A+ A-

رئيس الاستخبارات البريطانية.. عدم تدخل الغرب بالحرب السورية ادى لظهور (داعش)

لندن - 20 - 9 (كونا) -- كشف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (ام أي 6) سير جون سويرز هنا اليوم عن أن السبب وراء الفوضى التي فتحت الباب أمام ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هو عدم تدخل الغرب في الحرب السورية.
وقال سويرز في تصريح لصحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية انه يجب على بريطانيا والولايات المتحدة ان تجدا طريقة للعمل مع إيران لمكافحة الاضطرابات في العراق وسوريا.
وأضاف سويرز الذي نادرا ما يلقي بتصريحات للصحافة ان الطريقة التي يتجاوب فيها الغرب مع اية حروب أهلية في بلدان أخرى تخلق "مآزق حقيقية".
واشار الى أن "تقدم (داعش) الذي استغل الفراغات التي أوجدتها الصراعات في العراق وسوريا أثار شكوكا حول جدوى الموقف السابق للقوى الغربية بعدم التدخل مباشرة " لافتا في الوقت نفسه الى أن "فرنسا بإعلانها أمس أصبحت اول القوى الغربية التي تنضم إلى الولايات المتحدة في غاراتها الجوية ضد الجماعة الارهابية في العراق". ونفذت طائرات أمريكية أكثر من 170 غارة منذ الثامن من أغسطس الماضي ورغم ذلك يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى بناء تحالف دولي واسع.
وشدد سويرز على أن "أوروبا لا يشغلها حاليا سوى استخلاص الدروس من أفغانستان والعراق وأنه يمكن الاطاحة بالحكومات في غضون أشهر ولكن بعد ذلك يستغرق الأمر سنوات لإعادة بناء الدول". وأوضح انه "إذا قررت عدم البناء كما فعلنا في ليبيا والذي يعود في بعض أسبابه الى الجراح التي خلفها التدخل في العراق فإن اسقاط الحكومة فسيؤدي الى عدم وجود أي شيء ليحل مكانها" و"وإذا لم تتدخل ابدا فسيؤدي بك الوضع في النهاية الى الحالة السورية ..وهذا هو المأزق الحقيقي." ولفت الى أن هذا الموقف زاد من الضغط على المملكة المتحدة للانضمام الى الغارات الجوية .
فيما رأى رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني روري ستيوارت ضرورة تريث حكومة بلاده وعدم التسرع في أي شيء قائلا "إن من شأن هذا التدخل ان يثير تساؤلات حول جدوى الغارات الجوية.
وتساءل ستيوارت عن الاسباب وراء المشاركة البريطانية في تلك الغارات قائلا "هل نقوم بذلك لأسباب دبلوماسية بمعنى ان نبقى اصدقاء للولايات المتحدة أو لأن تلك الغارات ستحدث فرقا في الوضع على الأرض".
وأضاف انه "إذا لم ندرك بوضوح الفرق الذي يمكن ان يحدث على الأرض فلا ينبغي أبدا ان نشارك لشعورنا بالحرج لأن الفرنسيين قد أقدموا على ذلك." ونبه السير جون الى إمكانية الوصول إلى "نوع من التسوية " مع إيران خاصة مع الفوضى القائمة في البلدان المجاورة لها.
وفيما بدا على أنه لغة اكثر قوة ووضوحا من التي استخدمها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تصريحه لصحيفة (صنداي تليجراف) في اغسطس الماضي بان بريطانيا "ربما" تعمل مع طهران لمواجهة التهديد المتزايد للجماعات الارهابية اعرب وزير الخارجية فيليب هاموند الأسبوع الماضي عن أمله في أن تتعاون إيران و"تنحاز الى الدرب الذي يسير عليه الائتلاف المناهض للارهاب". (النهاية) ح ا / أ م س