الكويت - 30 - 3 (كونا) -- اقيمت هنا اليوم ندوة ادبية حول الشاعر الكويتي الراحل راشد السيف ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان ربيع الشعر العربي الذي تنظمه مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري برعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح.
وشارك في الندوة وزير التربية الاسبق والباحث في التراث الكويتي الدكتور يعقوب الغنيم وحفيد الشاعر نائل السيف وادارتها استاذة اللغة العربية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتورة فاطمة العازمي.
واعرب الدكتور يعقوب الغنيم خلال الندوة عن شكره لمؤسسة عبدالعزيز البابطين للابداع الشعري على تحقيق حلم الشاعر راشد السيف "الذي كان يتمنى جمع قصائده ونسخها وامضى عددا من السنين وهو يقول الشعر في شتى المناسبات".
وقال الغنيم ديوان (السيفيات) الذي اصدرته المؤسسة حديثا وجمعت فيه قصائد الشاعر يوثق حرصه على شعره اذ حافظ على كل قصائده "وكان الى حين وفاته كنزا محفوظا لم تمتد اليه يد فتنتقص من قدره او من قصائده".
واوضح ان الشاعر السيف يعد استاذه حيث كان ناظر مدرسة الاحمدية عندما التحق للدراسة بها في صغره مؤكدا حرص الشاعر على طلبته ومدهم بالمعلومات.
وذكر ان ديوان (السيفيات) يضع امام القارئ نماذج للاحداث التي مرت بالكويت ويعكس العلاقات التي ببطت الشاعر بكثير من الناس في داخل الكويت وخارجها باعتباره معلما ومهتما بالتعليم وبالمعلمين وبالانشطة التي تقوم بها المدارس او دائرة معارف الكويت.
واضاف ان شعر الشاعر السيف يتميز بنغمة عربية وثقت كل ما يجري في بلاد العرب "منذ حرب طرابلس الليبية ضد ايطاليا الى حرب بورسعيد المصرية في سنة 1956" ودعوته الى مؤازرة هذه الحروب بالنفس والمال ايمانا منه بضرورة الوقوف مع الامة العربية التي ينتمي اليها.
من جانبه اعتبر حفيد الشاعر نائل الراشد ان طباعه ديوان (السيفيات) احتفالا "بالمدرس والغواص راشد السيف" الذي دون شعره في تسعه كشاكيل مجلدة كما كان معهودا في الماضي مشيران الى فقدان المجلد التاسع على الرغم من المحاولات الحثيثه لايجاده.
وبين ان الحفاظ على الديوان كان مسؤولية عظيمة عليه لاحتوائه على احداث عائلية وتوثيق لحالات الولادة والزواج وغيره فضلا عن تضمنه اشعارا وثقت التاريخ في الاحداث المحلية والعالمية والتي عكس فيها غيرته على الوطن العربي والعروبة والاسلام.
واوضح ان الشاعر السيف امتهن التدريس لفترة طويلة " وكان الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح احد تلاميذه" وعدد كبير من رجالات الدولة مبينا انه كان رجلا اجتماعيا محبا للناس ويحرص على كل افراد عائلته.
واعرب السيف عن شكره للدكتور يعقوب الغنيم الذي كان محبا لجده ولشعره على جهوده العديدة في نشر الكثير من قصائده كما شكر الشاعر عبدالعزيز البابطين على اصدار الطبعة الاولى من ديوان (السيفيات).\ يذكر ان الشاعر الراحل راشد سيف السيف ولد في مدينة الكويت عام 1899 وبدأ تعليمه في الكتاب على يد عبدالوهاب الحنيان ويعد أحد رجالات التعليم في الكويت حيث مارس التعليم حتى وفاته ونشرت له قصائد في صحف عدة انذاك منها مجلة كاظمة عام 1948 ومجلة البعثة 1951 وتتجلى في شعره نزعة الدعوة الى الإصلاح كما وثق فيه الاحداث الاجتماعية والسياسية في عصره وقد توفي في عام 1972.
وشهد ثاني ايام مهرجان ربيع الشعر العربي الذي انطلق امس امسية شعرية بعنوان (امسية الشاعر راشد السيف) شارك فيها عشرة شعراء من الكويت والوطن العربي.
وتتواصل فعاليات المهرجان غدا باقامة ندوة ادبية بعنوان (الشاعر عبدالله الخليلي) يشارك فيها الدكتور احمد درويش والدكتور سعيد الصقلاوي ومحمد الخليلي وتدير الجلسه الدكتورة نورية الرومي بالاضافة الى اقامة امسية شعرية يشارك من خلالها 11 شاعرا عربيا.(النهاية) ط م س / ف ش