جنيف - 3 - 3 (كونا) -- اكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ماورير هنا اليوم ان واقع النزاعات المسلحة في الوقت الحاضر يشهد سجلا حافلا بالانتهاكات والممارسات اللاإنسانية.
وقال ماورير في كلمة امام الجلسة ال28 لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان ان الممارسات التي ترقى إلى مستوى الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني اصبحت شأنا يوميا بما في ذلك المعاملة الوحشية والتعذيب والقتل.
واضاف ان المشهد الراهن يبدو مفزعا فعلا اذا نظرنا الى العنف الجنسي المتعمد بحق النساء والرجال والأطفال والذي اصبح وسيلة أو أسلوبا للحرب من أجل إذلال افراد معينين ونزع الصفة الإنسانية عنهم مخلفا عواقب وخيمة على عائلات ومجتمعات الناجين.
وأشار الى ان التغيرات التي تطرأ على النزاعات المسلحة في الوقت الحاضر تعمل على اطالة أمدها فتتفاقم عواقبها الانسانية والإقليمية.
ولفت ماورير الى "تزايد أعداد اللاجئين والنازحين المتواصل جراء العنف والدمار وتأثير دوامة العنف والفقر وضعف التنمية لاسيما بعد تدمير البنى التحية وتضرر الخدمات العامة أثناء الحروب فتنشأ أجيال من الأطفال لا يتيسر لها إلا اليسير من التعليم وخدمات الرعاية الصحية الأساسية وغيرها من اساسيات الحياة الكريمة".
واوضح ان تكاثر الجماعات المسلحة والقتل يفاقم الكلفة البشرية الباهظة المترتبة على الاستخدام غير المشروع للأسلحة والأساليب غير المشروعة في القتال والتي تندرج تحت مظلة انتهاكات حقوق الانسان.
واشار الى ان كل هذه المعطيات لا تتوافق مع التقدم المحرز في اعتماد مختلف الاتفاقيات الخاصة بالقوانين الدولية لحقوق الإنسان خلال السنوات ال 60 الماضية مؤكدا ان هذا لا يعني ان القانون غير ملائم أو غير مفيد.
وقال ماورير ان التعامل مع تلك الظواهر يتطلب التوصل إلى مفهوم مشترك للانسانية والتمكن من استخدام هذا المفهوم المشترك بطريقة عصرية وموضوعية للتحفيز على تنفيذ أحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان تنفيذا فعليا.
واضاف ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ترى من خلال عملها الانساني ان الإنسانية تعني الحماية من العنف وتوفير الرعاية الصحية لجميع الجرحى والمرضى بلا تمييز ووضع حد لاستخدام القوة والمعاملة القائمة على احترام كرامة الإنسان في جميع الأحوال والأوقات.
وتتواصل الدورة ال28 لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان من الثاني الى ال27 من مارس الجاري باستعراض العديد من تقارير حقوق الانسان في بعض الدول ودراسة المقترحات لتحسين اوضاع حقوق الانسان في العالم.(النهاية) ت ا / ن س ع