A+ A-

الدكتور العبيدي يفتتح مؤتمر الكويت وندوة التمريض الخليجية

وزير الصحة الدكتور علي العبيدي أثناء افتتاحه فعاليات مؤتمر الكويت والندوة الخليجية ال11 للتمريض بعنوان (التمريض ريادة مجتمعية في مواجهة الأمراض غير السارية)
وزير الصحة الدكتور علي العبيدي أثناء افتتاحه فعاليات مؤتمر الكويت والندوة الخليجية ال11 للتمريض بعنوان (التمريض ريادة مجتمعية في مواجهة الأمراض غير السارية)

الكويت - 18 - 11 (كونا) -- افتتح وزير الصحة الدكتور علي العبيدي هنا اليوم فعاليات مؤتمر الكويت والندوة الخليجية ال11 للتمريض بعنوان (التمريض ريادة مجتمعية في مواجهة الأمراض غير السارية) برعاية سمو ولي العهد البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله.
وقال العبيدي في كلمته خلال افتتاح الفعاليات في فندق الجميرا ان هذا المؤتمر يجسد أهمية العمل المشترك والتعاون بين دول مجلس التعاون في كافة المجالات الصحية وبما ينصب بمصلحة دول المجلس.
واكد حرص هذا الدول من خلال الأمانة العامة والمكتب التنفيذي لدول مجلس التعاون على متابعة التطورات والمستجدات العالمية في مجال التصدي للأمراض المزمنة غير السارية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية ذات العلاقة وتبنيها لتوصيات وتوجيهات منظمة العالمية بشأن التصدي لهذه الأمراض.
واشار الى تبني دولة الكويت لإعلان الكويت للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير السارية والذي صدر في مارس 2013 بالتعاون مع المكتب الإقليمي لدول شرق المتوسط والمكتب التنفيذي لدول مجلس التعاون الخليجي ووثيقة الكويت للتصدي للأمراض المزمنة (أولوية تنموية) يناير 2014.
وبين انه منذ صدور الإعلان السياسي رفيع المستوى من الأمم المتحدة في سبتمبر 2011 قامت الوزارة بتشكيل لجنة عليا تضم قيادات الوزارات والجهات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة في دراسة وتحليل الوضع الحالي ووضع الاستراتيجيات والبرامج الوطنية للتصدي للأمراض المزمنة وعوامل الخطورة ذات العلاقة ومتابعة تنفيذها على مستوى جميع الوزارات والهيئات الحكومية.
واضاف ان وزارة الصحة قامت بادراج الوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير السارية ضمن برامج عمل الحكومة وذلك لضمان رصد المستجدات بالنسبة لهذا الأمراض على مستوى الدولة.
وبين أن الأعباء المترتبة من انتشار هذه الأمراض وعوامل الخطورة ذات العلاقة تعد أحد أكبر التحديات التي تواجه خطط وبرامج التنمية الشاملة بالدولة مما يستدعي معه تكثيف وتوحيد الجهود بين وزارة الصحة ووزارات الدولة وهيئات المجتمع المدني.
وقال ان انعقاد هذا المؤتمر يترجم أهمية التعاون والعمل المثمر والبناء على الصعيدين السياسي والصحي بين دول المجلس وذلك لحماية مجتمعاتنا من مخاطر الأمراض المزمنة والأعباء المترتبة عليها اجتماعيا وصحيا وماديا.
واعرب عن امله بأن يكون هذا المؤتمر بداية لانطلاق برامج صحية خليجية مشتركة للاستفادة من الخبرات والكفاءات التي تزخر بها دولنا الشقيقة.
وتقدم العبيدي بجزيل الشكر لولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله على كريم رعايته لهذا المؤتمر والى مدير عام المكتب التنفيذي لدول مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة لجهوده الملموسة في التنسيق مع اللجنة العليا لتنظيم المؤتمر.
كما توجه بالشكر للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ومجلس التمريض الدولي على مشاركتهم في فعاليات المؤتمر والى جميع من ساهم في تنظيم فعاليات هذا المؤتمر المهم.
من جهته قال المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة في كلمته ان المجتمع الخليجي يقع في بؤرة التأثير العالمي من جراء هذه الجائحة ويؤكد ذلك العديد من الدراسات العلمية وفي مقدمتها المسح الوطني في كل من سلطنة عمان والسعودية والبحرين والكويت وقطر طبقا لبرنامج (مقاربة النهج المتدرج).
وبين ان نتائج عوامل الخطورة لهذه المجموعة من الأمراض في دول المجلس اوضحت ان نسبة داء السكري هي 7ر16 - 24 بالمئة وارتفاع ضغط الدم 21 - 40 بالم اما ارتفاع الشحوم بالدم (كوليسترول) 3ر19 - 6ر40 بالمئة وآفة التدخين 13 - 23 بالمئة والسمنة والبدانة 6ر53 - 80 بالمئة وتراجع النشاط البدني 34 - 81 بالمئة ومعدل الإصابة بالسرطان لكل مئة الف نسمة 5ر72 - 5ر158 حسب تقرير معدلات الإصابة بمرض السرطان في دول المجلس خلال الفترة من عام 1998 حتى 2009.
واضاف خوجة ان الاحصائيات والدراسات الوبائية المبكرة بينت انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطرا صحيا على المستوى الوطني.
وقال ان المجتمع الخليجي مصاب أو سيصاب بالسكري بنسب مرتفعة جدا إذا ما قورنت بالدول الأخرى وظهر ذلك جليا في وجود خمسة من دول المجلس ضمن قائمة أعلى عشر دول في العالم الصادرة عن الاتحاد العالمي للسكري في عام 2011 .
اما بالنسبة للأمراض القلبية الوعائية والتي تمثل أكثر من ثلث أسباب الوفاة فقال انها ليست بأفضل حالا حيث نبهت نتائج المسح الخليجي لصحة الأسرة منذ أكثر من خمسة عشرة عاما إلى تأكيد تشخيص الإصابة بهذا المرض لدى الأشخاص ذوي الأعمار فوق أربعين عاما بمعدلات تتراوح بين 20 إلى 45 بالمئة.
وقال ان البرامج الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية مرت بالعديد من التطورات الإيجابية خلال السنوات الماضية كان في مقدمتها قرار مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الذي أصدر في مؤتمره التاسع والأربعين في شهر مايو عام 2000 .
وبين انه تضمن وضع البرامج والأنظمة الصحية "الأولية والثانوية والثالثية" مع تبني برامج توعوية خاصة بمرضى السكري والقلب ضمن برامج التوعية لمكافحة الأمراض غير السارية وتبنى أساليب جديدة لتقديم الخدمات الصحية لرعاية المرضى مثل العيادات المصغرة المتخصصة في الرعاية الصحية الأولية وتفعيل وتطوير دور المراكز الصحية في هذا الصدد وقائيا وعلاجيا وتأهيليا.
وقال ان ذلك يؤكد الدور الريادي لمجلس وزراء الصحة واهتمامه بالتصدي لمكافحة الأمراض غير السارية (غير المعدية) خلال السنوات العشر الماضية لما تمثله من قضية مهمة للصحة العامة في دول الخليج وحرص صانعي القرار على انتهاج الأسلوب العلمي السليم لمجابهة هذه القضية من كافة الأوجه الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
وبين ان المجلس قام منذ سنوات باعتماد عدد من المواثيق المهمة كالتزام سياسي لتحسين الصحة العمومية والتصدي لمكافحة الأمراض غير المعدية وخاصة قضيتي الأمراض القلبية وداء السكري.
وبين ان تلك المواثيق هي الإعلان المشترك لوزراء الصحة بدول مجلس التعاون حول الداء السكري وإعلان الرياض حول اقتصاديات السكري والميثاق الخليجي لصحة القلب وإعلان المنامة حول اقتصاديات الأمراض القلبية والوعائية وإعلان جدة لرعاية مرضى داء السكري وإعلان دبي حول الأمراض المزمنة غير المعدية وداء السكري ووثيقة المنامة لمكافحة الأمراض غير المعدية ووثيقة الكويت (الخطة التنفيذية للحملة الخليجية للتوعية بالأمراض غير المعدية).
واضاف انه من ضمن الوثائق اعلان مسقط حول اقتصاديات الأمراض غير المعدية (غير السارية) وإعلان الرياض الصادر عن المؤتمر الدولي لأنماط الحياة الصحية والأمراض غير السارية في العالم العربي والشرق الأوسط واعلان الكويت للوقاية من ومكافحة والأمراض غير السارية ووثيقة الكويت للتصدي للأمراض غير السارية (معا لمكافحة الأمراض غير السارية).
واشار الى انه تم ايضا اعتماد عدد من الخطط الخليجية الاستراتيجية المتخصصة والموضوعة من قبل اللجان الفنية المختصة وما تضمنته من (الرؤية - الرسالة - والأهداف الاستراتيجية -وآليات التطبيق - ومؤشرات المتابعة والتحسين) طبقا للأسس والمعايير العالمية وحسب المتطلبات التنفيذية بدول المجلس.
وبين ان تلك المتطلبات هي خطط خليجية لمكافحة داء السكري والخطة وللوقاية من الأمراض القلبية والوعائية ولمكافحة السرطان والاعتلالات العصبية والأمراض غير المعدية ولمكافحة التبغ واستراتيجية تنفيذها وللتوعية بالأمراض غير المعدية وللوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها.
وقال ان كل هذه المواثيق والإعلانات والخطط التنفيذية الإستراتيجية التي اتخذت الصفة الإقليمية والعربية بل والعالمية تؤكد على السبق والريادة لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في مجال الالتزام السياسي الشامل والذي يعني التزام القيادات الصحية والمجتمعية في اتخاذ القرار من خلال قوى المسؤولية والتأثير والضمان لإعطاء هذه البرامج الهامة المصداقية والموارد والدعم اللازم.
واوضح انه تم وضع واعتماد (الإطار العام للخطة الخليجية الإستراتيجية لمكافحة الأمراض غير المعدية 2011/2020) في الاجتماع الموسع الاول لمكافحة الأمراض غير المعدية والذي عقد في المنامة يناير 2011 ضمن مفهوم جديد لتوقي ومكافحة هذه النوعية من الأمراض وبتوصيات فاعلة على طريق التصدي لها وصياغة السياسات الملائمة لتطبيقها ومتابعتها وتم اعتمادها في المؤتمر ال70 لمجلس وزراء الصحة الموقر والذي عقد في الدوحة في فبراير 2011.

واكد خوجة ان هيئات التمريض تمثل القوة الضاربة للكوادر الطبية والصحية في جميع فعاليات المجتمع الصحي الخليجي بالمساهمة الفاعلة والمشاركة الإيجابية والبناءة في تطبيق وتنفيذ ومتابعة هذه الخطط الاستراتيجية والمواثيق والالتزامات.
وقال ان الحاجة إلى العناية التمريضية هي حاجة ملحة تهم الإنسانية جمعاء وإن احترام حقوق الإنسان التي تشتمل على الحق في الحياة والكرامة والمعاملة باحترام هي معان أساسية في هذه المهنة لذا يقتضي إعلاء شأن التمريض كمهنة مسؤولة تتطلب متابعة مستمرة لنوعية العناية التمريضية من خلال برامج تخصصية.
من جانبه قال وكيل الوزارة المساعد للشؤون الفنية الدكتور قيس الدويري في كلمته ان رعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله لهذا المؤتمر تؤكد على اهتمام سموه وتقديره لمهنة التمريض ولجميع المنتسبين إليها.
وبين ان دول العالم واجهت تحديا كبيرا للوقاية من أمراض العصر الناجمة عن المدنية الحديثة وتغير أنماط وسلوكيات الحياة الاجتماعية والغذائية للأفراد والمجتمعات وما ترتب عليها من زيادة مطردة وتسارع كبير في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة غير السارية.
واوضح ان أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة ومرض السكري والسمنة تشكل عبئا كبيرا على خدمات الرعاية الصحية وعلى زيادة التكاليف المالية المخصصة لعلاج هذه الأمراض هذا اضافة لكونها تحتل المراتب الأولى لأسباب الوفيات في دول مجلس التعاون.
وقال ان اللجنة الفنية الخليجية للتمريض قرررت في اجتماعها المنعقد في ديسمبر 2012 بالمملكة العربية السعودية أن يكون موضوع الندوة الخليجية المقبلة التصدي للأمراض غير السارية استشعارا منها بالدور الفاعل للهيئة التمريضية في التصدي لهذه المشكلة.
ولفت الى ان اللجنة رأت أن يكون هذا التجمع الخليجي المهم مؤتمرا وندوة ليتناسب مع تطلعات اللجنة بالارتقاء بهذه الملتقيات الخليجية التمريضية وبما يحقق النمو المهني لكوادرها الوطنية موضحا انه كان لدولة الكويت شرف تنظيم الندوة الخليجية الرابعة للتمريض عام 2000.
واضاف "وها نحن نلتقي ثانية لنشهد انطلاق مؤتمر الكويت والندوة الخليجية الحادية عشر تحت شعار (التمريض ريادة مجتمعية في مواجهة الأمراض غير السارية)".
وقال ان اللجنة الفنية الخليجية للتمريض ومنذ إنشائها عام 1993 دأبت على رسم وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات الخاصة بتطوير مهنة التمريض بكل جوانبها العلمية والعملية والتنظيمية وأقامت العديد من الأنشطة والفعاليات التي ساهمت في تحقيق الأهداف التي أنشأت من أجلها.
وبين ان الندوات الخليجية التمريضية التي تعقد كل سنتين تعتبر من أهم الفعاليات التي تنظمها اللجنة ويتطلع اليها ويرقبها جميع العاملين بمهنة التمريض بدول المجلس لاسيما وأنها تلقي الضوء على أهم القضايا في الشأن الصحي والتمريضي على صعيد دول المجلس وتضع الخطط والاستراتيجيات التمريضية المناسبة لها.
بدورها قالت مستشارة التمريض والقبالة في منظمة الصحة العالمية الدكتورة فريبا الدرازي في كلمة ممثالة "ان الممرضين والممرضات يشكلون العنصر المهني الرئيسي للقوى العاملة بالخط الامامي في كل المواقع في معظم النظم الصحية".
واكدت ان الدول لن تستطيع التصدي للتحديات الصحية التي تواجهها دون الاستفادة من القوى العاملة الحالية من خلال خلق بيئة عمل تعتمد على تحسين القدرات الادارية بشكل مستمر.
من جانبه قال عضو مجلس ادارة التمريض الدولي بول بيس في كلمته "نحن نعلم مدى صعوبة مهنة التمريض حيث يعمل الجميع على تحسين التمريض كمهنة ونثني على الممرضات والممرضين من الكويت والخليج لالتزامهم بتوفير وتحسين نوعية الرعاية للمرضى وأسرهم".
واضاف "يسعدني ويشرفني أن اتقدم اليكم بتحياتي الحارة وبالنيابة عن إدارة المجلس الدولي للممرضات والموظفين والأخوة الزملاء في حقل التمريض وكممثل لأكثر من 16 مليون ممرض وممرضة يعملون في جميع أنحاء العالم".
وثمن هذا المؤتمر الذي "يوفر فرصة فريدة لتبادل النجاحات الخاصة بكم وتطوير المعارف والبحوث والأراء البناءة لما فيه خدمة لشعوب العالم والخليج".
ثم قام الوزير العبيدي بتكريم الممرضين الفائزين ب(جائزة نسيبة بنت كعب) للتمريض في اطار حفل افتتاح فعاليات المؤتمر كما قام بتكريم العديد من قيادات وزارة الصحة.(النهاية) ش ه د / ط أ ب