A+ A-

وزراء سياحة عرب يستعرضون في مدريد استراتيجيات السياحة وآفاقها المستقبلية

من هنادي وطفة

مدريد - 30 - 1 (كونا) -- بحث وزراء سياحة عرب هنا اليوم استراتيجيات السياحة وتدابير تعزيز الانتعاش وتحسين القدرة التنافسية والتحديات الراهنة والمستقبلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في اسبانيا.
واتفق وزراء ورؤساء هيئات السياحة في سلطنة عمان والعراق وفلسطين ولبنان والأردن وتونس والمغرب في (المائدة الوزارية المستديرة حول سياسات واستراتيجيات التنمية السياحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا) ضمن فعاليات معرض السياحة الدولي (فيتور 2015) على ان المعطيات الجيوسياسية الراهنة تشكل أهم تحديات السياحة في المنطقة مشيرين إلى اهمية عوامل الاستقرار والأمن في صناعة السياحة في الدول العربية.
وافتتحت (المائدة الوزارية) في نسختها الثالثة التي أقيمت في إطار فعاليات المهرجان الدولي (فيتور 2015) الذي دخل يومه الثالث برعاية مؤسسة (البيت العربي) الاسبانية ومنظمة السياحة العالمية.
واعتبر الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي في كلمة له افتتح بها (المائدة الوزارية) ان قصة السياحة في العالم العربي هي قصة نجاح في السنوات ال40 الأخيرة داعيا إلى عدم نسيان ان السياحة في العالم العربي نمت بشكل "مذهل" خلال السنوات ال15 الأخيرة.
وقال الرفاعي انه رغم الظروف السياسية والأمنية الصعبة التي تشهدها معظم بلدان المنطقة العربية فإنها تمكنت من التعافي والانتعاش سريعا وبشكل لافت مشيرا في هذا السياق إلى ان مصر تشكل مثالا للتعافي والنضال في هذا المجال.
واضاف ان بلدانا عربية كثيرة اثبتت قدرتها على إعادة ابتكار صناعة السياحة وتنشيطها والمحافظة على نموها كالأردن وبلدان الخليج العربي ولبنان وتونس.
من جانبها قالت وكيلة وزارة السياحة بسلطنة عمان ميثاء المحروقية ان السلطنة شرعت منذ سنوات بالبحث عن بدائل لتنويع مصادر الدخل الوطني ووجدت في السياحة صناعة مهمة قادرة على اغناء الاقتصاد المحلي فأنشأت الوزارة منذ عشر سنوات وبدأت بإرساء المقومات السياحية وتشجيع الاستثمارات ودعم المشاريع السياحية.
وشددت في هذا السياق على ان الجمال والتنوع الطبيعي والبيئي التي تتمتع بهما عمان شكلا أحد أهم مقومات سياحة الطبيعة التي تروج لها السلطنة موضحة ان السلطنة سعت في إطار المعطيات السياحية لديها إلى وضع استراتيجيات وسياسات لتعزيز السياحة وتوفير الظروف الموائمة لها.
من جانبه قال وزير السياحة والآثار في العراق عادل فهد الشرشاب ان وزارته عاكفة على اعداد استراتيجية وطنية للسياحة والآثار تعتمد بشكل رئيسي على التسويق للمنتجات السياحية عبر الحضور الفاعل للوزارة في المهرجانات والمحافل العالمية وفتح مكاتب لها في الدول العربية والإقليمية.
وشدد على ان العراق مهد الحضارات يوفر عدة أنماط من السياحة من أهمها السياحة الدينية والاثارية والبيئية لافتا إلى أن بلاده تحتوي على أربعة مواقع مدرجة ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي.
وأكد ضرورة اشراك القطاع الخاص في الصناعة السياحية مشيرا إلى ان العملية جارية لتفعيل الشراكة الحقيقة مع القطاع الخاص والاستعداد لاستقبال الاستثمارات الأجنبية والعربية.
ومن ناحيته قال وزير السياحة اللبناني ميشيل فرعون ان لبنان شهد في 2014 اقبالا جيدا على الصعيد السياحي رغم الظروف الجيوسياسية والمستجدات في فلسطين وسوريا وفي المنطقة برمتها.
وأضاف ان السياح العرب ولاسيما من دول الخليج العربي والأجانب ما زالوا يتوافدون إلى لبنان مشددا في هذا السياق على ان لبنان بلد آمن ومستقر وقادر بفضل وعي افراده على مواجهة جميع التحديات والصعوبات بالعمل الجاد والسعي الدائم لتطوير قطاع السياحة واستقطاب السياح حول العالم.
واعتبر فرعون ان ظروف المنطقة تشكل تحديا مستمرا متواصلا في الفترة الراهنة داعيا في هذا السياق إلى التفاؤل ومواصلة الجهود للحفاظ على معدلات السياحة الإيجابية والسعي لتحسينها عاما تلو الآخر.
ومن جانبه ركز مدير عام هيئة تنشيط السياحة في الاردن عبدالرزاق عربيات في كلمته على التعاون الوثيق مع فلسطين والترويج للبلدين كوجهة سياحية واحدة ولاسيما في مجال السياحة الدينية واستقطاب السياح المسيحيين حول العالم لزيارة الكنائس والمواقع الأثرية التاريخية في فلسطين والأردن.
وأوضح ان معدلات السياحة في الأردن شهدت نموا إيجابيا في العام الماضي بفضل الجهود التي بذلت لتنويع المنتجات السياحية والترويج للسياحة الدينية والسياحة الصحية والسياحة التربوية وسياحة المغامرة لتتلاءم مع أذواق واحتياجات السياح المختلفة.
وبدورها أعربت وزيرة السياحة والآثار بفلسطين رلى معايعة عن ارتياحها للأداء السياحي في فلسطين في 2014 مشيرة إلى انها استقطبت نحو 5ر2 مليون سائح معظمهم في النصف الأول من العام.
وقالت معايعة ان فلسطين بلد فريد وهي الأرض المقدسة التي تجتذب الملايين من السياح الدوليين من مختلف الديانات مشيرة إلى ان مشروعا للترويج الموحد مع الأردن يعد أمرا إيجابيا وفرصة فريدة وتكاملا حقيقيا بين البلدين.
واكدت ان الاحتلال الإسرائيلي هو العقبة أمام نمو السياحة في فلسطين معربة عن ثقتها بأن حل الازمة من شأنه استقطاب أكثر من 12 مليون سائح سنويا إلى فلسطين كاشفة عن التنظيم حاليا لعقد مؤتمر سياحة ديني دولي في فلسطين الصيف المقبل نحو تعزيز السياحة والحفاظ على النتائج الإيجابية.
يذكر ان دولة الكويت ممثلة بقطاع السياحة في وزارة التجارة والصناعة تشارك في معرض السياحة (فيتور 2015) الذي اطلق فعاليات نسخته ال35 يوم الأربعاء الماضي بمشاركة 164 دولة أخرى فيما تستمر فعاليته لغاية الأول من شهر فبراير المقبل.
ويقام المعرض الذي افتتحه الملك الاسباني فيليبي السادس على أرض المعارض بمدريد ويشكل نقطة التقاء دولية فريدة بين الدول والقطاعات والمؤسسات العالمة في قطاع السياحة حول العالم.
ويتوقع أن يزور المعرض أكثر من 200 ألف شخص منهم ما لا يقل عن 120 ألفا من المهنيين والعاملين في قطاع السياحة. (النهاية) ه ن د / خ ع ح