الرياض - 5 - 3 (كونا) -- اكد وزيرا الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ونظيره الامريكي جون كيري هنا اليوم تطابق وجهات النظر حول مجمل القضايا في المنطقة وضرورة مواصل الحوار المشترك لمعالجتها.
واكد الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك ان المباحثات التي جرت مع كيري كانت بناءة واتسمت بالعمق والشفافية وتطرقت إلى مجمل القضايا في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من المستجدات الاقليمية والدولية.
واوضح ان المباحثات تناولت ايضا الحرب التي يقودها التحالف الدولي ضد تنظيم الدول الاسلامية (داعش) والمفاوضات مع ايران بشأن برنامجها النووي وعملية السلام في منطقة الشرق الاوسط.
واشار الى ان استمرار الازمة السورية منذ اربعة اعوام قد فاقم المعاناة الانسانية وجعل سوريا ملاذا امنا للجماعات "الارهابية" مؤكدا ضرورة تنفيذ اتفاق (جنيف 1) للانتقال السلمي للسلطة في سوريا والعمل على دعم "المعارضة المعتدلة لمحاربة الارهاب وطرد الاحتلال".
وحول المفاوضات النووية مع ايران اعرب وزير الخارجية السعودي عن التأييد لجهود مجموعة (5+1) القضية بالطرق السلمية مع توفر الضمانات والمراقبة الكافية لعدم التحول الى برنامج عسكري يهدد امن المنطقة ويقودها الى تسابق تسلح نووي.
ولفت في هذا الصدد الى ان المجتمع الدولي يهدف الى منع ايران من تصنيع سلاح نووي لكن ذلك لا يعني تجاهل القضايا الاخرى.
واضاف أن ما تقوم به ايران من اعمال وانشطة "تهدد الامن والاستقرار لدول المنطقة" مشيرا الى "تدخل" ايران في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واخيرا اليمن.
واعرب عن امله بان تفضي هذه الجهود التي يقودها المجتمع الى ان تصبح ايران جزءا من حل الازمات في المنطقة "لا جزء من المشكلة" مؤكدا ان "ايران دولة جارة لا احد يضمر لها العداء لكنها اذا استمرت في تدخلها في الشؤون الداخلية ستضع نفسها ضد المصلحة العربية والقيم العالمية".
وفيما يتعلق بالأزمة في اليمن اكد وزير الخارجية السعودي دعم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمجتمع الدولي لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وما اتخذه من قرارات بعد وصوله الى عدن بعدم شرعية القرارات التي اتخذها الحوثيون وبخاصة ما يسمى بالإعلان الدستوري.
وحول القضية الفلسطينية اعرب الامير سعود الفيصل عن الأمل بأن تفضي الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام إلى تحقيق السلام العادل والدائم لحل النزاع وفقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية معتبرا هذه الجهود بانها لا تؤتي ثمارها نتيجة للتعنت الاسرائيلي والاستمرار في بناء المستوطنات وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه اكد وزير الخارجية الامريكي جون كيري حرص بلاده على ان يؤدي الاتفاق مع ايران بشان برنامجها النووي الى معالجة الكثير من القضايا وتخفيف حدة التوتر والقلق في المنطقة.
واوضح كيري في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد في ختام الاجتماع الوزاري الخليجي الامريكي انه اطلع نظرائه الخليجيين على نتائج المفاوضات النووية التي اجراها مع وزير الخارجية الايراني في سويسرا وما يتوقع منها خلال الفترة القادمة.
واشار الى ان الجهود تتركز على الحيلولة دون امتلاك ايران للسلاح النووي والتحقق من سلمية برنامجها النووي دون ان يشكل أي خطورة مستقبلا مؤكدا حرص بلاده على معالجة كافة القضايا مع ايران وليس الملف النووي فحسب وانما ايضا "دعمها للإرهاب ونشاطها في المنطقة". وحول التطورات في اليمن اعرب وزير الخارجية الامريكي عن الامل في التوصل الى اتفاق سلمي على اساس المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني فيما أعرب عن ارتياحه للإفراج عن دبلوماسي سعودي كان محتجزا باليمن.
وفيما يتعلق بالاعتداء على السفير الامريكي في كوريا اكد كيري ان "الولايات المتحدة لا يمكن تهديدها او تخويفها بمثل هذه الاعمال وستمضي في سياستها لتحقيق مصالحها فيما ستلاحق المعتدين على دبلوماسيها لتقديمهم للعدالة".
وكان النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح قد شارك في الاجتماع الوزاري الخليجي الامريكي الذي اختتم بالرياض في وقت سابق اليوم. (النهاية) ا د