A+ A-

الشيخ صباح الخالد.. مستمرون في جهودنا لتخفيف معاناة الشعب السوري المنكوب

جانب من المؤتمر صحافي
جانب من المؤتمر صحافي

الكويت - 31 - 3 (كونا) -- رحب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون وجميع العاملين في المنظمة الذين شاركوا في مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي اختتم أعماله هنا اليوم.
كما رحب الخالد في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقب اختتام المؤتمر بكل ممثلي وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية معبرا عن الشكر والتقدير على الجهود الاعلامية وتغطيتها المميزة لمؤتمر المانحين ما اسهم اسهاما مشهودا في إنجاح المؤتمر.
وقال "باشرنا منذ مؤتمرينا الأول والثاني بتكريس العمل وبذل الجهود وسلوك القنوات كافة والسبل من أجل تخفيف جزء من معاناة الشعب السوري المنكوب وها نحن اليوم ومن خلال مؤتمرنا الثالث نستكمل المسيرة والجهود".
وأضاف أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رحب بدعوة الأمين العام للامم المتحدة باستضافة هذا المؤتمر انطلاقا من ايمان دولة الكويت بأهمية تقديم المساعدات الانسانية والاغاثية للدول والشعوب وضرورة المساهمة في تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق من قسوة الظروف التي يعيشها.
وذكر أنه في ظل مأساة كارثية وانسانية لم يشهدها تاريخنا المعاصر وشكلت بتعقيداتها وتداعياتها تحديا أمنيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا بالغ المأساة والألم عقد المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا بمشاركة 78 دولة و 40 منظمة دولية وما يفوق عن مئة منظمة غير حكومية.
وجدد الشكر والتقدير "لكل الدول التي ساهمت في إنجاح هذا المؤتمر ولمنظمة الأمم المتحدة ممثلة بشخص معالي الأمين العام وكل هيئاتها ومؤسساتها العاملة وللأفراد والمؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية التي بذلت الجهود وحشدت الطاقات لتحقيق الهدف الأساسي من المؤتمر متضرعين للباري عز وجل أن يمن على الجميع بالأمن والاستقرار".

 من جهته قال الامين العام للامم المتحدة ان "الشعب الكويتي عليه ان يفخر بدور بلده الاساسي في مساعدة المحتاجين حول العالم ولاسيما ما تقدمه من دعم سخي للشعب السوري".
ودعا بان المجتمع الدولي الى تقديم المساعدة الى الشعب السوري الذي يعاني يوما بعد آخر من تداعيات الوضع الانساني الناجم عن الازمة السورية.
وقال ان " سوريا طالها التدمير والخراب جراء الصراع المرير الذي دخله عامه الخامس وتسبب في بقاء مناطق عدة من دون منازل ومستشفيات ومدارس".
واكد ان " المجتمع الدولي اليوم خطا خطوة الى الامام اظهرت تعاضدا وتآزرا للحد من معاناة الشعب السوري" موضحا ان تعهدات الدول المانحة والمنظمات غير الحكومية والتي بلغت 8ر3 مليار دولار دليل ناصع على التعاضد والتآزر الدولي.
وقال ان المبلغ سيخصص لدعم خطة الاستجابة الاستراتيجية والخطة الاقليمية لتعزيز قدرة صمود السوريين وتمكين المنظمات الانسانية من الوصول الى اكبر عدد من المحتاجين داخل سوريا.
واكد ان تلك التعهدات ستسهم كذلك في دعم الدول المجاورة لسوريا في تحمل اعباء استضافة اللاجئين من خلال تطوير وتحسين البنى التحتية والاقتصاد فيها.
واعرب عن ثقته في ان تحقق الالتزامات نتائج ملموسة "حيث سبق ان اسهمت التعهدات الماضية في توفير الغذاء لاكثر من خمسة ملايين شخص شهريا كما مكنت الملايين من الحصول على المياه النظيفة وسمحت بعلاج اكثر من 5ر17 مليون حالة وعودة مليوني طفل الى المدارس داخل سوريا".
وشدد على ان الحل السياسي في سوريا يعد المخرج الوحيد لانهاء الازمة ووضع حد لمعاناة الشعب السوري مؤكدا ان "الوقت حان لارساء مرحلة انتقالية سياسية شاملة في سوريا تستند الى بيان جنيف وتحقق تطلعات الشعب السوري.

 واعرب الامين العام للامم المتحدة عن شكره وتقديره للكويت قيادة وحكومة وشعبا في دعم العمل الانساني والتزام سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بهذا الدعم موضحا ان " العالم عليه ان يفخر به بهذا الرجل الانساني".
وقال بان ان الكويت استضافت مؤتمر المانحين وسط ظروف بالغة الدقة في المنطقة كانت قد تحول دون نجاحه في الخروج بتعهدات بهذا الحجم لدعم الوضع الانساني في سوريا.
وردا على سؤال حول ابرز تحديات ايصال المساعدات الى سوريا أكد ان الامم المتحدة والوكالات الانسانية والهيئات المتخصصة توفر المساعدات الى الشعب السوري في وقت تمثل فيه صعوبة الوصول الى بعض المناطق داخل سوريا اكبر عائق يحول دون ذلك.
وأوضح انه من الصعب التحرك بين المناطق داخل سوريا نظرا لاستمرار القتال واعمال العنف فيها فضلا عن كثرة الحواجز التي يسيطر عليها النظام السوري او المجموعات المتطرفة والمسلحة.
وافاد بأن مجلس الامن الدولي اعتمد قرارا لمعالجة هذه الصعوبة وتفعيل المساعدات الانسانية العابرة للحدود "الا ان هذا القرار لم يحظ بالتطبيق المناسب له على ارض الواقع بسبب استمرار اعمال العنف والقتال" معربا عن الامل في توفير المساعدات وايصالها بطريقة سالمة وآمنة.
وحول اوجه صرف التعهدات ومدى ثقة الامم المتحدة بوصول هذه التبرعات والمنح من الدول الى مستحقيها شدد بان على ان كل الاموال التي تعهدت بها الدول والمنظمات الاقليمية "ستستخدم للهدف المحدد تجاه دعم الاوضاع الانسانية في سوريا".
وذكر ان جميع قادة منظمات ووكالات الامم المتحدة بدءا من مكتب تنسيق الشؤون الانسانية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي واللجنة الدولية للصليب الاحمر "يعملون على استخدام الاموال بالطريقة المناسبة".
واضاف ان استخدام الاموال يتم عبر طرق "واضحة وشفافة" مع اعتماد المساءلة ورصد كيفية استخدام صرفها لضمان وصولها الى مستحقيها.
وردا على سؤال حول سبل حل القضايا المتفجرة في كل من ليبيا وسوريا واليمن اوضح ان الاوضاع في هذه البلدان تثير مخاوف كبيرة وتحديات أمام المجتمع الدولي لافتا الى انه عين مبعوثا خاصا لكل من هذه الملفات والتقى بهم مجتمعين في قمة جامعة الدول العربية التي عقدت مؤخرا.
وأضاف الامين العام للامم المتحدة ان "الوضع في اليمن سيطر على مختلف الفعاليات في القمة العربية" الاخيرة التي عقدت في شرم الشيخ بالاضافة إلى مناقشة المسائل المتعلقة بسوريا وليبيا.
وشدد على ضرورة ان تحل جميع المشكلات في المنطقة عبر الحوار السلمي بعيدا عن استخدام لغة العنف التي لن تجلب الا الدمار والخراب.
وفيما يتعلق بالاوضاع في اليمن ذكر ان تحالفا عربيا ودوليا بدأ عملية عسكرية بناء على طلب من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي معربا في الوقت ذاته عن الامل في ان تحل الازمة اليمنية عبر الحوار.
وعن الوضع في سوريا اوضح بان ان الاطراف المتنازعة هناك تستخدم كل الاسلحة والاساليب العنيفة رغم الجهود المبذولة لدعوة اطراف النزاع الى الجلوس حول طاولة الحوار مضيفا " لقد نجحنا بعقد اجتماع في جنيف وجولات مختلفة لكن لم تكن هناك اي محاولات لاستئناف الحوار".
وأعرب عن ارتياحه في المقابل عن التقدم المحرز في المفاوضات التي استضافتها كل من جنيف والمغرب لحل الازمة في ليبيا مشيرا الى أن "الوسائل العسكرية قد تكون في بعض الاحيان ضرورية وفعالة لكن الاهم من كل ذلك هو السعي لحل المشكلات عبر الطرق السياسية السلمية".
وشدد الأمين العام للامم المتحدة على أنه لا يمكن ارساء الاستقرار والسلام من دون حلول سياسية ومستدامة من خلال الحوار السلمي.(النهاية) ف ك