A+ A-

مؤتمر القراءة يناقش دور الاعلام في تهميش الثقافة

الكويت - 20 - 4 (كونا) -- تناولت الجلسة المسائية لمؤتمر القراءة الوطني الذي تنظمه جهات شبابية بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب تحت عنوان (وألق بصرك) هنا اليوم اشكالية تهميش وسائل الاعلام للثقافة وعدم اهتمامها بالطرح الثقافي لحساب فنون اعلامية اخرى.
ودعا المشاركون في الجلسة التي اقيمت في اليوم الثاني والاخير للمؤتمر الى تحرير عقل المثقف من القيود التي تكبله لاستعادة فنون الثقافة ريادتها التي فقدتها منذ عقد الخمسينات من القرن الماضي.
من جهتها تناولت الأديبة الكويتية سعدية المفرح دور الصحافة في تهميش الثقافة وعدم اهتمامها بالطرح الثقافي ملقية باللوم على المتلقي نفسه الذي لا يرغب بالثقافة ولا يهتم بأي طرح ثقافي.
واستعرضت تاريخ ونشأة الصحافة في الوطن العربي لافتة الى انها بدأت كصحافة ثقافية أدبية وكان مؤسسو الصحافة هم من الادباء والأسماء اللامعة في عالم الثقافة التي شكلت الذاكرة الثقافية العربية.
ورأت ان التحول في تاريخ الصحافة العربية بدأ بعد اجهاض الحركة الثقافية في الثلث الأول من القرن العشرين وتحولها من صحافة ثقافية الى خبرية فتراجعت معها فنون الثقافة والأدب في مقابل بروز فنون صحافية اخرى أصبحت هي السائدة.
وقالت ان التحول الذي حدث في تاريخ الصحافة العربية بعد ان اجهضت الحركة الثقافية التنويرية في عالمنا العربي منذ بداية القرن العشرين نقلها من مصدر ثقافي ادبي وصحافة رأى الى صحافة خبرية.
وأرجعت السبب في ذلك الى الانقلابات والثورات التي شهدتها المنطقة في فترة الخمسينات التي شهدت تحول الصحافة الى أداة في يد السلطة وحدوث خلط ما بين الرأي السياسي والثقافي فتحولت معه الثقافة الى أداة صراع سياسي.
واضافت اننا بدأنا نسمع عن مصطلح الأمن الثقافي بعد تلك الصراعات والانغلاق الحذر تجاه الداخل والخارج بدلا من تنمية ثقافة الحوار مبينة انه من هنا بدأت كارثة طريقة التعاطي في الشأن الثقافي اضافة الى خلط الثقافي بالاعلامي واخضاع الثقافة لضرورات الاعلام . وقالت اننا بحاجة لحريات مطلقة لكي تنهض الصحافة الثقافية وحتى لا تقدم مادة للمتابعة الاخبارية فقط متناسية بذلك دورها الحقيقي في ترسيخ مبدأ الاحتفاء بالرأي الآخر مشيرة الى ان الحريات في الوطن العربي نسبية الا ان الكويت تحظى بهامش واسع من الحرية .
من جانبها تطرقت الشاعرة البحرينية الدكتورة بروين حبيب الى دور الفضائيات في تهميش الثقافة لافتة الى ان معظم مقدمي البرامج الثقافية مناضلون في زمن يتلاشى فيه كل عظيم وعميق ويطفو كل سطحي .
وذكرت ان فكرة النجومية في بعض الفضائيات العربية لها مقاييس مختلفة بعد ان تحولت تلك الفضائيات الى وسائل تسلية قد تسلط الضوء على قضايا وامور فكرية بنسب ضئلية جدا مبينة ان الثقافة تأتي في مؤخرة اهتماماتها.
وقالت ان العالم العربي شهد فورة فضائية اقتضت معها ساعات البث الطويلة توظيف جسم اعلامي عربي متزايد مضيفة انه في هذا المناخ من النمو الفضائي المحموم اتسعت حصة "الثقافي" وبات الطلب على فقرة الثقافة اكبر.
يذكر ان مؤتمر القراءة الوطني الاول (والق بصرك) الذي افتتح امس اختتم اعماله اليوم بجلسات قدمها نخبة من المفكرين والمثقفين العرب فيما سيقام عل هامشه الليلة حفل غنائي للفنان اللبناني مارسيل خليفة بعنوان (تصبحون على وطن).(النهاية) م ر ف / ع ب د