A+ A-

الشيخ تميم بن حمد يؤكد ايمان قطر بضرورة مواجهة الارهاب

امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
الدوحة - 26 - 9 (كونا) -- أكد امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ان مشاركة بلاده في العمل العسكري ضد "التنظيمات الارهابية" تأتي نظرا لإيمانها بوجوب "مواجهة الارهاب".
وقال الشيخ تميم في مقابلة مع شبكة (سي ان ان) الاخبارية الامريكية أوردتها وكالة الانباء القطرية (قنا) هنا ان "العملية العسكرية ضد هذه التنظيمات الارهابية ستستمر لفترة من الزمن" موضحا ان "نوع المساعدة سيكون مختلفا فمنها تقديم المساعدة للاجئين ومكافحة تهريب الاموال الذي يذهب الى هذه الجماعات".
وأضاف انه "يجب مكافحة الارهاب لكنني اعتبر ان السبب في كل ما يحصل هو النظام في سوريا وانه يجب معاقبة هذا النظام" معتبرا ان الأزمة المستمرة في سوريا منذ اكثر من ثلاثة أعوام والبيئة التي يعيش فيها الشعب السوري "هي التي خلقت هذا العنف".
واكد "لقد قلنا منذ اليوم الاول انه يجب وقف سفك الدماء في سوريا ومنع (الرئيس السوري) بشار (الأسد) من ارتكاب ابادة جماعية ضد شعبه غير ان الشعب السوري الذي يطالب بحريته بات يعيش بين نظام وحشي واعمال ارهابية".
وأشار الى أنه "اذا كان البعض يرى ان بالإمكان التخلص من الحركات الارهابية وترك هذا النظام يستمر في القيام بما يقوم به حاليا (فانني) اعتقد ان الحركات الارهابية ستعود مجددا".
وحول امكانية مشاركة قطر في العملية العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بقصف اهداف تابعة لنظام الاسد قال الشيخ تميم انه "لا يمكن لقطر ان تقوم بذلك وحدها لكن اذا كان هناك تحالف لمساعدة وحماية الشعب السوري فسيتم الانضمام اليه".
وبين أن بلاده "كانت جزءا من تحالف ساعد في تحرير الشعب الليبي وسننضم الى تحالف كهذا لاننا نؤمن ان النظام السوري هو من تسبب بكل هذه الفوضى".
وحول اتهامات لقطر بتمويل جماعات ارهابية شدد الشيخ تميم على "ضرورة التمييز بين حركات تدعي الولايات المتحدة وبلدان اخرى أنها ارهابية وفي منطقتنا لا نعتبرها كذلك" موضحا انه "اذا كان الحديث عن حركات معينة وخصوصا في سوريا والعراق فالجميع يعتبرها حركات ارهابية ولا يمكن القبول او السماح لاحد بتمويلها".
واكد ان دولة قطر تدعم الشعب الفلسطيني وأن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) جزء مهم من الشعب الفلسطيني "ولدينا خلافات مع اصدقاء يعتبرونها مجموعة ارهابية ونحن لا نعتبرها كذلك وقبل عشر سنوات طلب منا الامريكيون التحدث الى حماس لحملها على المشاركة في الانتخابات الفلسطينية وكان سمو الامير الوالد قد قال لقياديي حماس آنذاك ان الامريكيين طلبوا ان تشاركوا في الانتخابات المقبلة وكان ردهم اننا سنشارك ولكن هل تعتقد ان المجتمع الدولي سيقبل بنا؟ .. فقال والدي اجل لان الامريكيين تمنوا علي ان اطلب منكم المشاركة.. وشاركوا".
وعن الفرق بين حركة (حماس) قبل عشر سنوات وحركة حماس اليوم قال الشيخ تميم "اعتقد ان الفرق هو ان حماس باتت اليوم اكثر واقعية فقياديوها يؤمنون بالسلام ويريدون السلام ولكن على الطرف الآخر ان يؤمن بالسلام وان يكون واقعيا أكثر".
وحول العلاقات القطرية - الاسرائيلية قال امير قطر "اننا نؤمن بالسلام منذ عامي 1991 و1993 ومنذ عملية (اوسلو) وما بعدها ساعدنا كثيرا في التقريب بين الفلسطينيين والاسرائيليين" ولكنه شدد على ان "الحرب في غزة قبل ثلاث سنوات والعدد الكبير من القتلى الذين سقطوا دفعنا الى قطع علاقاتنا الرسمية مع اسرائيل ولكن في المقابل نحن نؤمن بأن الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الوضع هو التوصل الى السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين .. علينا الضغط على الجانبين للتوصل الى السلام".
وأشار الى أنه "لا مشكلة لدينا في اعادة هذه العلاقة مع الاسرائيليين طالما انهم جادون في السعي الى السلام وفي حماية الشعب الفلسطيني".
وعن استراتيجية دولة قطر في السياسة الخارجية أكد العاهل القطري ايمانه ب"السلام والحوار والوساطة بين الدول لحل المشاكل ونحن شعب ناجح جدا.. وهذا ما سأسعى الى التركيز عليه.. لست مع طرف ضد آخر.. لدينا طريقة تفكيرنا الخاصة بنا في السياسة الخارجية وعلى الآخرين احترام ذلك".
ولفت الى "ان سياسة الامير الوالد هي الافضل لقطر وخاصة فيما يتعلق بالحوار وتسوية المشاكل والوساطة وهذه ستكون سياستي.. بالطبع لا نعلم ما قد يطرأ في المستقبل".
وفيما يتعلق بإمكانية التوصل الى حل تفاوضي في سوريا قال امير قطر "هدفنا حماية ومساعدة الشعب السوري.. كانت انطلاقة الثورة سلمية في سوريا الا ان النظام بدأ القتل والمجازر في حق شعبه.. وعندها دعونا الى توفير السلاح للشعب السوري من اجل حماية نفسه وانه ما لم نقم بذلك ستحصل مجازر اخرى في سوريا.. هذه الطريقة الوحيدة التي يمكن بها مساعدة الشعب السوري".
وحول استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 قال الشيخ تميم "لدينا كل الحق كبلد عربي ومسلم في تنظيم بطولة كهذه .. على الجميع ان يفهم ان عرض قطر كان الافضل وانها ستنظم احدى افضل البطولات .. لقد واجهنا عروضا تقدمت بها دول كبرى ومن الطبيعي ان يتفاجأ البعض بأن يفوز بلد صغير بتنظيم هذه البطولة".
وفيما يتعلق بقضية العمال في قطر والانتقادات حول ظروف العمل القاسية قال الشيخ تميم "صحيح لدينا مشكلة ونحن نطبق القوانين.. لا اقبل ان يكون مصير العمال الذين يأتون الى بلدنا للمساعدة في تطويره بأن يعيشوا في مناخ غير موات لهم.. فاقتصادنا يشهد نموا متسارعا ومئات الآلاف من العمال يأتون طلبا للعمل".
وأضاف ان "هناك الكثير من القوانين التي تخضع للتطوير.. لا انا ولا اي قطري يقبل بما حصل.. ولكن ما يحصل الآن هو ان كل الاعلام العالمي يسلط الضوء على قطر بسبب كأس العالم.. اذا كان الاعلام يريد ان يتكلم عن هذه المشاكل فليتكلم ايضا عن تلك القوانين التي نحن نعمل على تطويرها وتطبيقها".
وبشأن امكانية القبول بإقامة بطولة كأس العالم في الشتاء قال الشيخ تميم ان "عرضنا قدم على اساس تنظيم البطولة في الصيف.. لدينا الآن تكنولوجيا جديدة وبنينا مدرجات مكيفة نستخدمها منذ 10 سنوات وهي فعالة ويمكن الاعتماد عليها.. المناخ بالنسبة الى اللاعبين والمتفرجين سيكون ممتازا.. لقد جربنا ذلك والحر ليس مشكلة".
واضاف "اقبل باختيار افضل وقت للبطولة من حيث المناخ والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) هو من يقرر موعد اجرائها ونحن سنحتاج الى هذه التكنولوجيا سواء اجريت البطولة في الصيف او في الشتاء". (النهاية) ن ن د / أ م س