A+ A-

زيارة رئيسة كوريا الجنوبية للكويت محطة مهمة في مسيرة العلاقات المتميزة

رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون - هيه
رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون - هيه
الكويت - 1 - 3 (كونا) -- تصل رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون - هيه إلى البلاد مساء اليوم في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام تعقد خلالها اجتماع قمة مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في أول جولة لها على منطقة الخليج تشمل أيضا كلا من السعودية والامارات وقطر.
ومن المقرر أن تبحث الرئيسة الكورية خلال لقائها مع سمو أمير البلاد سبل التعاون في مجال الطاقة والمنشآت الصناعية والمرور وسكك الحديد والصحة والطب وتكنولوجيا الاتصالات وغيرها من المجالات.
وفي هذا الشأن أكد سفير دولة الكويت لدى كوريا الجنوبية جاسم محمد البديوي تطلع القيادة السياسية في دولة الكويت الى زيارة رئيسة كوريا الجنوبية اليها مشددا على أنها ستسهم في دفع العلاقات الثنائية وتعزيزها.
وقال البديوي إن هذه الزيارة وتلبية الرئيسة هيه دعوة سمو أمير البلاد لزيارة الكويت لها عدة أبعاد أبرزها متانة العلاقات الاستراتيجية التاريخية والمتميزة التي تربط البلدين الصديقين.
ولفت الى حرص القيادتين في الكويت وكوريا الجنوبية على ترسيخ العلاقات الثنائية ودعمها والدفع بها نحو أفق ومجالات متعددة وجديدة.
وأضاف أن هناك مجالات عديدة يمكن لدولة الكويت أن تستفيد منها بشكل كبير من كوريا الجنوبية ومنها المجالان الصحي والتعليمي إضافة الى المشاريع الصغيرة والمتوسطة ونقل المعرفة.
وكشف أنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم "والتي ستسهم بدون أدنى شك في تعزيز العلاقات الكويتية - الكورية لاسيما في مجال التعاون القنصلي والصحي وتبادل الخبرات في مجال السكة الحديدية".
وأوضح أن هناك فرصة لمشاركة الشركات الكورية في مشاريع مدرجة بالخطة الخمسية قصيرة المدى لدولة الكويت للفترة بين عامي 2015 و2020 وخطة التنمية طويلة المدى 2035 اضافة الى الجهود الرامية الى جعل دولة الكويت مركزا ماليا إقليميا.
واشار البديوي في هذا الصدد الى أن هناك العديد من الأوجه والمجالات التي يمكن الاستفادة فيها من الخبرة الكورية في هاتين الخطتين وعلى الأصعدة كافة.
وترتبط الكويت وكوريا الجنوبية بعلاقات متميزة ازدادت تطورا منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية رسميا بين البلدين عام 1979 حيث توسعت مجالات التعاون لتشمل مختلف المجالات ومن بينها الاقتصاد والأمن والثقافة.
وساهم المجال النفطي في زرع البذرة الأولى للعلاقات بين البلدين بعد استقلال الكويت فقد شهد عام 1963 وصول أول شحنة نفط كويتية الى كوريا الجنوبية التي باتت تعتمد على الكويت في السنوات الأخيرة بنسبة تتراوح ما بين 15 و 20 في المئة من وارداتها من النفط الخام ما يجعلها ثاني أكبر مورد للنفط الخام لكوريا الجنوبية وتبيعها نحو 400 ألف برميل يوميا منذ أعوام.
ومع بداية العام الحالي وقعت مؤسسة البترول الكويتية (كيه.بي.سي) اتفاقا طويل الأمد لتزويد مجموعة (إس.كيه غروب) الكورية الجنوبية بالنفط الخام في اتفاق يعزز التحالف الإستراتيجي القائم بين الجانبين.
وحققت العلاقات الكويتية الكورية نموا هائلا في السنوات الأخيرة ونشطت العديد من الشركات الكورية في إقامة مشاريع البنية التحتية التي تحتاجها التنمية في الكويت ليصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى حوالي 17 مليار دولار عام 2013.
ولعبت الشركات الكورية دورا تاريخيا في بناء المشاريع المتعددة وتشييدها في دولة الكويت التي كانت من أولى الدول التي أتاحت الفرص للشركات الكورية للمشاركة في المشاريع العمرانية في فترة السبعينيات في الشرق الاوسط.
ولمزيد من تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين تم إنشاء لجنة الصداقة البرلمانية الكورية الجنوبية - الكويتية في عام 2006 بهدف توطيد العلاقات ما بين الشعبين الكوري الجنوبي والكويتي.
والعام الماضي أقامت فعاليات برلمانية كورية جنوبية احتفالا بمقر البرلمان الكوري الجنوبي بمناسبة ترجمة الدستور الكويتي الى اللغة الكورية بمشاركة عدد من البرلمانيين الكوريين والدبلوماسيين المعتمدين في كوريا الجنوبية.
وبعد أن تمت تسمية دولة الكويت (مركزا للعمل الانساني) وسمو أمير البلاد (قائدا للعمل الانساني) هنأت كوريا الجنوبية سمو الأمير وثمنت عاليا الجهود الإنسانية التي بادر بها وقدمها مع الحكومة الكويتية تجاه المجتمع الدولي.
وكان لكوريا الجنوبية موقف حازم في وجه الغزو العراقي الغاشم عام 1990 وأعلنت مساندتها للحق الكويتي وكان هذا الموقف تعبيرا قويا عن عمق العلاقات الثنائية والترابط بين دولة الكويت وكوريا الجنوبية. (النهاية) ع س س / ت ب