A+ A-

وزير الخارجية الفرنسي يعلن من الكويت أن المسلمين أول ضحايا "الارهاب"

الكويت - 27 - 1 (كونا) -- في زيارة هي الأولى له إلى بلد مسلم منذ الاعتداء الذي استهدف صحيفة (شارلي ايبدو) الأسبوعية الفرنسية الساخرة والذي أسفر عن سقوط 12 قتيلا أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من الكويت اليوم أن المسلمين هم أول ضحايا "الإرهاب".
جاءت تصريحات الوزير الفرنسي في مؤتمر صحفي مشترك مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.
وقال فابيوس حول تقييمه لقوة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وكيفية مواجهته إن "الإرهاب" خطر دولي وعلينا جميعا أن نقف جنبا إلى جنب لمواجهته مبينا "ان الطريقة التي يقدم بها الارهابيون انفسهم بانهم يعملون تحت اسم الدين تمثل زعما خاطئا".
واضاف "اننا عندما نقاتل هؤلاء الكذابين والقتلة فاننا قبل كل شيء نحمي المسلمين لانهم اول ضحايا هذا الارهاب" مؤكدا ان خطر هذا التنظيم الإرهابي قائم على الجميع.
وعن مصادر تمويل المنظمات الارهابية قال "ان التمويل ليس بالضرورة ان يكون مبالغ كبيرة جدا فبامكان اي شخص شراء بطاقة سفر والذهاب الى سوريا عبر الاراضي التركية" مضيفا ان احد مصادر التمويل ايضا تجارة الاسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر.
بدوره أكد الشيخ صباح الخالد تطابق وجهات النظر فيما يخص الإرهاب وضرورة توحيد كافة الجهود لمكافحته مجددا في هذا الصدد ادانة دولة الكويت للأعمال الارهابية البشعة التي وقعت أخيرا في فرنسا ورفض الكويت التام للارهاب بكافة أشكاله وأنواعه.
وردا على سؤال حول المسلمين في فرنسا وشعورهم بالخوف وكيفية حمايتهم قال فابيوس ان كل المواطنين الفرنسيين ايا كان دينهم وان لم يكونوا مؤمنين يعاملون بالتساوي مؤكدا "ان اي شعور عدائي للاسلام امر مرفوض فالاسلام دين الاعتدال".
واضاف ان في فرنسا فصلا بين الدين والدولة منذ بداية القرن العشرين "وفي كل مرة يشعر فيها مسلم بانه مهدد لانه مسلم او يهدد جامع تكون ردة الفعل قوية جدا تجاه هذا وهي جريمة يعاقب عليها القانون وهو ما ينطبق على بقية الديانات" موضحا "ان العداء للاسلام ليس رايا وانما جريمة يعاقب عليها القانون".
واشاد فابيوس بالمستوى "الممتاز جدا" للعلاقات الكويتية - الفرنسية وقال ان زيارته الى الكويت على راس وفد فرنسي رفيع المستوى تستهدف تعزيز العلاقات بين بلاده والكويت والسعي الى تطوير مستوى الشراكة الى اعلى المستويات.
واضاف ان فرنسا وقفت مع الكويت في الاوقات الصعبة كما ان الكويت وقفت مع فرنسا في السراء والضراء معربا عن الامل في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين في المجالات الاخرى كما هو الامر في المجال السياسي.
وأعرب عن تهنئته للقيادة السياسية في الكويت على الدور "القيم والثمين" الذي تقوم به من اجل احلال السلام على الصعيدين الاقليمي والدولي مبينا ان الكويت "تلعب دائما دورا مهما في الوساطة وكذلك في مجال المساعدات الانسانية".
وذكر انه وجه دعوة رسمية الى سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء لزيارة فرنسا "الذي بدوره قبل الدعوة" مشيرا الى ان زيارة سموه الى باريس تمثل فرصة لتحقيق المزيد من الشراكة والتعاون بين البلدين. وقال فابيوس انه تشرف اليوم بلقاء سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح لافتا الى انه حمل رسالة "صداقة حارة" من رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند الى سمو امير البلاد.
واضاف انه التقى ايضا رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم وعددا من الوزراء وشارك في تدشين مصنعا "متقدم جدا" لتحلية مياه البحر ساهمت فيه احدى الشركات الفرنسية معربا عن سعادته بهذه الزيارة الاولى للكويت وشكره على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة.
واوضح فابيوس ان هذه الزيارة تهدف كذلك الى تعزيز التعاون في مجالات التربية والعلوم والاقتصاد والثقافة لافتا الى ان الجانبين وقعا على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في هذا المجال. وذكر ان الجانبين اتخذا عددا من القرارات "الفورية" خلال زيارته اليوم للكويت منها ما يتعلق بالاستثمار وكيفية زيادته من خلال افتتاح فرع لوكالة (بزنز فرانس) في الكويت.
واضاف ان من هذه القرارات منح التاشيرات لكل المواطنين الكويتيين خلال مدة اقصاها 48 ساعة "وهي اقصر مدة تمنح فيها فرنسا تاشيراتها حول العالم" وذلك بهدف تسهيل السياحة في فرنسا تسهيلا لسفر المواطنين الكويتيين وتوسيع الاستثمار بين البلدين.
ومن هذه القرارات كذلك اتخاذ الاجراءات اللازمة لتمكين التلاميذ في المراحل التكميلية والابتدائية فيما بعد من تعلم اللغة الفرنسية بما يعود بالنفع على الجيل المقبل ويؤكد حرص الجانبين على زيادة التعاون بينهما موضحا أن هذه "افضل وسيلة لضمان مستقبل مشترك واعد".
واشاد بالخطة الخمسية للكويت "الطموحة جدا والتي تغطي عددا من المجالات المهمة" مبديا رغبة فرنسا في المشاركة في تنفيذ الخطة لاسيما ان "ما سمعناه من سمو امير الكويت وسمو رئيس الوزراء مشجع في هذا الشأن".
وبمناسبة ذكرى مرور 50 عاما على علاقات الصداقة التاريخية بين الكويت وفرنسا اهدى فابيوس الى الشيخ صباح الخالد نسخة طبق الاصل من نسخة اعتماد اول سفراء الكويت الى فرنسا والتي سلمت الى الجنرال شارل ديغول حينها.
من جهته قال الشيخ صباح الخالد ان زيارة الوزير فابيوس الاولى للبلاد تعكس المكانة المرموقة والرفيعة لفرنسا عند الشعب الكويتي وقيادته.
واضاف ان فرنسا بلد عريق ذو ارث انساني وحضاري وثقافي مؤكدا ان البلدين تربطهما علاقات دبلوماسية متينة فاقت النصف قرن وأصبحت مثالا يحتذى به في العلاقات الدولية بين بقية الدول.
وأوضح الشيخ صباح الخالد ان الجانبين أجريا مباحثات ثنائية معمقة وبناءة تناولت مختلف المواضيع الرامية الى توطيد أواصر علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين.
وأكد ان جمهورية فرنسا شريك اقتصادي مهم لدولة الكويت فهي تحتل المرتبة العاشرة من حيث حجم التبادل التجاري والذي وصل الى ما يقارب ملياري دولار يضاف إليها قيمة الاستثمارات الكويتية والتي تحتل المرتبة الثالثة أوروبيا والبالغة أكثر من 11 مليار دولار.
وحول التطورات الإقليمية والدولية أفاد بأنها أخذت حيزا كبيرا من نقاشات اليوم مشيدا بالدور البناء والإيجابي الذي تقوم به فرنسا من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي لإعادة استئناف مفاوضات عملية السلام ودورها المهم والبارز فيما يخص الأزمة السورية والأوضاع في العراق وليبيا واليمن.
واعلن ان الكويت ستستضيف المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا في 31 مارس المقبل اذ سيتم بحث التفاصيل بين وزارة الخارجية والامم المتحدة قريبا مؤكدا المتابعة بألم لكل ما يجري في سوريا والحالة الانسانية المريرة للشعب السوري في الداخل والخارج.

وعلى هامش الزيارة وقعت حكومة دولة الكويت وحكومة جمهورية فرنسا اليوم اعلان نوايا لتدعيم التعاون اللغوي وذلك في اطار التعاون الثقافي بين البلدين.
كما وقع البلدان مذكرة تفاهم لاقامة مشروع تحلية المياه من خلال الطاقة الشمسية بين معهد الكويت للابحاث العلمية ومجموعة سنترال سوبيليك/ جامعة بيربينيان وقعها عن الجانب الكويتي مدير عام معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري.
وكذلك اتفاق تمديد مذكرة التفاهم الموقعة بين الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وأكاديمية باريس حيث وقعها عن الجانب الكويتي مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور احمد الأثري.
وخلال حضوره لتدشين محطة الزور الجنوبية قال وزير الخارجية الفرنسي ان الكويت تمتلك مشاريع تنموية تم ادراجها في الخطة الخمسية في الفترة 2015-2016 بما يعكس طموحات مشروعة ومشاريع متطورة في كافة المجالات المختلفة.
وقال فابيوس "نامل ان يكون التعاون مستقبلا بين بلدينا اقوى في كافة المجالات كالكهرباء والماء والصحة والنقل وغيرها من المشاريع".
وأكد ان هذا التعاون الذي يعد انجازا متميزا بين البلدين وهذه التكنولوجيا تعد الافضل في العالم من حيث التقنية والحداثة قائلا "اهنئ من قام بالاشراف على هذا الانجاز الرائع بالتعاون مع شركات فرنسية عالمية بما يعكس مدى التعاون المثمر بين البلدين".
ورأى ان هناك تعاونا ملموسا مع العديد من الشركات الفرنسية وهذا يعكس عمق العلاقة بين الكويت وفرنسا وكيفية تطورها خاصة ان الصداقة بين البلدين قديمة و"استطعنا سابقا مواجهة العديد من التحديات".
وقال "هناك خيارات حكيمة لدولة الكويت على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي تجذب الانظار برؤيتها المستقبلية والتي نطمح ان يمتد التعاون بين البلدين بعد الخطة الخمسية من خلال الاستثمارات المتبادلة حيث ان الكويت من الدول المستثمرة المهمة في فرنسا اضافة الى ضرورة تطوير العلاقة العلمية بين البلدين والعمل العلمي المشترك".
من جانبه قال وزير الاشغال العامة وزير الكهرباء والماء المهندس عبدالعزيز الابراهيم ان هذه الزيارة تأتي من منطلق العلاقات الراسخة التي تربط دولة الكويت وفرنسا بما يعزز اواصر التعاون بين البلدين في كافة المجالات.
وأمل ان تكون هذه الزيارة "رافدا من روافد العمل المشترك في ضوء اهتمام حكومتنا" بتعزيز دور القطاع الخاص وإعطائه الدور المناسب في تنفيذ مشاريع التنمية المنشودة في ظل القيادة الحكيمة سمو أمير البلاد.
وذكر ان هذه العلاقة المتميزة بين البلدين تجلت في مجال الكهرباء مشيرا الى ان التعاون المشترك بين البلدين بدأ منذ خمسينيات القرن الماضي.
ولفت الى ان الشركات الفرنسية ساهمت على مدى عقود إسهاما فاعلا في تعزيز مشاريع الطاقة الكهربائية وتقطير المياه وشبكات التوزيع الكهربائية اضافة الى اعمال توريد معدات الطاقة الخاصة بالتحويل الكهربائية وتركيبها والإشراف عليها وكانت هذه المشاريع بمثابة ركيزة أساسية وقوة دافعة ومحركا لكافة القطاعات الخدماتية في دولة الكويت.
وقال الابراهيم "نأمل باستمرار التعاون مع الشركات الفرنسية لتنفيذ المشاريع المستقبلية وذلك للاستفادة من الخبرات التكنولوجية المتقدمة لها وتطبيقها أعلى معايير السلامة العالمية بما يخدم توجه الكويت نحو زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية وتقطير المياه لمواجهة الطلب المتزايد للكهرباء والماء وسد احتياجات التوسع العمراني المستقبلي على المستويين القريب والبعيد لما له من اثر على تطبيق مشاريع خطة التنمية الاقتصادية".
وبين ان المشروع يعد من المشاريع الرائدة في مجال تحلية المياه بالتناضح العكسي قائلا ان الشركة الفرنسية قامت بتنفيذه بكفاءة وطبقا للمواصفات العالمية.
واضاف الابراهيم ان دولة الكويت تعتبر من أوائل الدول في مجال استخدام تقنية تحلية المياه ما أوجد فرص تطوير وتصنيع هذه التقنيات بشكل تجاري واسع.
واكد ان خطة الوزارة المستقبلية تقوم على مضاعفة الخطط الكهربائية الحالية والطاقة الإنتاجية لتحلية المياه خلال العشر سنوات القادمة من خلال تنفيذ العديد من المشروعات التى ستطرح من خلال القطاع الحكومي ومن الشركات المساهمة التي تعمل وفقا للقوانين المزود المستقل "املين ان نرى المزيد من المساهمات من الشركات الفرنسية لتنفيذ المشاريع الطاقة الكهربائية والمياه".
وتبلغ الطاقة الانتاجية لمشروع التناطح العكسي بمحطة الزور الجنوبية 30 مليون جالون امبراطوري باليوم ما يعد اضافة الى انتاج الاجمالي للمياه بوزارة الكهرباء والماء بنسبة 15 بالمئة فيما تبلغ قيمة العقد 54 مليون دينار مع التشغيل لمدة خمس سنوات.
وقد تمت ترسية المشروع على تحالف يضم شركتين الاولى شركة فرنسية رائدة في مجال تحلية المياه والثانية شركة محلية كويتية. (النهاية) م م ج