A+ A-

استهداف اسرائيل لقادة (حماس) ينبئ بتصعيد كبير للأوضاع في غزة

غزة - 21- 8 (كونا)-- أطلقت اسرائيل اليوم عمليا بعض الاشارات على امكانية تصعيد الاوضاع في قطاع غزة باغتيالها ثلاثة من كبار قادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس).
وجاءت عملية الاغتيال بعد ساعات قليلة من تهديدات اطلقها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بالاستمرار في العدوان على القطاع حتى يحقق اهدافه في وقت اكد فيه ان اسرائيل ستواصل حربها ضد (حماس) وقيادتها.
واتبع اعلان نتنياهو فشل محاولة قامت بها اسرائيل امس الاول لاغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف بقصف منزل تواجدت فيه اسرته بمدينة غزة.
وقتلت اسرائيل في هذه الغارة التي تعد واحدة من أعنف ما تعرضت له مناطق القطاع خلال الحرب الاخيرة زوجة القائد الضيف وداد المصري (30 عاما) وابنه الرضيع علي البالغ من العمر سبعة اشهر قبل ان تؤكد كتائب القسام ان قائدها بخير.
واليوم أقر نتنياهو طلبا للجيش الاسرائيلي يقضي باستدعاء عشرة الاف جندي وضابط من قوات الاحتياط للخدمة فورا في مناطق قريبة من القطاع الذي شهد الوضع العسكري في محيطه خلال الساعات الاخيرة تصاعدا كبيرا من استمرار اطلاق الصواريخ من هناك.
وتأتي هذه الخطوة بعد ساعات من دعوة وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني للاستعداد لإمكانية شن حرب برية على قطاع غزة .
كما واصلت طواقم طبية فلسطينية مستعينة بجرافات اليوم عمليات البحث تحت انقاض منزل عائلة الدلو الذين اغتيلوا قبل ان يعلن عن انتشال جثة طفلة صغيرة اخرى تبين انها سارة محمد الضيف البالغة من العمر ثلاثة اعوام.
واي كان الامر فإن ملامح حرب موسعة بدأت تستهدف القطاع الذي تعرض كثير من منازله فجر ونهار اليوم لغارات جوية ليرتفع عدد الشهداء فيه منذ انهيار التهدئة الاخيرة امس الأول الى نحو ستين شهيدا.
وشعر كثيرون في قطاع غزة صباح اليوم بالصدمة اثر اعلان كتائب القسام عن استشهاد ثلاثة من كبار قادتها العسكريين بغارة جوية استهدفت منزلا تواجدوا فيه بمدينة رفح جنوب القطاع.
وادت هذه الغارة وفق ما اعلنت مصادر طبية فلسطينية الى سقوط عشرة مواطنين بينهم قادة القسام الثلاثة اضافة الى اصابة العشرات بجراح.
وتحدثت وسائل اعلام فلسطينية عن استخدام طائرات الاحتلال لعدد كبير من الصواريخ شديد الانفجار في الغارة التي استهدفت منازل مجاورة عدة للتأكد من اغتيالهم مهما كانت النتائج.
والضحايا الذي شارك الالاف في تشييع جثامينهم برفح اليوم وسط اجواء غاضبة هم قائد كتائب القسام في مناطق جنوب القطاع محمد ابو شمالة (41 عاما) وقائد القسام في رفح رائد العطار (40 عاما) اضافة الى القيادي محمد برهوم (45 عاما) وجميعهم مطلوبون لأجهزة الامن الاسرائيلية منذ نحو عقدين من الزمان نجحوا خلالهما في التواري عن الانظار في وقت فشلت فيه اسرائيل في اغتيالهم مرات عدة.
وانطلق موكب تشييع الضحايا من مستشفى الشهيد ابو يوسف النجار في المدينة سيرا باتجاه منازلهم حيث القى ذويهم نظرة الوداع عليهم قبل نقلهم لمسجد العودة لأداء الصلاة عليهم .
وردد المشيعون الغاضبون في الجنازة شعارات مطالبة بالرد على جرائم الاحتلال والمطالبة بمواصلة اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل والانتقام لدماء الشهداء كافة واستمرار المقاومة حتى رفع الحصار عن غزة .
وبعد الانتهاء من دفن الضحايا في مقبرة الشهداء بمدينة رفح توعدت حركة (حماس) اسرائيل باستمرار المقاومة مؤكدة ان "اعتقاد الاحتلال بأن قتل قادة القسام سيضعف المقاومة هو وهم كبير".
وجاء هذا التأكيد في بيان اصدره المتحدث بلسان الحركة سامي ابو زهري اكد فيه "ان اسماء الشهداء القادة ستتحول الى اسماء صواريخ تحرق الصهاينة".
وبدا واضحا ان نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعالون اضافة الى اجهزة امنه بحاجة لإنجاز كبير لمواجهة الانتقادات الموجهة لهم في اسرائيل بشأن الفشل في وقف اطلاق الصواريخ من غزة .

وعمدت اجهزة امن الاحتلال الامنية والاعلامية الى الحديث كثيرا عن قتل قادة القسام هؤلاء باعتبارهم "صيدا ثمينا" بما في ذلك الكشف عن مدى اهميتهم فيها عدا عن العمليات التي تعتقد اسرائيل انهم مسئولون عن تنفيذها ضدها.
وكانت مصادر في وزارة الصحة الفلسطينية اعلنت اليوم ان "القصف على حي تل السلطان والذي استهدف اغتيال قادة القسام اسفر عشرة سقوط عشرة فلسطينيين بينهم مسنون واصابة قرابة 42 آخرين".
ونددت (حماس) في بيان شديد اللهجة بعملية الاغتيال باعتبارها "جريمة كبيرة" مشددة في ذات الوقت على "انها لن تفلح في كسر ارادة الشعب الفلسطيني ولن تضعف المقاومة".
واعلن نتنياهو ان "القرار باستهداف قادة (حماس) ونشطائها العسكريين الذين يقفون وراء تخطيط اعتداءات خطيرة اتخذ بفضل المعلومات الاستخبارية الاستثنائية التي جمعتها اجهزة الامن".
وقال في تصريحات صحيفة اتبعت الاعلان عن اغتيال قادة القسام ان "تنفيذ العملية تسنى بفضل القدرات العملياتية الفريدة من نوعها للجيش" مضيفا ان "جهاز الامن الداخلي (شين بيت) والجيش يتعاونان كليا فيما يتعلق بعملية (الجرف الصامد) التي تستهدف قطاع غزة منذ اكثر من ستة اسابيع.
وجدد نتنياهو التأكيد على "استمرار جيشه في الحرب التي يشنها على غزة حتى تحقيق اهدافها المحددة وهي اعادة الهدوء في اسرائيل لمدة طويلة والمساس بشكل ملحوظ بالبنى التحتية للفصال المسلحة في القطاع ".
وواصل طيران الاحتلال غاراته الجوية اليوم على القطاع بعدما ازدادت كثافتها خلال اليومين الماضين اللذين اتبعا انهيار "التهدئة المؤقتة" التي كانت مصر قد اعلنت عنها قبل اكثر من اسبوع .
وتزامن هذا مع عمليات قصف مدفعي تعرضت له الاطراف الشرقية من مدينة رفح ودير البلح وجباليا في وقت اطلقت فيه زوارق الاحتلال النار نحو مناطق عدة في سواحل القطاع .
ووفق مصادر طبية فلسطينية فقد وصلت حصيلة القتلى منذ صباح الاربعاء الى 26 شخصا لترتفع الحصيلة الكلية للقتلى منذ بدء الحرب إلى 2071 شخصا اضافة الى سقوط اكثر من 10200 جريج.
وذكرت المصادر ان "خمسة مواطنين من بينهم ثلاثة اطفال قتلوا قبل ظهر اليوم بقليل في قصف استهدف مجموعة مواطنين كانوا يقفون بالقرب من مسجد اهل السنة في شارع النفق بمدينة غزة".
واكدت ان "اربعة مواطنين اخرين اصيبوا بجراح في هذه الغارة بعضها كانت خطيرة وقد نقلوا الى مستشفى الشفاء بالمدينة لتلقي العلاج "مشيرة الى ان "جميع الضحايا كانوا من عائلة واحدة ".
كما سقط اربعة مواطنين اخرين واصيب ثلاثة بجراح بالغة الخطورة في قصف استهدفهم اثناء تواجدهم في مقبرة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة كما سقط قتيلان في قصف استهدف مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وقتل فلسطينيان وجرح آخر في غارة جوية استهدفت بصاروخ سيارة مدنية بحي النصر شمال مدينة غزة فيما قتل آخر في غارة مماثلة استهدفته بمنطقة الفخاري بمدينة خان يونس.
وواصلت طائرات الاحتلال غاراتها التي استهدفت بالصواريخ منازل عدة في مدن بيت حانون وبيت لاهيا والنصيرات عدا عن استهداف مناطق زراعية في مختلف مناطق القطاع .
على ذات الصعيد واصلت الفصائل الفلسطينية اليوم استهدافها مختلف مدن وبلدات اسرائيل بالصواريخ حيث اعلنت ألوية الناصر الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية في فلسطين مسؤوليتها عن قصف موقع (كيسوفيم) العسكري بثلاثة صواريخ.
واكدت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة (حماس) مسؤوليتها عن قصف موقع الاستخبارات بقاعدة (زيكيم) شمال القطاع بأربع قذائف هاون ظهر اليوم اضافة الى قصف بلدة (اوفكيم) بصاروخ غراد .
وأضافت الكتائب انها استهدفت ايضا موقع (ناحل عوز) بست قذائف هاون في وقت اطلقت فيه ثلاثة صواريخ نحو موقع (رعيم) العسكري ومستوطنة (نير عوز) بقذائف عدة.
من جانبها أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي المسؤولية عن قصف مدن اسدود وبئر السبع وعسقلان المحتلة باجمالي 14 صاروخ غراد بعد ظهر اليوم.
وأضاف السرايا في سلسلة بيانات ان مقاتليها استهدفوا مجمع (أشكول) وبلدات (كرميه) و(مفتاحيم) ومواقع (كيسوفيم) و(صوفا) و(الكاميرا) باجمالي 27 صاروخا ووابل من قذائف الهاون. (النهاية) م ت / أ م س