A+ A-

دول (5+1) وايران تسابق الزمن في سويسرا لحل ملف طهران النووي

من تامر ابوالعينين

لوزان (سويسرا) - 30 - 3 (كونا) -- يسابق وزراء خارجية دول مجموعة (5+1) وايران الزمن في محاولة للتوافق حول ملف طهران النووي والذي من المفترض ان ينتهي العمل منه مع نهاية هذا الشهر قبل البدء في الصياغة القانونية والتقنية له والتي قد تستغرق ثلاثة اشهر على أقصى تقدير.
وتجمع جميع الآراء على ان المفاوضات دخلت مرحلة حاسمة إذ اجل وزير الخارجية الامريكي جون كيري مغادرته سويسرا الى بلاده وكذلك ألغى وزيرا خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير وفرنسا لوزان فابيوس زيارة رسمية مشتركة لهما لكازاخستان كانت مقررة اليوم ما يعني ان المفاوضات بلغت نقطة حاسمة لا يمكن التراجع فيها بعدما حققت نجاحت في الكثير من النقاط.
لكن الملفات التي تحتاج الى حلول توافقية لا تزال عقبة تعرقل استكمال هذا النجاح مثل عدد اجهزة الطرد المركزي التي يحق لايران تشغيلها وكيفية مراقبة برنامج أبحاثها العلمي النووي وآلية الشفافية والمراقبة التي يمكن الاعتماد عليها لمعرفة صدق نوايا ايران وتطبيق التزاماتها وأنها لن تلجأ يوما الى سلاح نووي.
كما تضم قائمة الملفات الخلافية مستقبل ما خصبته ايران من يورانيوم وهل يحق لها الاحتفاظ به حتى لو قامت بتعديل خواصه الكيميائية والفيزيائية ثم ترتيب آلية رفع العقوبات الاقتصادية عن ايران.
وهل يجب ان يكون رفع العقوبات آنيا ام مرحليا ومدى قابلية صياغة الاتفاق لمراجعة دورية لتعديله وفق المتغيرات على مختلف الصعد ومدة الاتفاق وهل يمكن ان يبدأ دفعة واحدة بعشر سنوات ام يخضع لفترة اختبار اقل ثم ينطلق في التطبيق.
في الوقت ذاته يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الإعلان عن الخطوط العامة لمستقبل ملف ايران النووي اذا تم الاعلان عنها في غضون ساعات او ربما ايام لن تكون نهاية الا بعد مشاورات اخرى وذلك وفق تصريح وزير الخارجية الامريكي جو كيري بأن ما سيتم التوصل اليه يجب ان يحظى بموافقة دول الجوار الايراني.
وشدد على انه يجب ان يحصل على موافقة الكونغرس الذي يتوعد الجمهوريون فيه بعرقلته اذا كان يهدد امن اسرائيل.
ويمثل الهاجس الامني الاسرائيلي عنصرا حاسما في تلك المفوضات اذ من الصعب على تل ابيب قبول ايران كقوة نووية حتى لو كانت سلمية حيث يمثل الاتفاق ان تم التوقيع عليه الاعتراف بطهران كقوة اقليمية تؤخذ في الحسبان وليست دولة مارقة مثلما تم تصنيفها يوما ما.
في الوقت ذاته تمثل عملية عاصفة الحزم الخليجية في اليمن عنصر ضغط هاما على ايران في المفاوضات اذ لم يعد الوفد الايراني يتحدث عن القبول بالامر الواقع بكل ما تعنيه هذه الجملة من معان مختلفة على الصعد السياسية والتقنية في المفاوضات التي يشارك فيها خبراء في الامن القومي.
ولكن ربما أن الجميع على قناعة بأن الفشل يجب الا يكون واردا فقد تمثل هذه القناعة عنصرا دافعا للكتلة الاوروبية في المفاوضات والولايات المتحدة الامريكية للتحرك لاقناع الحلفاء في المنطقة بان ما سيتم التوصل اليه هو الافضل ما يعني ضرورة قبول جميع الاطراف بما توصف بأنها خيارات صعبة ولكن على ما يبدو ان عدم القبول بها ليس الحل الافضل على كل الاحوال.(النهاية) ت ا / خ ن ع