خاصة أن الفريق الإيطالي يعتمد أسلوبا دفاعيا قويا منع اهتزاز شباكه أكثر من خمس مرات في حين أحرز 13 هدفا بالبطولة.
ويستضيف (يوفنتوس) الفريق الاسباني ذهابا على ملعب (تورين) في 5 مايو المقبل فيما ستقام مباراة الإياب على ملعب (سانتياغو برنابيو) في 13 من الشهر نفسه ما يمنح الأخير أفضلية طفيفة.
ورغم ان جميع التوقعات تصب في مصلحة النادي المدريدي كونه بطل أوروبا والعالم فإن (يوفنتوس) الذي يبلغ دور نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 2003 كان محظوظا بعض الشيء أيضا بالقرعة إذ ان (ريال مدريد) يواجه جدول مباريات صعبة بفواصل زمنية قليلة قبل مباراتي الذهاب والإياب ما يعزز فرصة تفوق الفريق الإيطالي بدنيا.
وإلى ذلك يضاف معاناة (ريال مدريد) من الإصابات في صفوفه لاسيما في ضوء التأكد من غياب الكرواتي لوكا مودريتش حتى نهاية الموسم والقلق من استمرار غياب الويلزي غاريث بيل والفرنسي كريم بنزيمة لكن التفاؤل موجود مع المكسيكي تشيتشاريتو هيرنانديز الذي قدم أداء قويا في المباريات القليلة التي خاضها ومنح فريقه التأهل على حساب (اتلتيكو مدريد) بهدف بارع.
ومن الأمور الأخرى التي يتمسك بها (يوفنتوس) هي اخفاق جميع الفرق الأوروبية منذ تغيير نظام البطولة مطلع التسعينيات من القرن الماضي في تحقيق اللقب الأوروبي عامين متتالين بالإضافة إلى تراجع دوافع الريال للفوز مقارنة بالعام الماضي عندما فاز باللقب للمرة العاشرة بعد غياب 19 عاما.
وسيحمل اللقاء الاسباني الإيطالي عوامل جذابة أيضا إذ يواجه اللاعب المدريدي السابق ألفارو موراتا الفريق الذي ترعرع في صفوفه قبل الانتقال لإيطاليا في حين سيواجه المدير الفني المدريدي كارلو أنشيلوتي الفريق الذي دربه طوال موسمين وكذا سيلتقي الحارسان إيكر كاسياس وبوفون الوحيدان المتبقان من تشكيلة الفريقين في 2003. ومن الواضح انه من الصعب الحكم على النتائج حاليا أو توقع أساليب اللعب التي سيوظفها المدربون لكن من المؤكد ان عشاق الكرة حول العالم سيستمعون بملاحم كروية بين أفضل الفرق الأوروبية في مسيرتها الشاقة نحو النهائي الذي سيجرى في برلين في السادس من يونيو المقبل. (النهاية) ه ن د / ط م ا