A+ A-

المعتوق.. استضافة مؤتمر المانحين الثالث تضيف تجليا انسانيا جديدا لسمو الامير

رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والمستشار بالديوان الاميري ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق
رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والمستشار بالديوان الاميري ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق

الكويت - 28 - 1 (كونا) -- قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والمستشار بالديوان الاميري ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق ان موافقة الكويت على استضافة مؤتمر المانحين الثالث الخاص بسوريا تضيف تجليا انسانيا جديدا لسمو امير البلاد الحافل بالعطاء الانساني.
واضاف المعتوق في كلمة القاها اليوم في افتتاح الاجتماع الرابع لمجموعة كبار المانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا ان حكومة الكويت تحرص على استضافة اعمال هذا الاجتماع بصفة دورية وتقدم الدعم اللوجتسي له استشعارا منها بأهميته في جمع الشركاء الانسانيين على منصة واحدة لمتابعة العمليات الانسانية في سوريا.
وثمن دور حكومات الدول والجهات المانحة على مخصصاتها المالية التي ساعدت المنظمات الانسانية على تلبية احتياجات الملايين من ضحايا الازمة داخل سوريا وخارجها ومن بينها الدول المضيفة للاجئين السوريين والتي تتحمل العبء الاكبر من نتائج الازمة السورية.
وذكر ان عواقب نقص تمويل المتضررين بسبب الصراع الدائر منذ اربع سنوات سيكون مروعا وستترتب عليه نتائج كارثية ان لم نبادر الان ونستثمر هذه الفرصة لتعزيز فرص الاستجابة الانسانية والوفاء بالتعهدات والالتزامات التي تعهدت وستتعهد بها الدول المانحة.
وقال المعتوق "اننا اليوم معنييون ببحث كيفية مواصلة الاسهامات في الاستجابة الانسانية ووضع الاليات الجديدة والفعالة لتعبئة الموارد لعام 2015 ودعم الخطط الوطنية للبلدان المضيفة وضخ الاموال لمشاريع التنمية في مجالات الصحة والتعليم والانتاج".
واشار الى "اننا ايضا معنيون بالعمل مع اطراف النزاع لتسهيل وصول الاغاثات عبر خطوط النزاع والحدود والزام هذه الاطراف بقراري مجلس الامن 2139 و2165 لضمان وصول المساعدات الانسانية الى ضحايا الازمة المحاصرين نظرا لعدم وجود ممرات آمنة لعمل الاغاثة وضمان سلامة القائمين عليها".
واكد ان من الايمان بضرورة توفير المساعدات الانسانية لا يمكن يحل محل الحاجة الى حل عاجل للازمة قائلا ان "هذه الصرخة لابد ان نعلنها مدوية في كل محافلنا واجتماعاتنا انحيازا للوضع الانساني وليس تدخلا في الصراعات السياسية وذلك ادراكا لاحتياجات اللاجئين الى حياة مستقرة ينعمون فيها بالعيش الكريم.
ومن جانبه قال وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله في كلمة مماثلة ان هذا الاجتماع المهم ينعقد في ظل ظروف انسانية بالغة السوء يتعرض لها اشقاؤنا اللاجئون والنازحون السوريون مشيرا الى ان فصل الشتاء زاد من قساوة مأساتهم ومعاناتهم وارتفعت معها اعداد الضحايا من الاطفال وكبار السن.
واشار الى ان ذلك الامر "يضعنا امام مسؤوليات انسانية واخلاقية تحتم علينا ان نضاعف الجهود للتخفيف من معاناتهم وبذل المزيد لتوفير احتياجاتهم الاساسية مع دخول الازمة السورية عامها الرابع بإفرازاتها ونتائجها السلبية الخطيرة على المستويين الانساني والامني".
وبين ان الازمة قضت على عشرات الالاف من الاشقاء في سوريا وشردت الملايين بين نازح ولاجئ يفتقرون فيها لابسط الاحتياجات الاساسية رغم الجهود المضنية التي بذلها المجتمع الدولي للتخفيف من معاناتهم.
وقال ان شعورا بحجم هذه الكارثة وبتوجيه من سمو امير البلاد (قائد العمل الانساني) بالتخفيف من معاناة الاشقاء فقد استضافت الكويت مؤتمرين دوليين للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا واستطاعت الامم المتحدة في هذين المؤتمرين الحصول على تعهدات تلبي احتياجات وكالاتها المتخصصة للقيام بدورها الانساني في مساعدة الاشقاء.
واشار الى ان الكويت ساهمت بمبلغ 600 مليون دولار تم تسديدها الى وكالات الامم المتحدة المتخصصة مناشدا كافة الدول التي تعهدت في المؤتمرين الاول والثاني ولم تف بتعهداتها الى الوفاء بها لتتمكن المنظمات والوكالات المتخصصة من القيام بدورها في مساعدة الاشقاء من اسوأ كارثة انسانية في تاريخنا المعاصر.
وجدد الوكيل الجارالله الاعلان عن موافقة سمو امير البلاد (قائد العمل الانساني) على استضافة الكويت (مركز العمل الانساني) للمؤتمر الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا استجابة لطلب من الامين العام للامم المتحدة وذلك نهاية شهر مارس المقبل والذي نأمل له التوفيق في الحصول على التعهدات التي تغطي احتياجات الاشقاء وتخفف من معاناتهم.
وقال ان ما يعانيه المجتمع الدولي من تهديد لامنه واستقراره من عناصر ومنظمات ارهابية واقعا حذرنا منه في مناسبات مختلفة كنتيجة متوقعة لاستمرار تلك الصراعات والنزاعات في سوريا وغيرها اذ اصبحت مناطق النزاعات بؤرا تأوي الارهابيين وقواعد للانطلاق لتنفيذ مخططاتهم الاجرامية الدنيئة.
وبين اننا امام واقع مؤلم بسبب تبعاته الانسانية وخطير بتهديده للامن والاستقرار العالمي يستوجب منا كمجتمع دولي لاسيما مجلس الامن الدولي ان نقف وقفة جادة نترك فيها مصالحنا الضيقة وخلافاتنا المتعددة ونوحد صفنا لايجاد حل عاجل ينهي هذه الكارثة الانسانية ويعيد الامن الى سوريا والاستقرار الى العالم.
من جهته قال مدير مكتب (اوتشا) في جنيف راشيد خليكوف ان الوضع الانساني للاجئين السوريين يستمر في التدهور وهناك 2ر12 مليون سوري من اللاجئين في البلدان المجاورة يحتاجون الى الدعم وهذه الاعداد تزداد يوما بعد يوم.
واضاف ان تعرض الكثير من المناطق السورية للقصف يؤدي الى خسارة الكثير من الارواح داعيا اطراف النزاع لاحترام واجباتها الدولية لحماية المدنيين والامم المتحدة وشركائها يقومون بتقديم المساعدات للاجئين ومن هم من المدنيين داخل سوريا ويواجهون العنف ونقص الامن وهذا يساهم في تقليل عدد الاشخاص الذين يقدمون المساعدات.
واشار الى انه تمت تغطية المساعدات لسوريا بنسبة 55 بالمئة قائلا ان الانشطة داخل سوريا ممولة بنسبة 47 بالمئة وحاليا هناك نقص بقيمة 70 مليون دولار من اصل 206 ملايين دولار لمساعدة ثلاثة ملايين شخص داخل سوريا.
وقال "اننا شهدنا نقصا للتمويل في عام 2014 وبرنامج الغذاء العالمي قلل من نسبة الغذاء المخصصة لصالح سوريا في العام الماضي وهذا العام قررت وكالات الامم المتحدة وشركائها توسيع انشطتها العابرة للحدود لكن مع تزايد الاحتياجات داخل سوريا وخارجها فأن التمويل يشكل عقبة اساسية امام توسيع هذه المساعدات".
وبين خليكوف ان خطة الاستجابة الاقليمية تبلغ قيمتها 5ر5 مليار دولار وهذا يدفعنا للبحث عن مصادر تمويل جديدة متنوعة مؤكدا ان على المجتمع الدولي يجب ان يبذل مزيدا من الجهود لدعم اللاجئين السوريين في البلدان التي تستضيفهم.
وحول ما يتعلق بالتعهدات المالية في المؤتمر الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا قال خليكوف ان كثيرا من البلدان تقدمت بتعهدات قيمتها نحو 4ر2 مليار دولار لدعم الانشطة الانسانية في داخل سوريا وخارجها وان 9ر1 مليار دولار تم الوفاء بها من كبار المانحين اي ما يوازي 90 بالمئة من هذه القيمة.
وذكر ان الاوتشا تواصل مع مختلف الشركاء من اجل ضمان الوفاء بتعهداتهم داعيا الحضور الى القيام بالامر نفسه مع الشركاء مؤكدا ثقته ان الاوتشا ستبذل كل ما في وسعها من اجل الضمان بالوفاء بكل التعهدات.
ومن المقرر ان يختتم اعمال الاجتماع الرابع لكبار المانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا اعماله اليوم.(النهاية) ع م ن / ط أ ب