A+ A-

الكويت تؤكد اهتمامها بالتنمية وحماية البيئة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية

سفير دولة الكويت لدى جمهورية كوريا جاسم البديوي
سفير دولة الكويت لدى جمهورية كوريا جاسم البديوي
الكويت - 15 - 10 (كونا) -- أكدت دولة الكويت اليوم حرصها واهتمامها بالحفاظ على البيئة والتنمية المصاحبة لها مع الاستخدام الامثل للموارد الطبيعية بتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وبمتابعة مباشرة من سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سفير دولة الكويت لدى جمهورية كوريا جاسم البديوي خلال اجتماعات دول اتفاقية التنوع البيولوجي التي بدأت في منطقة بيونغ تشانغ شمالي جمهورية كوريا بحسب بيان صحافي صادر عن السفارة تلقته وكالة الانباء الكويتية (كونا) هنا.
وقال البديوي إن توجيهات القيادة الكويتية كان لها الأثر الفعال في تقدم مسيرة العمل البيئي بهدف تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والمحافظة على البيئة من أجل التنمية المستدامة لما فيه تحقيق المزيد من التقدم والرفاهية.
وأوضح البديوي الذي يرأس وفد دولة الكويت في الاجتماعات أن الكويت حرصت على مواصلة جهودها في تنفيذ العديد من الخطط والبرامج والمشاريع وسن التشريعات والقوانين الرامية إلى المحافظة على التنوع الاحيائي بهدف تحقيق الاستدامة البيئية بمكوناتها الطبيعية "وفي إطار هذه الجهود سنت الكويت القوانين والتشريعات الجديدة الخاصة بالبيئة".
وذكر أن تلك القوانين تشمل مواد تعنى بالتنوع الاحيائي لاسيما النباتات الفطرية والصحراوية وصون الجزر والبيئة البحرية حيث صدر أخيرا قانون حماية البيئة الجديد الذي اصبح نافذا في 12 أكتوبر الجاري واشتمل على تسعة أبواب تضمنت 181 مادة.
وأوضح أن الباب الخامس من القانون خصص للتنوع الاحيائي واحتوى على 12 مادة موزعة على ثلاثة فصول موضحا ان القانون افرد فصلا خاصا للاستراتيجيات البيئية بشكل يهدف إلى ضمان التكامل بينهما وألزمت مواده كل الجهات في الدولة بالعمل على تطوير وتحديث الاستراتيجيات كل 5 سنوات وأن لا تقل مدة أي استراتيجية عن 20 عاما وأن تكون مقرونة بالخطط الزمنية وآلية التطبيق.
ومن أجل تأكيد تحقيق الاستدامة البيئية اوضح السفير البديوي أن القانون ألزم كافة المؤسسات بحساب الاحمال البيئية في نطاق عملها كالمراعي ومصائد الأسماك وجودة الهواء والمياه الجوفية كما أعطى قوة وزخما أكبر للرقابة البيئية وذلك بمنحه المجلس الأعلى للبيئة سلطة تعيين مراقبين بيئيين في مؤسسات الدولة لمراقبة الأداء البيئي.
وقال انه روعي في مواد القانون وعقوباته التوافق مع القوانين الدولية ذات العلاقة معتبرا أن هذا القانون يمثل مظلة للعمل البيئي لدولة الكويت.
وأكد أنه وبناء على هذا القانون سيتم استحداث وحدة تابعة لوزارة الداخلية تسمى شرطة البيئة للمساهمة في متابعة تنفيذ وتطبيق مواده فضلا عن إلتزام الدولة بعمل مسوحات شاملة للبيئات المتضررة ووضع الخطط والبرامج لإعادة تأهيلها.
وأوضح البديوي في كلمته ان دولة الكويت تواصل جهودها في إنشاء المحميات الطبيعية البرية والبحرية حيث بلغ عددها 11 محمية طبيعية موزعة على انحاء مختلفة من البلاد بهدف حماية الانواع المهدد بالانقراض.
وقال ان دولة الكويت واصلت جهودها الرامية إلى صون الطبيعة وتقديم المعلومات بكل شفافية للمنظمات الدولية وذلك بإعداد التقرير الوطني الخامس حول تنفيذ اتفاقية التنوع البيولوجي وتسليمه في الموعد المحدد في 11 مارس 2014 قبل مؤتمر الاطراف العاشر.
وبين ان هذا التقرير يعتبر مصدرا للمعلومات عن الاستعراض متوسط الأجل للتقدم المحرز نحو تنفيذ الخطة الاستراتيجية للتنوع البيولوجي والتقدم المحرز نحو أهداف (ايتشي) للتنوع البيولوجي.
وأكد أن الكويت انتهت أيضا من تحديث الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي وخطط العمل فيها وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة والممثلة باللجنة الوطنية الدائمة للتنوع الاحيائي التي تضم في عضويتها ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في المجال البيئي.
وأوضح ان ذلك ياتي تنفيذا لتوصيات اتفاقية التنوع البيولوجي وبما يتوافق مع الخطة الاستراتيجية لها والمقررة للفترة 2011 - 2020 للحد من تدهور التنوع الاحيائي في العالم وتنفيذا لأحد أهم توصيات الاجتماع العاشر والحادي عشر للدول الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي وعلى أن توضع قريبا في خطط الدولة للبدء في تنفيذها.
وذكر أن هذه الاستراتيجية بمثابة إطار توجيهي لحفظ التنوع البيولوجي في دولة الكويت على مدى السنوات العشر القادمة وتتضمن مجموعة من المبادئ التي اتفقت عليها الحكومات والمنظمات.
وأشار إلى أن الكويت تمضي أيضا قدما نحو التصديق على البروتوكولات المنبثقة عن اتفاقية التنوع البيولوجي وهي بروتوكول السلامة الاحيائية وبروتوكول (ناغويا) للحصول وتقاسم المنافع الجينية. وأعرب السفير البديوي عن اعتزازه بما شهده عام 2014 من قفزة متميزة لمؤشر الأداء البيئي لدولة الكويت بتقدمها من المركز 123 الى المركز ال42 بحسب التقرير الصادر عن جامعة ييل والمركز الدولي لشبكة معلومات علوم الارض بجامعة كولومبيا لافتا الى ان التقرير أبرز تقدم دولة الكويت 84 مركزا بحسب المؤشر المذكور.
وقال ان هذا الانجاز يتوج جهود الجهات المعنية بالدولة خلال الفترة الماضية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والسياسات الهادفة التي انتهجتها والمتابعة المتواصلة للوضع البيئي وتذليل كافة المعوقات وتقديم الدعم الكامل لأي مبادرة بيئية من شأنها المحافظة وصون التنوع الاحيائي وتلبية كافة المتطلبات الكفيلة بوصولها لأعلى مؤشرات الأداء. واختتم البديوي كلمته بالتأكيد أن دولة الكويت "ستظل تعمل وفق استراتيجية محددة وواضحة لبلوغ أهداف التنمية المستدامة في مختلف المجالات ومن بينها التنوع البيولوجي الذي لم يعد قضية بيئية فقط بل قضية اقتصادية واجتماعية وانسانية أيضا وجزء لا يتجزأ من التراث الطبيعي للدولة وأحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة".
يذكر أن هذه الاجتماعات تأتي في سياق اجتماعات الدورة ال12 للجمعية العمومية للدول المعنية باتفاقية التنوع البيولوجي التي تقام بعنوان (التنوع البيولوجي للتطوير المستدام) والتي تستمر ثلاثة أيام وتنتهي يوم الجمعة المقبل بمشاركة نحو 20 ألف شخص يشكلون 194 وفدا من الدول المعنية الموقعة على الاتفاقية في مركز (ألفينسيا) للمؤتمرات في بيونغ تشانغ.
وتشمل اجتماعات الدورة الجولة السابعة من اجتماع بروتوكول السلامة البيولوجية التي عقدت خلال الفترة من 29 سبتمبر الماضي الى الثالث من أكتوبر الجاري والجمعية العمومية لاتفاقية التنوع البيولوجي خلال الفترة من 6 إلى 17 أكتوبر واجتماع بروتوكول (ناغويا) خلال الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر واجتماع رفيع المستوى خلال يومي 15 و16 أكتوبر.
ويضم الوفد الكويتي إضافة الى السفير البديوي المستشار طلال المنصور من سفارة دولة الكويت في سيؤول اضافة الى وفد من الهيئة العامة للبيئة يضم الدكتورة منى محمد حسين ومنى المعلا وعلي حسن فتح الله ولينا العوضي وفاطمة عبدالله تيفوني.(النهاية) ط أ ب