A+ A-

الصحف الألمانية تفتح بنتائج انتخابات الغضب في اليونان وتأثيرها على مستقبل اليورو

برلين - 26 - 1 (كونا) -- خيمت نتائج الانتخابات اليونانية صباح اليوم على افتتاحيات الصحف الألمانية وفوز الحزب اليساري (سيريزا) بغالبية الاصوات معتبرة هذه النتائج مصيرية بالنسبة لمستقبل منطقة اليورو وردة فعل متوقعة على سياسة التقشف التي سلكتها حكومة اثينا في الاعوام الماضية.
وفيما ابدت بعض الصحف النافذة تفهما حذرا لاختيار الناخبين اليونانيين حزبا يساريا يجهر بعدائه لما يسميها„املاءات المفوضية الاوروبية ذهبت الصحف الاقتصادية الى التحذير من اصرار الحكومة الجديدة على اعادة جدولة الديون اليونانية وخروج محتمل لحكومة اثينا من منطقة اليورو.
وعنونت الصحيفة الاقتصادية (هاندلسبلات) موضوعها الرئيسي "في انتخابات الغضب اثبت اليونانيون ان غضبهم من الاصلاحات التقشفية التي سلكها المحافظون في السنوات الماضية اكبر من خوفهم من نتائج انتخابات قد تؤدي الى خروج بلادهم من منطقة اليورو".
واضافت الصحيفة انه„"منذ عودة الديمقراطية الى اليونان في عام 1974 لم يشهد هذا البلد انتخابات سيطرت عليها العواطف بهذا الشكل مثل انتخابات يوم امس".
وذكرت ان "الخطط التقشفية التي اتبعتها الحكومة اليونانية المحافظة في السنوات الخمس الماضية اوصلت اليونان الى اكبر كساد اقتصادي في تاريخها وتسببت في تسريح مليون موظف في غضون اعوام وفي انزلاق مئات الاف العائلات الى الفقر الامر الذي سيكون له تبعات كبيرة على اليونان في العقود المقبلة".
فيما اعتبرت الصحيفة المحافظة (دي فيلت) الحزب اليساري (سيريزا) ورئيسه الكسيس تسيبراس خطرا على اوروبا ومنطقة اليورو.
وقالت الصحيفة ان "تسيبراس يفوز وبروكسل صامتة فلغاية مساء امس لم تصدر تصريحات لا من المفوضية الاوروبية ولا من عواصم القرار في اوروبا ولكن الثابت ان النسبة الكبيرة التي حصل عليها الحزب لم تفاجئ بروكسل فحسب بل العواصم الاوروبية الاخرى".
وكانت المجلة اليسارية الليبرالية (دير شبيغل) اكثر تحفظا من زميلاتها قائلة ان الحزب اليساري ورئيسه يستحقان هذا الفوز ويستحقان كذلك الحصول على فرصة قد تدخلهم التاريخ.
وقالت المجلة "ربما سيدخل هذا الحزب التاريخ اليوناني من خلال المضي قدما في اصلاحات سياسية واقتصادية ستسهم في تجديد اليونان وربما سيكون رئيس الحزب ذكيا لدرجة انه لن يقدم على اتخاذ خطوات احادية الجانب بخصوص اعفاء بلاده من ديونها بل في اطار المباحثات مع المفوضية الاوروبية ودائنين اخرين مثل صندوق النقد الدولي والبنوك".
اما صحيفة (تاغس شبيغل) واسعة الاطلاع فقد قالت ان„"الشركاء الاوروبيين سيقدمون الان تنازلات لليونان على شكل اعادة جدولة ديونها واعفائها من قسم من هذه الديون او تمديد فترات السداد ولكنهم لن يوافقوا قط على التراجع عن الاصلاحات التي بدأتها الحكومة المحافظة".
وكان الحزب اليساري (سيريزا) حصل وفقا للنتائج النهائية على نسبة 3ر36 في المئة من الاصوات بينما جاء الحزب المحافظ (الديمقراطية الجديدة) بقيادة رئيس الحكومة انطونيس ساماراس في المرتبة الثانية بنسبة 9ر27 في المئة من الاصوات ما يعني ان الحزب اليساري سيكلف الان بتشكيل الحكومة وترؤسها.(النهاية) ع ن ج / م ج ز