A+ A-

ردود الفعل الايجابية تتواصل ترحيبا بوقف اطلاق النار في غزة

الكويت - 27 - 8 (كونا) -- تواصلت اليوم ردود الفعل الايجابية من كافة أنحاء العالم على اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه أمس بين الفلسطينيين واسرائيل في غزة والذي رعته مصر عبر استضافتها مفاوضات غير مباشرة نجحت في إيصالها الى بر الأمان وتحقيق هدنة لمدة شهر يؤمل أن تتعزز باتفاق دائم.
وفي هذا السياق رحب الامين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني بالاتفاق الذي اعتبره خطوة مهمة لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وحفظ ارواح الابرياء ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
واشاد الزياني بالجهود المخلصة التي بذلتها مصر والدعم الاقليمي والدولي داعيا المجتمع الدولي للتحرك بسرعة لايصال المساعدات الى قطاع غزة.
من جهتها رحبت منظمة التعاون الإسلامي بالاتفاق حيث دعا أمينها العام إياد أمين مدني في بيان إلى ضرورة أن يكون الاتفاق مقدمة لإيجاد حل جذري لمشكلة الحصار الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وشدد مدني على ضرورة فتح جميع المعابر وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والبضائع بغية الشروع في عملية إعادة إعمار ما خلفه العدوان الإسرائيلي إضافة الى توفير الوسائل التي تمكن الفلسطينيين من العيش الكريم.
بدوره رحب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالاتفاق مشيدا بجهود مصر وداعيا جميع الأطراف المعنية إلى بذل كل ما بوسعها من أجل تثبيت الهدنة والالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق والإسراع برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة لإتاحة وصول المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة والبدء بعملية إعادة اعمار القطاع.
وقال العربي ان المشاورات متواصلة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من أجل إطلاق تحرك عربي ودولي "جدي" يهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة ومنع استمرار الانتهاكات والاعتداءات المتمادية على الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
أما الاردن فرحب مرتين بالاتفاق عن طريق كل من الملك عبدالله الثاني والحكومة حيث شدد الملك عبدالله خلال لقائه وفد مساعدي أعضاء الكونغرس الأمريكي على أنه يجب وبعد وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل كامل تكثيف الجهود الدولية لاستئناف مفاوضات السلام التي تعالج جميع قضايا الوضع النهائي وفق حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
وأكد العاهل الاردني ان بلاده مستمرة وبكل طاقاتها وإمكاناتها بتقديم العون والمساعدات الإغاثية والطبية اللازمة للأشقاء في قطاع غزة والمساهمة في جهود إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.
ورحبت الحكومة الاردنية بالقرار معتبرة انه سيسهم في الحفاظ على حياة الفلسطينيين بالتزامن مع فتح المعابر بهدف سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار.
وفي طهران هنأت ايران "الشعب الفلسطيني ولاسيما اهالي قطاع غزة لانتصارهم على اسرائيل" معتبرة ان هذا النصر تحقق بفضل "الارادة الصلبة لأهالي غزة وابطال المقاومة".
وقالت الخارجية الايرانية في بيان "ان الشعب الفلسطيني البطل استطاع ان يسطر ملحمة اخرى بانتصار المقاومة وركوع الكيان الصهيوني امام عزيمة وارادة الشعب والمقاومة الفلسطينية".
كما تلقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نبأ الاتفاق بايجابية معربا في بيان عن أمله في أن يكون دائما ويمهد الطريق أمام عملية سياسية.
من ناحيته اشاد رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان بنجاح جهود الدبلوماسية المصرية في تحقيق وقف شامل لاطلاق النار بقطاع غزة واكد في بيان مساندة البرلمان العربي للشعب الفلسطيني من خلال ارسال وفد برلماني رفيع المستوى الى جنيف قريبا للقاء كبار المسؤولين فى كل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومجلس حقوق الانسان والبرلمان السويسري والاتحاد البرلماني الدولي وغيرها من المؤسسات الدولية المعنية بالنظر الى الانتهاكات الاسرائيلية للمواثيق والمعاهدات الدولية.
وفي المواقف الدولية من الاتفاق كشف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن ان حكومة بلاده تدرس مع نظيرتيها البريطانية والفرنسية اقتراحات للبحث عن طرق لتثبيت الهدنة عبر قرار في مجلس الامن.
وقال شتاينماير في بيان "يبدو بعد محاولات كثيرة ان الهدنة التي اعلنت مساء امس ستتمكن من انهاء الحرب في غزة الامر الذي نرحب به ونعتبره انجازا للناس قبل كل شيء وقد وضع حدا لمعاناتهم في الخمسين يوما الاخيرة ويتطلب من الجانبين الالتزام بالهدنة المعلنة".
ومن بروكسل رحب رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز بشدة بالاتفاق داعيا جميع الاطراف المعنية الى الالتزام ببنوده بشكل كامل.
وقال شولتز في بيان ان "تخفيف الحصار على القطاع خطوة مشجعة" مشيرا الى انه "على الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي الان زيادة جهودهما من أجل التعامل مع الاحتياجات الانسانية العاجلة والمخاوف الامنية لكل من الاسرائيليين والفلسطينيين واعادة اعمار غزة".
ورحبت الحكومة الايطالية أيضا بالاتفاق داعية الى التقدم نحو هدنة دائمة في اطار اتفاق سياسي أشمل عبر المفاوضات.
وقالت وزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني في بيان ان الاتفاق يجب أن يفتح الطريق لمفاوضات سياسية تؤدي الى حل للصراع في منطقة الشرق الأوسط معربة عن أملها "بأن يشكل الاتفاق التحول الذي ننتظره وعملنا من أجله مع كثير من البلدان".
لكن يبدو ان الموقف داخل اسرائيل كان مغايرا حيث وجهت انتقادات سياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب قرار وقف اطلاق النار.
فوزير الاقتصاد الاسرائيلي نفتالي بينت اتهم رئيس الوزراء باعلان الموافقة على وقف اطلاق النار دون تصويت او قرار رسمي من الحكومة.
وذكر بينت في تصريح للاذاعة الاسرائيلية العامة اليوم انه ووزراء اخرين في الحكومة يعارضون كليا اعلان وقف اطلاق النار الذي علموا به عبر الهاتف.
من ناحيتها أوضحت الاذاعة الاسرائيلية ان حالة من التذمر والانقسام تسود أوساط وزراء الحكومة بعد اعلان هذا القرار بسبب موافقة نتنياهو عليه دون استشارة احد.
من جانبهم اعلن كل من وزراء الخارجية افيغدور ليبرمان والامن الداخلي اسحق اهرونوفيتش والاتصالات جلعاد اردان علاوة على نفتالي بينت معارضتهم لوقف اطلاق النار مؤكدين دعمهم مواصلة الاعمال العسكرية في القطاع.
ونقلت الاذاعة عن زعيمة حزب (ميرتس) الاسرائيلي المعارض زهافا غالئون قولها "ان حركة (حماس) خرجت منتصرة من هذه العملية العسكرية التي شنها الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة" مؤكدة ان "اعلان وقف اطلاق النار الليلة الماضية جاء متأخرا فيما تبين من شروطه ان العملية العسكرية في غزة شكلت خسارة استراتيجية لنتنياهو".
وفي الداخل الفلسطيني اعتبرت كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح المسلح لحركة (حماس) ان صمود قطاع غزة في وجه العدوان الاسرائيلي نقطة تحول في منحنى الصعود نحو النصر.
وقال المتحدث باسم الكتائب ابوعبيدة في بيان صحفي ان "انتصار غزة ومقاومتها في معركة (العصف المأكول) التي جاءت ردا على العدوان الاسرائيليي على قطاع غزة نقطة تحول وان المرحلة التي تعقب المعركة ستحدث تغييرا جذريا تشهد عليه الأيام المقبلة وعلى كافة الصعد".
وفي ذات السياق دعت حركة (حماس) في بيان "الشعب الفلسطيني الى المشاركة في المسيرات الحاشدة بمدينة غزة احتفاء بالانتصار".
أما القيادي في (حماس) محمود الزهار فأكد ان "الشعب الفلسطيني سيبني الميناء والمطار في مدينة غزة دون اخذ اذن من احد".
وحذر الزهار في تصريحات صحفية من "ان من يعتدي على مينائنا سنرد عليه بقصف مينائه ومن يعتدي على مطارنا سنقصف مطاراته" مشيرا الى نجاح الفصائل الفلسطينية في اطلاق صواريخ نحو مطار (بن غوريون) وسط اسرائيل.
وعدا عن المواقف يبدو ان قوافل المساعدات الاغاثية قد بدأت تتحرك نحو قطاع غزة حيث أعلنت جمعية الهلال الاحمر الكويتية توزيعها مساعدات شملت ثلاثة آلاف أسرة في قطاع غزة تضمنت مواد غذائية وأغطية ومحروقات.
وقال نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية أنور الحساوي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان المساعدات توزعت على مناطق مختلفة في القطاع منها عبسان وعمرة ورفح ودير البلح وخزاعة.
وأضاف الحساوي ان المستشفيات في قطاع غزة استفادت من المحروقات من خلال 50 ألف لتر شملت مستشفى الشفاء الحكومي ومستشفى ناصر الحكومي في خان يونس والهلال الاحمر الفلسطيني.
بدوره اعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وصول أول قافلة إنسانية بنجاح الى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري وذلك للمرة الاولى منذ عام 2007 .
واضاف البرنامج في بيان من مكتبه لدى المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف ان القافلة التي وصلت صباح اليوم محملة بأغذية تكفي لاطعام قرابة 150 ألف نسمة لمدة خمسة ايام مشيرا الى انه من المتوقع ان تصل قافلة ثانية في غضون ايام.
واوضح ان القافلة تتكون من 18 شاحنة تحمل 15600 طرد غذائي وهي جزء من دفعة إجمالية من الطرود الغذائية قوامها 25 ألف طرد.(النهاية) ر ج