A+ A-

حفل تكريم سمو امير البلاد في مقر الامم المتحدة كقائد للعمل الانساني

 الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون يكرم حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تقديرا لجهوده  واسهاماته الكريمة (قائدا للعمل الانساني)
الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون يكرم حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تقديرا لجهوده واسهاماته الكريمة (قائدا للعمل الانساني)

 اقام معالي الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون احتفالية تكريم لحضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تقديرا لجهود سموه واسهاماته الكريمة (قائدا للعمل الانساني) ودعمه المتواصل للعمليات الانسانية للامم المتحدة للحفاظ على الارواح وتخفيف المعاناة حول العالم وذلك في مقر الامم المتحدة بمدينة نيويورك اليوم الثلاثاء 14 ذي القعدة 1435 هجرية الموافق 9 سبتمبر 2014 ميلادية.

والقى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه اليوم كلمة خلال مراسم احتفالية التكريم التي اقامها الأمين العامة للأمم المتحدة بان كي مون لتسليم سموه رعاه الله شهادة تقدير بالنيابة عن الأمم المتحدة على دوره ودعمه للعمل الإنساني الدولي.
نص الكلمة (بسم الله الرحمن الرحيم معالي السيد بان كي مون الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أصحاب المعالي والسعادة السيدات والسادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني في هذا اليوم وفي ظل هذه الاحتفالية الكريمة أن أتقدم لمعاليكم ولكل القائمين على هذه المنظمة العالمية العريقة بأرفع آيات الشكر والثناء والتقدير على هذه المبادرة الطيبة وغير المسبوقة تجاه بلدي الكويت شعبا وحكومة وتجاهي شخصيا هذه المبادرة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على الدور الحيوي الذي تقوم به هذه المنظمة وأمينها العام والتي تجسد بالاهتمام الدقيق والتفهم العميق وبشكل ملموس وواضح للعديد من المشاغل والهواجس والمستجدات التي تواجه الإنسانية وتتحدى السلم الاجتماعي والأمن السياسي في عالمنا اليوم.
إن هذه التحديات بصنوفها المتنوعة ضاعفت الحاجة إلى أساليب معالجة جديدة قادرة على مواجهة ما يهدد الإنسانية وبشكل متزايد من كوارث طبيعية مختلفة ومن فقر وجوع ومرض الأمر الذي دعى هذه المنظمة واستناداً على ميثاقها المرتكز على المهمة السامية والدور الأمثل في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين إلى شحذ الجهود الدولية والإقليمية، ورسم السياسات وابتكار المبادرات وتعزيز القدرات وقد لمس العالم الدور المؤثر للأمم المتحدة في الاستجابة النوعية الفريدة والمؤثرة للعديد من الأزمات الناتجة عن الكوارث الطبيعية بأنواعها المتعددة ونتائجها المفجعة المتفاوتة والتي تفاقمت حدتها في السنوات الأخيرة كنتيجة متوقعه لظاهرة تغير المناخ فضلا عن تزايد الصراعات في العديد من الدول والتي غالبا ما تأخذ طابعا عسكريا يتصدر المدنيين أطفالا ونساء سجلات وإحصائيات الخسائر الناتجة عنها.
معالي الأمين العام إن دولة الكويت ومنذ إستقلالها وانضمامها لهذه المنظمة سنت لها نهجا ثابتا في سياستها الخارجية ارتكز بشكل أساسي على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لكافة البلدان المحتاجة بعيدا عن المحددات الجغرافية والدينية والإثنية انطلاقا من عقيدتها وقناعتها بأهمية الشراكة الدولية وتوحيد وتفعيل الجهود الدولية بهدف الإبقاء والمحافظة على الأسس التي قامت لأجلها الحياة وهي الروح البشرية.
وقد تم ترجمة هذه المسلمات إلى واقع واكبت فيه دولة الكويت المتغيرات العديدة وعالجت خلاله العوائق التي أفرزتها التحديات المتنوعة من خلال تطوير وتحديث أساليب تقديم المساعدات فأصبحت مبادرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه في إلغاء فوائد القروض الميسرة للعديد من الدول النامية والدول الأقل نموا والتي أعلن عنها رحمه الله في الدورة الثالثة والأربعين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 1988 سابقة في العمل الإنساني الدولي مدشنا بذلك نقلة نوعية في أساليب المساعدات التي إرتكزت عليها الدبلوماسية الكويتية تمثلت بتلمس حقيقي للاحتياجات الإنسانية وإبراز المفهوم الإنساني البحت تجاهها وهو أن هذه القروض والمساعدات ليس لتحصيلها وحساب فوائدها المادية البحتة بل لجني ثمار التعاون الدولي الإنساني المتعدد الأطراف وفوائده التي تفوق معطيات المادة وتوابعها.
كما سطرت الجمعيات الخيرية الكويتية واللجان الشعبية لجمع التبرعات صفحات من الدعم المتواصل في دعم مشاريع إنسانية عديدة في قارتي آسيا وأفريقيا بمبادرات شعبية أصبحت الآن أحد العناوين البارزة لأيادي الخير التي يتميز بها ابناء الشعب الكويتي ولله الحمد.
وعطفا على هذا النهج الذي أسسه الأمير الراحل اتخذت دولة الكويت في عام 2008 قرارا يجسد حرصها على دعم الدور الإنساني للأمم المتحدة عندما خصصت ما قيمته 10 في المئة من إجمالي المساعدات الإنسانية التي تقدمها للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية أو الكوارث التي هي من صنع الإنسان لكي تقدم لمنظمات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة المعنية بالعمل الإنساني وتبعتها بقرارات رسمية بمضاعفة المساهمات الطوعية السنوية الثابتة لعدد من الوكالات والمنظمات الدولية مثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر وصندوق الأمم المتحدة للاستجابة للطوارئ وصندوق الأمم المتحدة للطفولة مما منح العمل الإنساني لدولة الكويت أفاقا أرحب وأبعادا أشمل امتازت في تعزيز التعاون المباشر مع تلك الجهات الدولية في مختلف الأزمات.
وفي هذا السياق يسعدني أن أعلن أمامكم مضاعفة مساهمتنا الطوعية السنوية الثابتة لصندوق الأمم المتحدة المركزي للإستجابة للطوارئ الإنسانية إلى مليون دولار.
إن هذا التكريم الذي حظينا به هو تكريم لأهل الكويت وتقدير لمسيرتهم الخيرة في البذل والعطاء والممتدة منذ القدم والتي ستظل مستمرة إن شاء الله.
إن أعمال البر والإحسان قيم متأصلة في نفوس الشعب الكويتي تناقلها الأبناء والأحفاد بما عرف عنه من مسارعة في إغاثة المنكوب وإعانة المحتاج ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج حتى عندما كان يعاني في الماضي من شظف العيش وصعوبة الحياة ولا تزال وستظل أعماله الخيرة ومبادراته الإنسانية سمة بارزة في سجله المشرف.
وفي هذا المقام لابد لنا من الإشارة إلى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية باعتباره من أحد أقدم المؤسسات الإنمائية حيث جاء إنشاؤه عام 1961 تعبيرا عن الرغبة الصادقة لدولة الكويت في تقديم العون للدول العربية والدول الصديقة لدعم جهودها في تحقيق التنمية من خلال تقديم القروض الميسرة والمساعدات الفنية.
ولقد بلغ إجمالي ما قدمه الصندوق من قروض خلال مسيرته الممتدة لأكثر من نصف قرن 6ر17 مليار دولار أمريكي واستفادت منها مائة وثلاثة دول وهو ما يعادل 2ر1 في المئة من الدخل القومي الإجمالي متجاوزة بذلك نسبة السبعة من عشرة من الدخل القومي الإجمالي التي حددتها الأمم المتحدة عام 1970 كمساعدات رسمية للتنمية من الدول المتقدمة .
وفي السنوات الثلاث الأخيرة ونتيجة لتدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا واستجابة لتداعيات تلك الأزمة الإنسانية وتلبية لطلب الأمين العام السيد بان كي مون استضافت دولة الكويت في يناير 2013 ويناير 2014 المؤتمرين الدوليين للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا حيث بلغت التعهدات المعلنة فيهما حوالي 8ر3 مليار دولار ساهمت دولة الكويت ب 800 مليون دولار التي سلمتها بالكامل لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية والمعنية بالشأن الإنساني.
معالي الأمين العام في الختام لا يسعني إلا أن أجدد لمعاليكم وللقائمين على هذه المنظمة فائق الشكر والامتنان والتقدير على ما تبذلونه من جهود متعددة وما حققتموه من انجازات راسخة في الضمير الإنساني مجددا التأكيد على أن دولة الكويت كانت ومازالت وستبقى داعما أصيلا وسندا ثابتا وعضوا فعالا في الأمم المتحدة إيمانا وتصديقا منها برسالتها السامية في حفظ السلم والأمن الدوليين ونشر مبادئ العدالة والمساواة وضمان العيش الكريم والرفاه لشعوب العالم.
وأشكركم مرة أخرى على تكريمكم لنا في هذا الحفل المتميز وبهذا الجمع الكريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

من جانبه قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان جهود سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مكنت الامم المتحدة من مواجهة ما شهده العالم من معاناة وحروب وكوارث في الاعوام الماضية.
واضاف في كلمة اثناء احتفالية تكريم الامم المتحدة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بمناسبة منح سموه لقب (قائد للعمل الانساني) وتسمية دولة الكويت (مركزا للعمل الانساني) ان "مقابل حالة الموت والفوضى التي شهدها العالم شاهدنا مظاهر كرم وانسانية من قبل جيران سوريا قادتها دولة الكويت اميرا وشعبا".
واضاف ان الكويت اظهرت كرما استثنائيا تحت قيادة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مضيفا انه رغم صغر مساحة البلاد الا ان قلب دولة الكويت كان اكبر من الازمات والفقر والاوبئة.
واضاف "نحن مجتمعون اليوم لنشكر سمو أمير دولة الكويت وشعب الكويت على كرمهم الكبير تجاه السوريين والعراقيين" مستذكرا استضافة الكويت لمؤتمرين لمساعدة الشعب السوري ساهما في جمع الملايين من الدولارات لمساعدة المحتاجين ليس فقط في سوريا والعراق بل في مناطق ودول اخرى امتدت من افريقيا الى اسيا.
واكد ان المبادرات التي قامت بها دولة الكويت دفعت المجتمع الدولي الى جمع المزيد من المساعدات بفضل جهود سمو امير البلاد ما ساعد الامم المتحدة على القيام بوظيفتها الانسانية مشددا على ان "الدعم المستمر لسمو الامير مكننا من ذلك".
وقال "انه لفخر شديد لي ان اقوم بمنح هذه الشهادة التقديرية لجهود حضرة صاحب السمو اعترافا منا بدعمه المستمر وقيادته الاستثنائية للعمل الانساني للامم المتحدة ورفع المعاناة عن المحتاجين في جميع دول العالم."

ومن جانبها أعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري أموس في كلمة خلال الاحتفالية عن تقديرها العميق للجهود الكبيرة التي يبذلها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ودولة الكويت في التعامل مع القضايا الانسانية حول العالم لاسيما في سوريا ودول الجوار بالإضافة إلى القارة الافريقية.
وأكدت أن مساهمات الكويت في عمل الأمم المتحدة والنظام الدولي الإنساني تتجاوز الاقتصار على مسألة التمويل فحسب.
ولفتت أموس إلى استضافة دولة الكويت لمؤتمرين للمانحين لمساعدة الشعب السوري في يناير 2013 ويناير 2014 ما أثمر عن تخصيص تعهدات تتجاوز 6ر3 مليار دولار.
كما أعربت عن تقديرها العميق لموافقة سمو أمير البلاد على تعيين مستشاره الخاص للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله معتوق المعتوق في منصب المبعوث الانساني للأمين العام للأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن هذه الخطوة ساعدت على التعاون بشكل أكبر في القضايا الانسانية بين دولة الكويت والأمم المتحدة وكان لها أثر ايجابي في دفع جهود المجتمع المدني الكويتي والمنظمات غير الحكومية لدعم العمل الانساني حول العالم.
ووصفت المساهمات السخية التي قدمتها دولة الكويت لعمليات الأمم المتحدة الإنسانية بأنها دليل على العلاقة المتينة بين دولة الكويت والأمم المتحدة وشركائها مشيرة إلى أن وكالات الأمم المتحدة يمكنها من خلال دعم الكويت مواصلة تقديم المساعدات المنقذة للحياة والدعم للمتضررين من الأزمات حول العالم.
والقت نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ خلال الكلمة الضوء على فيلم قصير جرى مشاهدته خلال الاحتفالية يسلط الضوء على جهود صاحب السمو أمير دولة الكويت في دعم العمل الإنساني في جميع أنحاء العالم.
وأكدت أن مشاركة ودعم دولة الكويت للعمل الانساني يوجهان رسالة أمل لملايين الأشخاص المتضررين من الأزمات الإنسانية. وقد تم عرض فيلم وثائقي بهذه المناسبة.
ثم قام معالي الامين العام للأمم المتحدة بمنح حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه شهادة تقدير بهذه المناسبة.
وقد شهد حفل التكريم معالي رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم ومعالي نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ومعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير العدل بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح ومدير مكتب حضرة صاحب السمو امير البلاد احمد فهد الفهد والمستشار بالديوان الاميري محمد عبدالله ابو الحسن ورئيس المراسم والتشريفات الاميرية الشيخ خالد العبدالله الصباح الناصر الصباح والمستشار بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء فيصل محمد الحجي بوخضور والمستشار بالديوان الاميري الدكتور عبدالله معتوق المعتوق ومدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب احمد البدر والوكيل للشؤون الاعلامية والثقافية بالديوان الاميري يوسف حمد الرومي ورئيس جمعية الهلال الاحمر الكويتي الدكتور هلال مساعد الساير وسفير دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الامريكية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح ومندوب دولة الكويت لدى الامم المتحدة في جنيف السفير جمال محمد الغنيم والمندوب الدائم لدولة الكويت لدى الامم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي وقنصل عام دولة الكويت في مدينة لوس انجلوس عبداللطيف علي اليحيا وسفير دولة الكويت لدى جمهورية النمسا صادق محمد معرفي ونائب رئيس الهيئة الاسلامية العالمية الخيرية ايمن عبدالله بودي وكبار المسؤولين بالديوان الاميري ووزارة الخارجية. (النهاية) ف ك