A+ A-

وزير البترول السعودي.. ما تمر به السوق النفطية "مشكلة طارئة"

وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي
وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي
الرياض - 18 - 12 (كونا)-- وصف وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي هنا اليوم ما تمر به السوق النفطية الدولية الآن بأنه "مشكلة طارئة" سببها تضافر عوامل عدة في وقت واحد.
وأوضح الوزير النعيمي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية ان هناك عدة عوامل أدى إلى ظهور "المشكلة الطارئة" منها تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بشكل كبير وزيادة الإمدادات البترولية من مناطق عدة وخاصة من المناطق ذات التكلفة العالية من خارج دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في وقت يتباطأ نمو الطلب العالمي على البترول بشكل أكبر مما كان متوقعا.
وحول إمكانية قيام دول (أوبك) والمملكة بشكل خاص بعمل ما من شأنه إعادة التوازن للسوق قال النعيمي إن "حصة أوبك وكذلك السعودية في السوق العالمية لم تتغير منذ سنوات عدة وهي في حدود 30 مليون برميل يوميا للأوبك منها حوالي 6ر9 مليون برميل يوميا إنتاج المملكة بينما يزداد إنتاج الآخرين من خارج أوبك باستمرار".
واضاف انه "في وضع مثل هذا فإنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل قيام المملكة أو أوبك بأي إجراء قد ينجم عنه تخفيض حصتها في السوق وزيادة حصص الآخرين في وقت يصعب فيه السيطرة على الأسعار فنخسر السوق ونخسر الأسعار معا".
واشار الى أن دول (أوبك) سعت خلال الشهر الماضي كما حدث في مرات سابقة من أجل تعاون دول منتجة أخرى خارج المنظمة "ولكن هذه المساعي لم تكلل بالنجاح ".
وبشأن تأثر المملكة بالانخفاض الحالي للأسعار اكد النعيمي ان المملكة لديها "اقتصاد متين وسمعة عالمية ممتازة وصناعة بترولية متطورة وعملاء يصل عددهم الى نحو ثمانين شركة في غالبية دول العالم واحتياطيات مالية ضخمة".
واضاف ان المملكة قامت ايضا "بمشاريع ضخمة في البنية التحتية وتطوير الصناعات البترولية والتعدينية والبتروكيميائية وغيرها بشكل متين خلال السنوات العشر الماضية ما يجعل الاقتصاد والصناعة السعودية قادرة على تحمل تذبذبات مؤقته في دخل المملكة من البترول خصوصا أن تذبذب الأسعار في أسواق السلع ومن ضمنها البترول هو أمر طبيعي".
واعرب وزير البترول السعودي عن تفاؤله بمستقبل السوق النفطية مضيفا ان "ما نواجهه الآن ويواجهه العالم يعتبر حالة مؤقته وعابرة فالاقتصاد العالمي وبخاصة اقتصادات الدول الناشئة سيعاود النمو باضطراد ومن ثم يعود الطلب على البترول في النمو هو الآخر".
واشار الى إن "هناك معلومات وتحليلات غير صحيحة يتم تداولها بين الحين والآخر مثل ربط القرارات البترولية بأهداف سياسية" مضيفا ان "هذه التحليلات الخاطئة سوف تنكشف بلا شك ويتضح خطؤها ما يساعد على عودة التوازن إلى السوق". ولفت الى الدور السلبي الذي يقوم به المضاربون في السوق النفطية الدولية "حيث يدفعون الأسعار إلى هذا الاتجاه أو ذاك لتحقيق عوائد مالية ما أسهم في تذبذب الأسعار بشكل حاد".
واكد ان وزارة البترول والثروة المعدنية السعودية تعمل "بصمت" من أجل تحقيق أفضل العائدات والمصالح للمملكة على المستويات القصيرة والمتوسطة والطويلة معربا عن ثقته بأن ما تقوم به الوزارة "سيحقق أفضل النتائج للمملكة".
كما اكد ان المملكة "ماضية في سياستها المتوازنة بشكل راسخ وقوي معتمدة على قيادة حكيمة واقتصاد متين وصناعة بترولية عالمية قوية تحقق الطموحات". (النهاية) ا د / م ع ع