A+ A-

مجلس الامة يخصص ساعتين لمناقشة تداعيات تراجع اسعار النفط

الكويت - 18 - 12 (كونا) -- خصص مجلس الامة ساعتين من جلسته التكميلية اليوم لمناقشة تداعيات اسعار النفط تطرق خلالها عدد من المسؤولين في وزارة النفط ومؤسسة البترول الكويتية الى اسباب تراجع تلك الاسعار في اسواق النفط العالمية.
وقال وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة الدكتور علي العمير في مداخلته في الجلسة ان انتاج الكويت من النفط يتجاوز حاليا 8ر2 مليون برميل يوميا فيما يبلغ اجمالي امدادات النفط العالمية نحو 96 مليون برميل يوميا.
من جانبه قال مدير البحوث التسويقية العالمية في مؤسسة البترول الكويتية هيثم الغيص في الجلسة ان السوق النفط شهد تباطؤا في النمو الاقتصادي العالمي على جميع المستويات مبينا ان الصين التي تعتبر المحرك الاقتصادي العالمي الرئيسي شهدت ضعفا في طلبها للنفط هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية.
واضاف الغيص ان من عوامل تراجع اسعار النفط انخفاض واردات الولايات المتحدة الامريكية من النفط والمنتجات البترولية موضحا ان الولايات المتحدة اصبحت من الدول المصدرة للمنتجات البترولية.
وذكر ان اسواق النفط العالمية شهدت ارتفاعا ملحوظا في المخزونات العالمية للنفط سواء في قارة اسيا او اوروبا او امريكا وتزامن هذا الامر مع ضعف نسب هوامش تكرير النفط في اوروبا واسيا مما ادى الى زيادة المخزونات النفطية العالمية.
وافاد بان النفط الايراني الموجود في السوق النفطية اقل من السنوات الماضية وفي نفس الوقت شهد السوق ارتفاعا ملحوظا للنفط الخام العراقي مبينا ان السعودية تقوم بدور الدولة الموازنة لميزان العرض والطلب للنفط واسعاره في السوق.
وقال ان من العوامل الاساسية في التاثير على سوق النفط "الطفرة الملحوظة" لانتاج النفط الخام في قارة امريكا الشمالية مبينا انه ينقسم الى قسمين الاول مايعرف بالنفط الرملي في كندا والقسم الثاني النفط الصخري في امريكا اضافة الى تذبذب انتاج النفط الليبي هذا العام لاسيما انها دولة مؤثرة في منظمة (اوبك).
واوضح ان للاسباب السياسية تاثيرا على اسعار النفط لاسيما التوتر الحاصل في منطقة الشرق الاوسط وبصورة خاصة في سوريا والعراق والعقوبات الاقتصادية على ايران والتوتر في ليبيا والعقوبات التي فرضت روسيا على خلفية الاوضاع في اوكرانيا.
وذكر ان من العوامل الاقتصادية المؤثرة تراجع النمو الاقتصادي العالمي خاصة في اوروبا واعلان اليابان دخولها الانكماش الاقتصادي وهي من الدول الاقتصادية المهمة اضافة الى ضعف النمو الاقتصادي الصيني والمضاربات في البورصات العالمية وارتفاع سعر صرف الدولار.
وقال الغيص ان اسعار النفط شهدت انخفاضا في اوقات سابقة منها الازمة الاقتصادية العالمية في عامي 2008 و2009 حيث كان النفط الكويتي يباع بسعر 136 دولارا وانخفض خلال شهر الى 36 دولارا للبرميل.
وبين ان الطلب على النفط مرتبط بثلاثة عوامل رئيسية هي قوة الاقتصاد والطقس والاسعار مبينا ان الربع الثالث من عام 2014 شهد زيادة بالمعروض بنحو مليون و300 الف برميل في اليوم ويتوقع زيادة المعروض من النفط الخام العام المقبل.
وافاد بان الدولة التي تلعب دورا في زيادة المعروض في النفط الخام هي العراق التي تشهد زيادة سنوية تقدر ب200 الف الى 300 الف برميل يوميا ولديها خطة لزيادة انتاجها الى 7ر3 مليون برميل يوميا في حلول سنة 2020 .
وقال ان الولايات المتحدة تنتج نحو اربعة ملايين برميل من النفط الصخري اضافة الى انتاج كندا نحو اربعة ملايين برميل يوميا من النفط الرملي فيما تشهد الاروقة السياسية الامريكية جدلا في ان تصبح الولايات المتحدة مستقبلا دولة مصدرة للنفط الخام.
واضاف ان 80 في المئة من طلب النفط الكويتي يذهب الى قارة اسيا و5 في المئة الى اوروبا و 15 في المئة الى الولايات المتحدة الامريكية.
وتوقع حسب قراءة السوق لغاية 2020 تحسن انتعاش الاقتصاد العالمي ومع تاثر الدول المنتجة للنفط خارج منظمة الاوبك بانخفاض الاسعار الحالية لبرميل النفط وبالتالي يكون هناك توازن بين الطلب والعرض داعيا الى عدم التاخر في تنفيذ المشاريع النفطية والاستراتيجية في الكويت. من جهتها قالت الوكيل المساعد للشؤون الاقتصادية في وزارة النفط الكويتية نوال الفزيع ان انتاج دول منظمة (اوبك) بلغ حوال 30 مليون و400 الف برميل نفط يوميا بزيادة 400 الف برميل عن ما هو متفق عليه لسقف الانتاج مشيرة الى زيادة الانتاج من دول اوبك جاءت من انتاج النفط العراقي.
وذكرت ان دولا مصدرة للنفط ضمن منظمة (اوبك) مثل العراق وليبيا ونيجيريا وايران شهدت خلال فترة 2011 الى 2014 احداثا سياسية اثرت على انقطاع الامدادات النفطية وانخفاض الانتاج في السوق النفطية مما حدا بدول مثل السعودية والكويت والامارات لزيادة معدلات انتاجها لتغطية هذا العجز.
من جانبه قال العضو المنتدب للتسويق العالمي في مؤسسة البترول ناصر المضف ان المؤسسة ابرمت عقودا مع الحكومة الصينية لتصدير 300 الف برميل نفط اي ما يعادل 15 في المئة من كمية تصدير النفط الخام لمدة 10 سنوات مضيفا ان المميز في هذا العقد هو استخدام البواخر الكويتية مما سيسهل عملية الشحن من الكويت.
واضاف المضف ان لدى المؤسسة عقدا اخر مع شركة كورية بحوالي 200 الف برميل نفط اي ما يعادل 10 في المئة من الكمية المصدرة للنفط الخام الكويتي ولمدة 10 سنوات اضافة الى ابرام عقود مع شركة قطر غاز وبريتش بتروليوم وشركة شل لاستيراد "الغاز النحيل".
وذكر ان الكويت تزود بعض الدول في المنطقة بمنتجات النفط مثل الامارات التي تستورد حوالي 30 في المئة من وقود الطائرات مضيفا "ان الكمية التي لدينا من الانتاج للنفط الخام في عام 2015 تم بيعها و90 في المئة من المنتجات النفطية مباعة في احسن الاسواق واكثرها امانا". ولفت الى انه تم تجديد عقود مبرمة مع عدة دول منها اليابان والهند وكوريا وتايوان ودول اخرى في شرق اسيا مبينا ان سبب التركيز على اسواق دول شرق اسيا هو لكونها تعطي مردودا ماليا يفيد خزينة الدولة.
وكان المجلس قد وافق في بداية جلسته اليوم على تاجيل جلستي يومي 30 و31 الشهر الجاري الى يومي 15 و29 يناير المقبل.(النهاية) ح ر ز / س س س / ع ب د