A+ A-

مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين تسجل رسميا أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري

مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس
مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس
جنيف - 29 - 8 (كونا) -- أعلنت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين كسر حاجز الثلاثة ملايين شخص مع تزايد حدة الظروف المعيشية هناك.
وقالت المفوضية في بيان لها ان هذا العدد يمثل الآن أكبر عدد من اللاجئين في العالم تحت رعاية المفوضية التي صنفت برامجها في سوريا كأكبر برامج تقوم بها في تاريخ المفوضية منذ تأسيسها قبل 64 عاما.
وقال مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس في البيان "لقد أصبحت الأزمة السورية أكبر حالة طوارئ إنسانية في عصرنا واخفق العالم في تلبية احتياجات اللاجئين والدول المضيفة لهم" مشيرا الى ان الاستجابة لتداعيات الازمة السورية وان كانت سخية فان ما حصلت عليه المفوضية الى الآن أقل بكثير مما هو مطلوب.
وذكر البيان ان الجهات المانحة ساهمت حتى الآن بأكثر من 1ر4 مليار دولار لخطط الاستجابة الإقليمية المتعاقبة منذ عام 2012 ومع ذلك فان أكثر من ملياري دولار مايزال مطلوبا قبل نهاية هذا العام وحده لتلبية الاحتياجات الملحة للاجئين.
وتوقعت المفوضية ارتفاع عدد من سيحتاجون الى المساعدات الانسانية العاجلة الى 4ر2 مليون نسمة مع حلول موسم الشتاء حيث يسابق موظفو المفوضية الزمن لتوفير ما يمكن توفيره من خدمات للاجئين السوريين.
واكدت ان تقارير حالات فرار ونزوح السوريين تكشف عن ظروف معيشية مروعة على نحو متزايد داخل البلاد حيث السكان محاصرون داخل مدن او مناطق جغرافية ويعاني السكان من الجوع والاستهداف والقتل دون تمييز.
ولفت البيان الى ان ما يقرب من نصف السوريين اضطروا الى ترك منازلهم والفرار للنجاة بحياتهم لتسجل آخر الاحصائيات فرار واحد من كل ثمانية سوريين عبر الحدود بزيادة مقدارها مليون شخص منذ أكثر من عام مع وجود حوالي 5ر6 مليون آخرين مشردين داخل سوريا أكثر من نصفهم من الأطفال والاحداث.
وأكد ان جميع البيانات والتقارير التي تصلها سواء من مكاتبها العاملة في المنطقة او من المنظمات الاممية الاخرى او غير الحكومية المعنية بالتعامل مع الازمة السورية تؤكد وجود حالة من الصدمة يعاني منها عدد كبير من الاسر السورية التي تصل الى المعابر الحدودية خائرة القوة وقد نضبت مدخراتها.
وذكرت المفوضية ان الفارين من ويلات الحرب في سوريا يضطرون الى دفع رشاوى على المعابر قد تصل الى مئة دولار عن كل شخص كما ان حالات كثيرة اعترفت بأنها كانت في حالة فرار دائم داخل سوريا لمدة عام كامل قبل ان تتخد قرارا نهائيا بمغادرة البلاد.
وقالت ان انتشار اللاجئين السوريين في دول الجوار بلغ حده الاقصى باستضافة لبنان 14ر1 مليون نسمة ثم تركيا 815 الفا فالاردن 608 الاف ما يشكل ضغطا هائلا على اقتصادات الدول المضيفة وبنيتها التحتية ومواردها. في المقابل يسعى أكثر من أربعة من كل خمسة لاجئين لكسب العيش في البلدات والمدن خارج المخيمات في حين يعيش 38 في المئة في ملاجئ دون المستوى المطلوب من الخدمات.
واعربت المفوضية عن قلقها العميق حول الاوضاع التي يقيم فيها بضع مئات من اللاجئين السوريين المحاصرين داخل مخيم العبيدي في مدينة القائم العراقية بعد أن تم اجبار وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية على التخلي عن مكاتبها ومستودعاتها هناك.
في الوقت ذاته رصدت المفوضية ارتفاع نسبة المصابين بأمراض مزمنة بين اللاجئين مثل امراض القلب والدورة الدموية او السرطان او ارتفاع نسبة السكر في الجسم مع عدم توافر سبل العلاج المناسبة لهم.
وأشارت المفوضية الى انها تتعامل في الملف السوري مع 150 ما بين وكالة اممية ومنظمات غير حكومية جنبا إلى جنب مع حكومات الدول المجاورة لمحاولة تلبية احتياجات اللاجئين في السكن والغذاء والتعليم والرعاية الطبية فضلا عن توزيع المستلزمات الاساسية للحياة اليومية مثل الخيام والفرش والأغطية البلاستيكية.
ووفق بيانات المفوضية فقد تمكنت في العام الماضي وحده من ضمان مساعدات غذائية لحوالي 7ر1 مليون لاجئ وألحقت 350 الف طفل بالمدارس وقدمت المأوى في مخيمات لأكثر من 400 الف لاجئ.(النهاية).
ت ا / ع ف ع