A+ A-

استضافة الكويت ل(المانحين 3) خطوة الى الامام في التعاضد الدولي لاسيما انسانيا

صورة جماعية للمشاركين في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين
صورة جماعية للمشاركين في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين

الكويت - 31 - 3 (كونا) -- لم يخيب المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي استضافته الكويت اليوم برعاية (قائد العمل الانساني) سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الامال الكبيرة المعقودة عليه في بلسمة جراحات اللاجئين والنازحين السوريين بل مكن المجتمع الدولي من أن يخطو خطوة الى الامام في التعاضد والتآزر كما جاء على لسان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وعلى قدر العزم والهمة تمضي دولة الكويت (مركز العمل الانساني) على طريق تحقيق رسالتها الانسانية حيث أعلن سمو الأمير تعهد البلاد بتقديم 500 مليون دولار أمريكي لدعم الوضع الانساني في سوريا.
وقال سموه في كلمته الافتتاحية للمؤتمر إن دولة الكويت حكومة وشعبا لم تدخر جهدا في تقديم المساعدات الانسانية للشعب السوري الشقيق منذ بدء الأزمة وذلك عبر مؤسساتها الرسمية والشعبية في ظل استمرار الأوضاع المأساوية التي يعاني منها إخوتنا في سوريا.
وأضاف سموه أن ذلك ياتي "إيمانا منا بأهمية وضرورة إيصال رسالة إلى هذا الشعب بأن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه ويشعر بمعاناته وأنه لن يتخلى عنه في محنته داعيا الجميع وضع هذه المأساة أمام أعينهم والعمل على تضميد جراح هذا الشعب الذي عانى الكثير".
كما تمثل النجاح الذي حققه مؤتمر المانحين الثالث وفق ما أشار اليه بان كي مون أيضا بقوله إن القيمة الاجمالية للتعهدات 8ر3 مليار دولار تفوق ما سجله المؤتمر الاول للمانحين عندما بلغ مجموع التعهدات نحو 5ر1 مليار دولار وتخطى كذلك مجموع التعهدات في المؤتمر الثاني عندما بلغ 4ر2 مليار دولار.
وأكد أن "الشعب الكويتي عليه أن يفخر بدور بلده الاساسي في مساعدة المحتاجين حول العالم ولاسيما ما تقدمه من دعم سخي للشعب السوري موضحا أن المبلغ سيخصص لدعم خطة الاستجابة الاستراتيجية للامم المتحدة والخطة الاقليمية لتعزيز قدرة صمود السوريين وتمكين المنظمات الانسانية من الوصول الى أكبر عدد من المحتاجين داخل سوريا.
وأكد أن تلك التعهدات ستسهم كذلك في دعم الدول المجاورة لسوريا في تحمل أعباء استضافة اللاجئين من خلال تطوير وتحسين البنى التحتية والاقتصاد فيها.
وأعرب عن ثقته في أن تحقق الالتزامات نتائج ملموسة "حيث سبق ان اسهمت التعهدات الماضية في توفير الغذاء لاكثر من خمسة ملايين شخص شهريا كما مكنت الملايين من الحصول على المياه النظيفة وسمحت بعلاج اكثر من 5ر17 مليون حالة وعودة مليوني طفل الى المدارس داخل سوريا".
وأكد انه على علم تام بأن تنظيم مثل هذا الحدث ثلاث مرات متتالية "صعب جدا" وان قيادة سمو أمير الكويت الحكيمة "مكنتنا من تحقيق ذلك وبأفضل النتائج". وأشاد بمشاركات الدول المانحة في المؤتمر ومساهماتها السخية مثمنا عمل المنظمات والوكالات الدولية والاقليمية في دعم الاوضاع الانسانية في سوريا وخارجها.
وقال بان ان الكويت استضافت مؤتمر المانحين وسط ظروف بالغة الدقة في المنطقة كانت قد تحول دون نجاحه في الخروج بتعهدات بهذا الحجم لدعم الوضع الانساني في سوريا.
وحول اوجه صرف التعهدات ومدى ثقة الامم المتحدة بوصول هذه التبرعات والمنح من الدول الى مستحقيها شدد بان على ان كل الاموال التي تعهدت بها الدول والمنظمات الاقليمية "ستستخدم للهدف المحدد تجاه دعم الاوضاع الانسانية في سوريا".
وذكر ان جميع قادة منظمات ووكالات الامم المتحدة بدءا من مكتب تنسيق الشؤون الانسانية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي واللجنة الدولية للصليب الاحمر "يعملون على استخدام الاموال بالطريقة المناسبة".
من جانبه قال النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إن مشاركة 78 دولة و 40 منظمة دولية وما يفوق عن 100 منظمة غير حكومية "وما خرج به مؤتمرنا اليوم أثبتت بما لايدع مجالا للشك بأننا قادرون كمجتمع دولي وللمرة الثالثة على توحيد الجهود ومواصلة العمل من أجل توفير الاحتياجات الانسانية الأساسية للأشقاء في سوريا لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري المنكوب وقدمت رسالة واضحة بأنه على المجتمع الدولي أن يواصل عمله لايقاف نزيف الدم السوري بشكل عاجل وبكافة الوسائل لوضع حد لهذه المأساة المتفاقمة".
وذكر أن "ما تمر به منطقتنا من أوضاع دقيقة وحساسة تهدد أمننا واستقرار شعوبنا تستوجب منا العمل وبكل جهد لمواصلة المساعي في تعزيز التعاون والتنسيق لايجاد أفضل السبل الكفيلة لمعالجة التحديات والمخاطر التي نواجهها ويواجهها معنا العالم أجمع".
وقال الخالد "باشرنا منذ مؤتمرينا الأول والثاني بتكريس العمل وبذل الجهود وسلوك القنوات كافة والسبل من أجل تخفيف جزء من معاناة الشعب السوري المنكوب وها نحن اليوم ومن خلال مؤتمرنا الثالث نستكمل المسيرة والجهود".
وأضاف أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رحب بدعوة الأمين العام للامم المتحدة باستضافة هذا المؤتمر انطلاقا من ايمان دولة الكويت بأهمية تقديم المساعدات الانسانية والاغاثية للدول والشعوب وضرورة المساهمة في تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق من قسوة الظروف التي يعيشها.
وذكر أنه في ظل مأساة كارثية وانسانية لم يشهدها تاريخنا المعاصر وشكلت بتعقيداتها وتداعياتها تحديا أمنيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا بالغ المأساة والألم عقد المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا بمشاركة 78 دولة و 40 منظمة دولية وما يفوق عن مئة منظمة غير حكومية.
ومن ناحيتها قالت وكيلة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسقة الاغاثة الطارئة فاليري آموس أن الوضع الانساني في سوريا بالغ التعقيد ويتفاقم أكثر فاكثر ويزداد صعوبة مع كل يوم تمر به الازمة السورية.
وقالت آموس إن هذا الوضع يجعلنا أمام كارثة اقليمية و مأساوية مضيفة أن هناك أكثر من 12 مليون انسان في سوريا بحاجة الى مساعدات عاجلة و ثلاثة أشخاص من أصل أربعة هم بحاجة ماسة الى المساعدة.
وذكرت أن كل يوم يمر بالازمة السورية بدون الوصول الى حل سياسي يؤكد لنا ان الوضع الانساني هناك صعب و بالغ التعقيد ويجب تقديم المساعدات للسوريين في داخل سوريا أواللاجئين في الدول المجاورة والمجتمعات المضيفة لهم وللحكومات هذه الدول التي تعاني من موازانتها بسبب وجود اللاجئين لديها والاعباء المترتبة على ذلك.
وقالت آموس "إننا نطلب من المانحين أن يقوموا أيضا بالدعم وأن يكونوا أسخياء في هذا الدعم لكي نستطيع الاستمرار في عملنا خلال العام المقبل معربة عن الشكر للدول على تعهداتها التي اعلنت في الجلسة الاولى اليوم آملة أن تسمع المزيد من التبرعات.
وأوضحت أن جميع المتحدثين اليوم عرضوا قضايا متعددة منها الاستمرار في مساعدة الشعب السوري والوقوف مع المجتمعات الحاضنة لهؤلاء اللاجئين و الاكثر من ذلك أن يكون هناك حل سياسي لهذه الازمة.
وكانت آموس أعربت في كلمتها خلال افتتاح المؤتمر اليوم عن الشكر للكويت ولسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على الالتزام بمساعدة الشعب السوري والاستمرار في الدور الانساني " الحيوي " لتأمين منصة لنقاش تطورات الازمة السورية.
بدورها أكدت مديرة برنامج الامم المتحدة الانمائي هيلين كلارك ضرورة حشد المجتمع الدولي لحل الازمة السورية التي تجمع التحديات الانسانية والتنموية وخلق آليات استجابة مستدامة بغية تخفيف معاناة الشعب السوري.
وقالت كلارك إن الامم المتحدة "أطلقت خطة الاستجابة الاستراتيجية والخطة الاقليمية للاجئين والقدرة على الصمود لتوفير الفرصة لدمج العمل الانساني والتنموي بصفة مستدامة".
وأضافت ان الامم المتحدة قامت بالتركيز في داخل سوريا ليس فقط بهدف معالجة الحاجات الانسانية الطارئة والملحة ولكن ايضا بهدف دعم سبل المعيشة وبناء قدرة المجتمع على الصمود.
وذكرت أن برنامج الامم المتحدة الانمائي تمكن من مساعدة 3ر2 مليون سوري بشكل مباشر وغير مباشر وإيجاد الاف من الوظائف الطارئة بما في ذلك وظائف للنساء وذوي الاحتياجات الخاصة واستثمار حوالي 155 الف طن من النفايات.
وأضافت أن الاوضاع داخل سوريا "انعكست على التقدم التنموي مع وصول نسبة البطالة الى 50 في المئة ومع عيش ثلثي السكان في خط الفقر المطبق.
واعربت كلارك عن الشكر لسمو أمير دولة الكويت على سخائه بعقد هذا المؤتمر في الكويت (عاصمة الانسانية) وجهود سموه في تعزيز استجابة المجتمع الدولي للازمة السورية.(النهاية) ف ك