A+ A-

الولايات المتحدة تؤكد تنسيق الجهود مع دول الخليج العربية واليمن ضد الحوثيين

مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون
مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون

من بدر الشرهان

الكويت - 18 - 4 (كونا) -- أكدت الولايات المتحدة اليوم تنسيق جهودها مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليمن لمحاربة الميلشيات الحوثية وحلفائها من أجل إعادة القيادة الشرعية الى اليمن معربة عن قلقها ازاء التدخلات الخارجية على الساحة اليمنية.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الولايات المتحدة توفر الدعم اللوجستي والاستخباراتي للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لمحاربة الحوثيين مشيرة الى وجود تنسيق لجهود التحالف بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة واليمن.
وأضافت "اننا نشارك بشكل ملحوظ" في عملية (عاصفة الحزم) التي بدأت في ال26 من مارس الماضي بناء على طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وكان وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر اعلن قبل يومين "مساعدة السعوديين على حماية أراضيهم وشن عملية من شأنها أن تؤدي في النهاية إلى التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن".
وكانت العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن بمشاركة عشر دول من أجل حماية الشعب اليمني قد تلقت دعما سياسيا بتبني مجلس الامن الثلاثاء الماضي القرار رقم 2216 الذي دان العمليات العسكرية التي شنتها الميليشيات الحوثية ضد الحكومة الشرعية وفرض عقوبات ضد الميليشيات وزعيمها بالإضافة الى نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ودعا القرار 2216 الذي اعتمد الثلاثاء الماضي بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الى استئناف العملية السياسية في اليمن على أساس مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلية تنفيذها ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.
كما أعربت باترسون عن القلق إزاء الدور الإيراني في اليمن قائلة انه "يقلقنا جميعا ويقلق السعوديين بسبب مصالحهم الاستراتيجية التي تتأثر مباشرة بما يحدث في اليمن".
وقالت المسؤولة الأمريكية إن ايران "تلعب دورا واضحا لزعزعة الاستقرار في اليمن وهو ما يقلقنا جميعا ويقلق السعوديين لارتباط مصلحتهم الاستراتيجية بما يحدث في اليمن بصورة مباشرة".
وأشارت أيضا الى أهمية حرية الملاحة عبر مضيق باب المندب للمنطقة وللعالم أجمع موضحة أن قوات التحالف التي تقصف المنشآت العسكرية المحتلة من قبل الحوثيين حريصة في الوقت نفسه على ضمان انسياب الملاحة في هذا المضيق الاستراتيجي.
كما تطرقت باترسون الى الحديث عن "الكارثة الإنسانية المروعة" في سوريا والتي أدت إلى مقتل ما يقرب من 250 ألف شخص وتشريد ملايين آخرين داخليا أو في بلدان مجاورة وقالت إنه لا تلوح في الأفق أية مؤشرات على حل الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس.
وبينت أن الوضع على أرض أصبح أكثر تعقيدا مع ظهور تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وضرورة تقديم الدعم للمبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا في مسعاه للتفاوض على تسوية سياسية بين الحكومة والمعارضة.
وقالت "سنواصل الضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي تحت اشراف الامم المتحدة" يستبعد فيه الرئيس بشار الاسد "الذي يتوجب عليه الرحيل".
واوضحت أن الولايات المتحدة تدعم ما تعتبره المعارضة المعتدلة لمحاربة عناصر قوات النظام السوري قائلة "إننا نفعل أشياء عديدة مثل تدريب القوى المعتدلة وتجهيزها".
وفي هذا الصدد اكدت باترسون أن بلادها لن تدعم إزالة جميع اركان النظام السوري قائلة إنه يتوجب عدم المساس بالدولة السورية حتى لا يوجد فراغ أمني الا ان المشهد لابد أن يخلو من بشار الأسد ومستشاريه المقربين .. وعلى المعارضة ان تبقى على اتصال دائم بالدوائر القريبة من الأسد لحثه على التخلي عن السلطة".
ويعاني الشعب السوري منذ اندلاع الصراع في مارس 2011 والذي أدى الى فرار ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ إلى دول الجوار كالأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر ما أدى الى خلق كارثة إنسانية واسعة النطاق.

وفيما يتعلق بالوضع في العراق أشادت السفيرة باترسون بجهود رئيس الوزراء حيدر العبادي في مسعاه لتحقيق المصالحة بين مختلف المجموعات العرقية والدينية في بلاده والتي ستؤدي في النهاية الى التصدي لتهديدات تنظيم (داعش).
وقالت إن "العبادي يحاول تقليل الصراعات بين السنة والأكراد والشيعة وتقليص حجم الصراعات على الأراضي العراقية في مهمة شاقة للغاية".
وفيما تقوم قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشن غارات جوية ضد مواقع (داعش) في أنحاء مختلفة من العراق مثل الفلوجة وبيجي وتكريت والموصل والرمادي قالت باترسون إن هذه الجهود حققت "تقدما وان كان بطيئا بعض الشيء".
وأضافت "أرى أن تلك الجهود تسير في الاتجاه الصحيح" مبينة أن المعركة الاخيرة في تكريت أظهرت قدرة العراقيين على طرد (داعش) من المدينة بعد حصولهم على دعم من القصف الأمريكي.
كما اشارت الى صمود قوات التحالف في العراق وسوريا وتمسكها بأهداف الحملة العسكرية كوقف تدفق المقاتلين الأجانب وتجفيف منابع (داعش) المالية من تهريب النفط .
وأشادت في هذا السياق بتعاون الكويت والسعودية في دعم التحالف الدولي لمواجهة (داعش) بالاضافة الى تركيا التي أسهمت في قطع تدفق المقاتلين الأجانب من الحدود التركية وخفض تدفق النفط من (داعش) الى جانب "الدور الكبير" الذي لعبته ايران ضد (داعش) في العراق".
وحول الملف النووي الايراني بعد اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه بين طهران ومجموعة (5+1) في سويسرا مؤخرا وصفت باترسون المحادثات القادمة بأنها "صعبة للغاية.. لاسيما وأنها مليئة بالتفاصيل التي يجب تسويتها".
وقالت ان "اتفاق الإطار سيسهم في وقف تخصيب ايران لليورانيوم والحد من عدد أجهزة الطرد المركزي ووضع منشآتها النووية تحت عمليات تفتيش دولية مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران".
على صعيد آخر اشادت باترسون بدور مصر في المنطقة واصفة اياها بأنها "حليف استراتيجي وتجاري للولايات المتحدة" ومشيرة في هذا الصدد الى حرص الولايات المتحدة على اقامة علاقات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضحت أن ذلك كان السبب وراء قرار الرئيس الامريكي باراك أوباما برفع الحظر عن مبيعات المعدات العسكرية إلى مصر قبل اسبوعين والتي شملت طائرات (اف 16) وصواريخ هاربون ودبابات من طراز ابرامز (ام 1 ايه 1) الى جانب مطالبة الكونغرس بتقديم مساعدات مالية سنوية الى مصر بقيمة 3ر1 مليار دولار.
وفيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط قالت باترسون ان بلادها ترى ان حل الدولتين هو الحل الوحيد القابل للاستمرار على المدى الطويل لكل من الفلسطينيين والاسرائيليين.
وأوضحت أن وزير الخارجية جون كيري يأمل في أن يؤدي استئناف الجهود الرامية الى عودة الاسرائيليين والفلسطينيين الى طاولة المفاوضات بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية مؤكدة أن "الولايات المتحدة ترى أن حل المشكلة الفلسطينية يمثل أهمية للمنطقة بأسرها".
يذكر ان باترسون اجتمعت خلال زيارتها الاخيرة إلى الكويت قبل يومين مع رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ خالد الجراح الصباح ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح وعدد من رجال الاعمال. (النهاية) ب ش / أ م س