A+ A-

معهد استراتيجي بريطاني.. أهداف داعش ستكون محلية على المدى القصير

لندن - 18 - 9 (كونا) -- قال معهد بحثي بريطاني متخصص في الدراسات الإستراتيجية هنا اليوم إن أهداف تنظيم الدول الإسلامية (داعش) ستكون على ما يبدو محلية وعابرة لحدود المناطق التي يسيطر عليها على المدى القصير والمتوسط رغم أعمال العنف التي استهدف بها رعايا غربيين مؤخرا.
وحذر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في تقرير حول مراجعة الشؤون الدولية لعام 2014 من أن "الجهاديين" الغربيين الذين يشاركون في عمليات تنظيم (داعش) يمكن أن يشكلوا تهديدا أمنيا خطيرا عقب عودتهم إلى بلادهم.
وقال المعهد في الجزء الخاص بمنطقة الخليج في التقرير الذي يتألف من 440 صفحة إن "دول المنطقة تناضل ضد ظاهرة داعش" مشيرا إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد سمح للتنظيم بالتطور بهدف إضعاف المعارضة وتشويه صورتها. وقال المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد جون شيبمان في مؤتمر صحفي لإطلاق التقرير إن وضع إستراتيجية مركزها العراق ضد داعش يغفل البعد العابر للحدود لتلك الظاهرة. وأوضح ان "داعش يمكن احتواؤه في العراق لكنه لا يزال قادرا على شن هجمات واسعة تظهر ضعف الحكومة والجيش العراقيين إلا أن جغرافيا البلاد وتركيبتها السكانية تعقدان إحراز مكاسب إقليمية وسياسية أكبر". وأكد المعهد أن هناك الكثير من الأمور ستعتمد على الإستراتيجية التي يتبناها التحالف التي تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيله.
وفي الوقت نفسه أعرب المعهد عن اعتقاده بأن عودة الأضواء إلى دور الجغرافية السياسية كانت سمة بارزة في الشؤون الدولية حتى منتصف عام 2014. وأشار إلى الحرب في سوريا قائلا إلى أن تداعياتها استمرت في التأثير على الجغرافيا السياسية في منطقة الشام حتى منتصف عام 2014. وأضاف أن "مختلف القوى الإقليمية تستعرض عضلاتها وتختبر ما يبدو أنه يوسع حدود حريتها في المناورة" إلا أنه أشار إلى أن حالة عدم اليقين الجيوسياسي تزايدت في ظل شعور بأن التحديات التي تواجه الوضع الحالي يمكن أن يكتب لها النجاح ومن دون يكون لها رد فعل. وحذر التقرير من أن ردود الأفعال التي ستظهر على مدى الأشهر القليلة المقبلة للأزمات الفورية المتزامنة في أوروبا والشرق الأوسط يحتمل أن تكون لها عواقب إستراتيجية طويلة الأجل. وقال إن الانتقال من إدارة الأزمات إلى إرساء نهج استراتيجي طويل الأجل سيكون صعبا على كل من القوى المحلية ذات الصلة والقوى الخارجية أيضا.
وأضاف أنه استشرافا للمستقبل فمن الواضح أن الأشهر الاثني عشر المقبلة ستشهد "توافقا استراتيجيا" مهما بشأن توازنات القوى الإقليمية في جميع أنحاء العالم لاسيما في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا. (النهاية) ح ا / ط م ا