A+ A-

الصليب الاحمر.. استضافة الكويت لمؤتمر المانحين خطوة مهمة لصالح المنطقة

رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ماورر
رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ماورر

من تامر أبوالعينين

جنيف - 30 - 3 (كونا) -- قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ماورر هنا اليوم ان اتخاذ الكويت زمام المبادرة لاستضافة المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا يعد خطوة مهمة للغاية لصالح المنطقة التي تعرضت لاضطرابات عميقة بسبب الأزمة السورية. واضاف ماورر لوكالة الانباء الكويتية (كونا) قبيل مغادرته الى الكويت للمشاركة في المؤتمر على رأس وفد رفيع ان المجتمع الدولي يعترف بفضل الكويت في مجال دعم العمل الانساني فيما تستحق مبادرتها الى استضافة المؤتمر للمرة الثالثة على التوالي اكثر من الإشادة. وذكر ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر تثمن عاليا كرم دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا في دعم الدور الانساني الذي تؤديه اللجنة الدولية. وذكر ماورر ان " الكويت أصبحت مثالا للكرم في منطقة الخليج والشرق الأوسط نأمل من دول العالم ان تقتدي به اذ ان الاستجابة الانسانية الكويتية القوية في التعامل مع الازمة السورية هي بمثابة تشجيع لدول العالم ".
وأوضح ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر سوف تؤكد امام المؤتمر المانحين الثالث التزامها بالعمل قدر استطاعتها من اجل تلبية الاحتياجات الانسانية المتزايدة للشعب السوري داخل سوريا وخارجها . وقال ان سوريا تعتبر حاليا أكبر مسرح للعمليات الانسانية في العالم من حيث الميزانية المالية فيما تقوم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالتعاون مع جمعيات الهلال الاحمر بدور فريد لمساعدة جميع المتضررين. واشاد ماورر في هذا الإطار بالشجاعة الهائلة التي يتمتع بها متطوعو الهلال الأحمر السوري على مدار الساعة لمساعدة المنكوبين لافتا الى دفع 40 من موظفي الهلال الأحمر السوري وسبعة من المتطوعين حياتهم ثمنا لقيامهم بالاعمال الانسانية النبيلة منذ اندلاع الازمة عام 2011.
وذكر "ان اللجنة الدولية ستوضح امام مؤتمر المانحين ان هناك قواعد يجب على أطراف النزاع السوري الالتزام بها بصرامة وتتمثل في عدم الهجوم على الجرحى من أي جانب والسماح لهم بتلقي الرعاية الطبية وكذلك عدم استهداف المستشفيات والطواقم الطبية ومعاملة المحتجزين باحترام". وقال ان اللجنة سوف تناشد عبر مؤتمر الكويت ضرورة توخي الحذر في التعامل مع المدنيين الذي يتحملون وطأة الصراع الوحشي والقاسي وان تقوم كل دولة ذات نفوذ بتذكير الجماعات المتحاربة بالتزاماتها الانسانية.
واكد ماورر ان الأزمة الإقليمية غير المسبوقة في سوريا وضعت العالم في مواجهة أكبر حركة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية معربا في الوقت ذاته عن تقديره لدعم وتفاعل الجهات المانحة بسخاء مع الازمة السورية منذ اندلاعها في عام ????.
وقال " نرى الآن أن الازمة السورية لا تزال بعيدة جدا عن الحل إذ لا يوجد حل سياسي في الأفق" لافتا الى ان تدفق اللاجئين على دول الجوار وضع الحكومات ولا سيما في الدول المضيفة امام توترات اجتماعية ومتطلبات مالية هائلة.
وأكد "ان مؤتمر الكويت يضع الجهات المانحة أمام التزاماتها الإنسانية بمساعدة الشعب السوري في سوريا ودول الجوار في ظل تزايد الاحتياجات الانسانية للاجئين" يوما بعد آخر.
واوضح ان مؤتمر الكويت يقدم الفرصة لإظهار التضامن مع حكومات المنطقة التي تحمل عبئا هائلا بسبب استضافة ملايين اللاجئين ما يتطلب من الجهات المانحة العمل مع المنظمات بشكل جيد يظهر التزاما طويل الأجل لتلبية احتياجات دول المنطقة. وكشف عن ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سوريا تسعى الى تنفيذ خطط لدعم المرافق الأساسية للحياة مثل شبكات المياه واعادة شبكات الكهرباء للعمل وتنفيذ برامج بطريقة تقلل من التوتر بين المجتمعات المحلية في دول الجوار واللاجئين". وتستضيف دولة الكويت غدا مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الانساني في سوريا بعد استضافتها المؤتمرين الاول والثاني في2013 و2014 بمشاركة 78 دولة وأكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية.
وبلغت قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة في المؤتمر الاول للدول المانحة الذي عقد في يناير 2013 نحو 5ر1 مليار دولار منها 300 مليون دولار من الكويت فيما ارتفعت قيمة التعهدات في المؤتمر الثاني في يناير2014 الى 4ر2 مليار دولار منها 500 مليون دولار من الكويت.
ويعيش نحو 2ر12 مليون سوري بين مشرد ونازح في داخل سوريا وخارجها اوضاعا انسانية كارثية منذ اندلاع الازمة السورية في منتصف مارس عام ???? فيما ذهب ضحية الازمة وفق آخر تقديرات منظمات حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة اكثر من ??? الف قتيل وأكثر من ?ر? مليون مصاب بالاضافة الى وفاة المئات بسبب الجوع وموجات البرد القارس وفقد مئات الآلاف.(النهاية) ت ا / ع م